أيام تفصلنا عن موعد النهائي لكأس الملك المفدى لكرة القدم الذي سيجمع الرفاع والبسيتين مساء الخميس 12 فبراير/ شباط الجاري على استاد البحرين الوطني وذلك في أول نهائي يجمع الفريقين في تاريخ نهائيات كأس الملك.
ومع اقتراب موعد كل نهائي لأغلى الكؤوس فإن التاريخ يطل برأسه في سجل المسابقة لنلاحظ أن النسخ الـ 32 السابقة للبطولة التي انطلقت موسم 77/1978 شهدت فوز الرفاع بأربع بطولات أعوام 85 و86 و98 بالإضافة إلى وصوله عدة مرات إلى النهائيات وخسرها وآخرها العام الماضي عندما حل وصيفا خلف غريمه المحرق، بما يعني أن الرفاعيين مشتاقون للكأس الغالية الغائبة عن خزائنهم 12 عاما وهي فترة تعتبر طويلة لنادٍ كبير ومنافس على البطولات المحلية مثل الرفاع وهو ما يشكل إليه دافعا قويا للفوز باللقب.
في المقابل، يشير التاريخ إلى أنها المرة الثانية التي يصعد فيها البسيتين إلى نهائي كأس الملك بعدما بلغ نهائي العام 2003 وخسر يومها أمام الشباب ليعود بعد سبع سنوات والحلم الكبير يراوده في عدم إهدار الفرصة التي قد لا يضمن تكرارها إلاّ بعد سنوات.
ولا يختلف المتابعين على جدارة الفريقين بالوصول إلى النهائي وخصوصا الرفاع الذي يعتبر أبرز وأقوى فرق الموسم الكروي الجاري ومرشحا قويا للفوز بلقبي الدوري وكأس الملك، فيما تمكن البسيتين من العبور إلى النهائي من بوابة حامل اللقب المحرق في مباراة نجح خلالها الفريق من التعامل الإيجابي مع ظروف اللقاء وحسمها بطريقة لقاءات الكؤوس على رغم ما اعتبره البعض بالمفاجأة. وعلى رغم أن تصريحات المسئولين في الناديين تؤكد أن استعداداتهما للنهائي المرتقب ستكون طبيعية وعدم الخروج عن النص المعتاد لأسباب فنية ونفسية، إلا أن المؤكد أن حمى الاستعدادات سترتفع تدريجيا مع بدء العد التنازلي لموعد المواجهة وبعدما ينتهي الفريقان من خوض مباراتي الجولة الحادية عشرة للدوري يومي الأربعاء والخميس المقبلين ليدخل الفارسان أجواء نهائي الكأس.
أخفق فريق المحرق بمواصلة سيطرته وهيمنته على البطولات بعد أن خرج من أولى المسابقة بخفي حنين إثر تعرضه للخسارة المستحقة من البسيتين بهدفين مقابل هدف في دور الثمانية لمسابقة كأس الملك (أغلى الكؤوس) ليخفق المحرق بمواصلة احتكاره للبطولات وخصوصا بطولة كأس الملك والتي حققها موسمين متتالين في موسمي 2008 و2009 إلى جانب البطولات الكثيرة والعريقة التي حققها في المواسم الماضية.
واستحق البسيتين الفوز في مباراته مع المحرق بعد أن قدم مباراة رائعة وأخرج المحرق من أولى الألقاب التي كان يتمنى الحفاظ عليها واستطاع كسر الاحتكار المحرقاوي ومعرفة بطل جديد في نسخة 2010.
وعلى رغم وصول البسيتين للنهائي الثاني في تاريخه إلا أنه جاء هذه المرة بعد جهد ومثابرة من جميع اللاعبين والإدارة البسيتين والجهاز الفني الذي يتقدمه المدرب المخضرم خليفة الزياني الذي استطاع بفضل قراءته السليمة للمباراة أن يجتاز فريقه الذي أشرف عليه في سنوات ماضية. وتعتبر المباراة النهائية مباراة الأهداف والتي لا تعترف بالأداء أبدا كونها مباراة كؤوس والنتيجة أهم بكثير من الأداء كون النتيجة ستغطي بشكل كبير على الأداء بعد تغلب الفريق على الخصم ورفعه المسابقة الأغلى في المملكة.
