عبر مسئولون أميركيون عن اعتقادهم بأنه لم يعد هناك سوى أمل ضئيل في قيام دولة فلسطينية العام 2004 وفق رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش.
ويأتي ذلك بالتزامن مع حديث للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نشر أمس قال فيه انه «لم يعد هناك كثير من الوقت» من اجل إحلال سلام يستند إلى قيام دولتين.
ونسبت مصادر أميركية إلى مسئولين في البيت الأبيض قولهم إن بوش وكبار مساعديه توصلوا إلى استنتاج بأن فرصة تحقيق إنجاز دراماتيكي يؤدي إلى اتفاق لقيام دولة فلسطينية يبدو غير محتمل في العام الجاري، وأن واشنطن تتصور أن استمرار أعمال القتل والقمع التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي وعمليات المقاومة الفلسطينية سيستبعد أي مكسب دبلوماسي، وقال مسئول أميركي: «إن الكل الآن يقف في مسار متوقف وأن ذلك يعني أن فرصة التوصل إلى اتفاق من أي نوع هي فرصة ضئيلة». مضيفا «إن الهدف الرئيسي لحكومة بوش الآن هو منع العنف من الخروج عن نطاق السيطرة».
من ناحية أخرى قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان أمس إن وزير الخارجية التركي سيبدأ مبادرة جديدة للتوسط بين «إسرائيل» وسورية. وأضاف إن الحكومة الإسرائيلية والرئيس السوري بشار الأسد ردا بالإيجاب على عرض الوساطة التركي.
الأراضي المحتلة -
محمد أبوفياض، وكالات
اعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات انه «لم يعد هناك كثير من الوقت» من أجل إحلال سلام في الشرق الأوسط يستند إلى قيام دولتين، وذلك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وقال عرفات «لم يبق بالتأكيد كثير من الوقت من اجل حل يستند إلى قيام دولتين»، على رغم التزام الفلسطينيين منذ الثمانينات بالاكتفاء بالضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار عرفات - الذي أجرى المقابلة في مقره برام الله - إلى أن مشروع قيام دولة فلسطينية تبدد لسببين وهما بناء الجدار بين «إسرائيل» والضفة الغربية وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
ولم يأبه عرفات بما نسب لـ «إسرائيل» من السعي لاغتياله وتساءل «ماذا عساهم يفعلون؟» إن الولايات المتحدة و«إسرائيل» «تعلمان أن ليس بإمكانهما أن يجدا من يحل محلي».
وأكد عرفات «نحن فخورون بديمقراطيتنا» ولكنه اعتبر ان «الوضع على الأرض» يجعل من «الصعب جدا» إجراء انتخابات مقترحة خلال مايو/ أيار أو يونيو/ حزيران في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأبدى تمسكه بالانتفاضة وقال «إن شعبنا يواجه تصعيدا عسكريا ليلا ونهارا، فماذا علينا أن نفعل هل نتراجع؟»
والتقى مراسل «الغارديان» أيضا أحد كبار قياديي حركة المقاومة الإسلامية عبدالعزيز الرنتيسي والمتحدث باسم الجهاد الإسلامي في غزة نافذ عزام اللذين أكدا انهما يقبلان قيام دولة فلسطينية «كحل مؤقت» لوقف النزاع المسلح مع «إسرائيل».
ولكن الرنتيسي أضاف كما ذكرت الغارديان إن حماس لن توافق بعد الآن على وقف لاطلاق النار من دون الانسحاب الإسرائيلي التام وحذر من أن حركته ستستخدم «طرقا جديدة وأسلحة جديدة للمقاومة» ضد «إسرائيل» حتى لو أحاط الجدار الفاصل بجميع كبرى المـــــناطق في الأراضي الفلسطينية.
وأفادت الصحيفة ان القيادي الإسلامي دافع عن العمليات الاستشهادية معتبرا أنها سبيل لتعديل «كفة المعاناة»، وأضاف «ان عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم «إسرائيل» في السنوات الثلاث الماضية يكاد يعادل عدد جميع الإسرائيليين القتلى».
وأضاف الرنتيسي «ان من خلال هذه العمليات ليس لنا من هدف سوى الردع عن قتل أطفالنا ومدنيينا فإذا توقفوا عن قتل مدنيينا سنتوقف. ليس لدينا ثقافة الموت بل هي ثقافة الكرامة».