عموما، تمكن البسيتين من فك شفرة المحرق باحتكاره البطولة لموسمين متتالية ويسعى لتعويض خسارته في العام 2004 بعد وصوله للنهائي التاريخي وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها البسيتين لهذه المرحلة الغالية لكن الأمنيات والتطلعات البسيتينية لن تكون سهلة على الإطلاق وخصوصا أنه سيلتقي فريق النجوم الرفاعية الذين يسعون للعودة باحتضان البطولة بعد غياب طويل دام قرابة الـ 12 عاما.
في هذه الزواية سنبرز ما حدث للفريقين في مسابقة أغلى الكؤوس (كأس جلالة الملك) وسنعيد ما فعله الرفاع والبسيتين في السنوات الخمس الماضي في المسابقة.
في العام 2004 بدأ الرفاع مشواره في المسابقة بفوز على الحد بهدف من دون مقابل في دور الـ 16 وتأهل لدور الثمانية لملاقاة البحرين وتمكن من اجتيازه بهدفين مقابل هدف ليتأهل إلى الدور نصف النهائي ويلتقي مع البسيتين وخسر اللقاء بركلات الترجيح 4/5 بعد أن انتهى اللقاء بالتعادل السلبي من دون أهداف ليخرج الرفاع من الدور نصف النهائي، أما البسيتين فبدأ مشواره في المسابقة بلقاء التضامن وتمكن من اجتيازه بصعوبة بفضل الركلات الترجيحية الحاسمة والتي انتهت لصالح البسيتين 5/4 ليتأهل لملاقاة الأهلي في دور الثمانية وتمكن من الفوز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وتمكن من عبور محطة الرفاع بالركلات الترجيحية في الدور نصف النهائي ليتأهل للمرة الأولى في تاريخيه إلى النهائي الذي التقى فيه مع الشباب وخسره بهدفين مقابل هدف ليخطف الشباب الكأس الغالية من البسيتين الذي ندب حظه كثيرا بتأهله التاريخي الأول.
وفي العام 2005 تمكن الرفاع من الفوز على البسيتين في دور الـ 16 بهدف من دون مقابل بقدم سلمان عيسى وتأهل لدور الثمانية ليلتقي مع الحد واستطاع تجاوزه بثلاثة أهداف مقابل هدفين وتأهل إلى نصف النهائي وخرج حزينا بعد سقوطه أمام الشباب بثلاثة أهداف مقابل هدف، في حين توقف مشوار البسيتين عند دور الـ 16 على يد الرفاع.
وفي العام 2006 تأهل الرفاع والبسيتين إلى دور الثمانية بعد أن اجتاز الرفاع المالكية بهدف من دون مقابل وعبر البسيتين محطة مدينة عيسى بالركلات الترجيحية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لكل منهما، وخرج الفريقان من المسابقة بعد خسارتهما في الدور الثمانية، وخرج البسيتين على يد النجمة بهدفين من دون مقابل في حين سقط الرفاع من الأهلي بهدفين مقابل هدف. وفي العام 2007 فاز الرفاع في دور الـ 16 على التضامن بثلاثية نظيفة في حين خرج البسيتين من هذا الدور على يد سترة بأربعة أهداف مقابل هدفين، والتقى الرفاع مع سترة في دور الثمانية وتمكن السماوي من اجتيازه بهدفين من دون رد ليصل إلى نصف النهائي الذي خسره من الحالة بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وفي العام 2008 تأهل الرفاع والبسيتين إلى دور الثمانية، فالرفاع اجتاز محطة الحالة بهدفين من دون رد، في حين اجتاز البسيتين محطة الاتفاق بالنتيجة نفسها، وفي دور الثمانية التقى البسيتين مع الحد واستطاع أن يجتازه بستة أهداف مقابل ثلاثة ليتأهل البسيتين إلى الدور نصف النهائي الذي وصل إليه الرفاع أيضا بفوزه على قلالي بهدف نظيف، وتوقفت سفينة البسيتين عن الإبحار بعد خروجها المر من المحرق بأربعة أهداف مقابل هدف وتوقف أيضا السماوي من مواصلة المشوار بسقوطه من النجمة بهدفين من دون رد. وفي الموسم الماضي (2009) كانت الأمال تتجه نحو الرفاع بعد وصوله للمباراة النهائية سعيا منه لكسر وفك احتكار المحرق للبطولة، وبدأ الرفاع مشواره بفوز ساحق على الاتحاد بخماسية نظيفة ليلتقى مع سترة في دور الثمانية وتمكن من الفوز عليه بهدفين نظيفين قبل أن يلتقي مع الأهلي في الدور نصف النهائي وتمكن من الفوز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة شهدت انسحابا أهلاويا احتجاجا على طاقم التحكيم باحتساب الهدف السماوي الثالث بداعي التسلل.