وقال الجيش الإسرائيلي ومصادر طبية فلسطينية إن الجنود الإسرائيليين قتلوا بالرصاص اثنين من الفلسطينيين أمس في قطاع غزة قرب الجدار الأمني الإسرائيلي. وذكر متحدث باسم الجيش ان الفلسطينيين أصيبا بالرصاص لدى اقترابهما من الجنود الذين اشتبهوا في أن الرجلين يعتزمان تفجير شحنة ناسفة. وقال المتحدث إن الجنود عثروا على نظارة مكبرة وهواتف محمولة لدى تفتيش جثتي الفلسطينيين. وذكرت المصادر الطبية إن جثتي الرجلين اللذين أصيبا في الرأس والسيقان نقلتا إلى مستشفى. وأضافوا إن الرجلين كانا يرتديان الزى العسكري للنشطين الفلسطينيين ولكن لم تعلن أي جماعة أنهما كانا ينتميان إليها.
واعتقلت قوات الاحتلال عشرة فلسطينيين خلال توغلها في الضفة الغربية وقطاع غزة بينهم خمسة من بلدة عزون بقلقيلية وفلسطينيين اثنين من بلدة جبع جنوبي جنين وأربعة في نابلس إلى جانب اعتقال شاب فلسطيني من خانيونس. فيما أصيبت فتاة فلسطينية ظهر أمس خلال توغل إسرائيلي في رفح.
وأشارت مصادر فلسطينية أمس إلى أن المعتقلين الخمسة من بلدة عزون شمال غربي الضفة تتراوح أعمارهم بين 20 و18 عاما، وتم إلقاء القبض عليهم بعد أن أغلقت قوات الاحتلال مداخل بلدة عزون منذ الصباح. وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة قبل الماضية أربعة نشطاء من حركة التحرير الوطني «فتح» من نابلس وسط الضفة.
في المقابل فجرت عناصر المقاومة الفلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة عبوة ناسفة أمس في جرافة إسرائيلية خلال توغل إسرائيلي في المنطقة. وقالت كتائب «الشهيد أحمد أبوالريش» المنتمية لحركة «فتح» إنها فجرت جرافة إسرائيلية خلال توغلها بصحبة آليات عسكرية في منطقة بلوك «جي» بواسطة عبوة جانبية شديدة الانفجار وأصابت من كانوا على متنها ودمرت الجرافة.
إلى ذلك ناشد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني رفيق النتشة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتدخل الفوري والعمل على وقف الإرهاب الإسرائيلي المجنون وحرب الوجود والتطهير العرقي الذي تقوم به حكومة شارون منذ عدة أشهر من دون أن يوجه إليها سؤال واحد. وقال النتشة في تصريحات لصحيفة «الدستور» الأردنية أمس إن حكومة شارون دخلت مرحلة جديدة من الإرهاب والتدمير والقتل وهي إزالة أحياء بأكملها في المدن الفلسطينية كما يحدث في رفح ونابلس وغيرها وسقوط ما بين 10 و15 شهيدا فلسطينيا يوميا تحت سمع وبصر العالم.
لندن - وام
أعلنت النائبة عن حزب الأحرار البريطاني المعارض جيني تونغ التي طردت من الصفوف الأمامية للحزب لتعاطفها مع معاناة الشعب الفلسطيني أنها تقف بقوة إلى جانب تصريحاتها العلنية التي أدت إلى طردها من منصبها كمسئولة شئون الأطفال في الحزب والتي تضمنت قولها «انها تتفهم وتشعر بالشعب الفلسطيني، وانها تفهم لماذا يقوم بعض الفلسطينيين بعمليات استشهادية لأنهم وصلوا إلى اكبر حال من اليأس بسبب المعاناة التي يعيشونها تحت الاحتلال الاسرائيلي».
وكان زعيم الحزب تشارلز كيندي طلب من نائبته الاستقالة فورا بعد أن أعلنت موقفها على رغم أنه أشاد بها كمسئولة حزبية جيدة. يذكر أن شيري زوجة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كانت أعلنت موقفا مماثلا قبل عام ونصف العام ما أدى إلى تعرضها لحملة شديدة من بعض الجهات المتعاطفة مع «إسرائيل»
العدد 506 - السبت 24 يناير 2004م الموافق 01 ذي الحجة 1424هـ