في حين بدأ البسيتين مشواره في الموسم الماضي بفوز على المالكية بهدفين مقابل هدف ووصل إلى دور الثمانية لتتوقف المغامرة البسيتينية عند هذا الدور وتخرج حزينة على يد الأهلي بأربعة أهداف مقابل هدفين.
وبقى العام 2010 والذي ينتظره الجميع باللقاء الختامي الذي سيجمع بين الرفاع والبسيتين وسنتعرف في 11 فبراير/ شباط على بطل هذه النسخة.
يعتبر المدرب الوطني خليفة الزياني من أبرز المدربين على الساحة الرياضية في المملكة وسبق له أن أشرف على الكثير من الأندية المحلية واستطاع أن يحقق النتائج الايجابية مع الفرق التي قادها في السنوات الماضية.
وأشرف الزياني على البسيتين منذ بداية الموسم وعلى رغم النتائج المتذبذبة التي ظهر عليها الفريق في الدوري هذا الموسم بعكس النتائج التي حققها في الموسم الماضي بعد أن كان منافسا شرسا على المقاعد الأربعة المؤهلة لبطولة كأس سمو ولي العهد إلا أنه أثبت جدارته واستحقاقه بالوصول للمباراة النهائية بفضل قيادته الناجحة للفريق وتمكنه من تجاوز أقوى الفرق البحرينية وأعرقها بإنجازاته وبطولاته الذئاب المحرقاوية.
ويسعى الزياني هذه المرة إلى كتابة اسمه على أحجار ذهبية مع فريق البسيتين حينما يقوده في المباراة النهائية لمسابقة كأس الملك أمام الرفاع 11 فبراير الجاري، وتعتبر هذه المحطة الأهم في مشوار الزياني وخصوصا أن الكثيرين لم يتوقعوا هذا المستوى من البسيتين الذي ظهر عليه في مسابقة كأس الملك وكان الجميع يظن بأن المحرق سيجتاز البسيتين بكل سهولة وصرح بعض المسئولين بنادي المحرق بأنهم سيحسمون المباراة لصالحهم وسيتأهلون للمباراة النهائية من بوابة البسيتين لكن حدث عكس ذلك بعد القتال والجهد الذي بذله أبناء الزياني في المباراة وقادهم للفوز والوصول للمباراة النهائية التاريخية الثانية والتي يأمل منها الزياني أن تكون من نصيبه ليكون أفضل مدرب قاد البسيتين في السنوات الماضية جميعها كونه حقق بطولة كأس الملك والتي لم يحققها أي مدرب قاد السفينة الزرقاء طوال السنوات الماضية.
أسرار كثيرة كان يعرفها المدرب المخضرم خليفة الزياني في لقاء فريقه أمام المحرق في نصف النهائي وكان من أكثر الحضور انفعالا حينما دخل إلى أرضية الملعب أكثر من مرة في ردة فعل على لاعبيه إلى جانب وصوله المتكرر إلى المنطقة المحظورة في الملعب والتي لا يسمح بها حكام اللقاء بالوقوف فيها لكن انفعاله الكبير في المباراة أدى إلى ذلك.
وبإمكان الزياني حفر اسمه من ذهب في لقاء الرفاع في النهائي وهو قادر على تحقيق البطولة مع البسيتين وخصوصا أنه يتمتع بحاسة تدريبية عالية من الصعب تواجدها مع بعض المدربين الوطنيين، ويتمتع بقراءة سليمة جدا للمباراة وفي حال تطبيق لاعبيه أسلوبه الذي سيقدمه بكل تأكيد فإن الكأس الغالية لن تكون بعيدة أبدا عن أسوار السفينة الزرقاء.
وتمكن الزياني من التفوق على أبرز المدربين في مشوار فريقه في بطولة كأس الملك بعد أن تمكن من التفوق أداء ونتيجة على المدرب العالمي الجنرال سلمان شريدة في لقاء الفريقين في نصف النهائي وبإمكان الزياني تكرار السيناريو نفسه حينما يواجه مدرب الرفاع البرتغالي جاريدو، فهل سيكتب الزياني اسمه على الأحجار الذهبية التي ينظر إليها بلهف وشوق أم يكتفي بوصول البسيتين إلى المباراة النهائية التاريخية؟
العدد 2710 - الجمعة 05 فبراير 2010م الموافق 21 صفر 1431هـ
نصيحه
الرفاع اذا ماخدوا الدوري عليهم بتسريح جميع اللاعبين ويحل محلهم انسان آلي