قالت مصادر دبلوماسية إن المغرب يقوم حاليا بتحرك دبلوماسي واسع على مستوى وزاري يشمل عددا من الدول العربية من ضمنها ثلاث من دول الخليج بهدف تعزيز وتوثيق التعاون الثنائي وتنسيق السياسات.

وقالت المصادر أيضا إن المغرب سيوقع عدة اتفاقات مع البحرين قبل نهاية الشهر الجاري خلال زيارة يقوم بها للمملكة وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ضمن اللجنة المشتركة إذ سيجتمع مع نظيره البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة. وعقدت اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين أول اجتماع لها في الرباط في العام 2002.

وأبلغت المصادر «الوسط» ان بن عيسى موجود حاليا في ليبيا لرئاسة لجنة عليا مشتركة بين الرباط وطرابلس بهدف إقامة «شراكة» بين البلدين. وسيقوم لاحقا بزيارة للبحرين وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضافت تقول «التحرك المغربي الحالي يهدف إلى تنسيق السياسات مع هذه الدول فيما يخص القضايا العربية الراهنة وكذلك تطوير مجالات التعاون التجاري والاستثماري». ولم يعطوا أية إيضاحات أخرى.

وقالت المصادر إن بن عيسى سيوقع عددا من الاتفاقات ومذكرات تفاهم أثناء وجوده في البحرين تشمل التعاون بين وكالتي الأنباء في المملكتين.

كما تشمل أيضا مجالات البيئة والصناعة والصحة والسياحة والتعليم والتربية والثقافة والإعلام والقضاء بالإضافة إلى خلق إطار قانون لتنظيم استقدام الأيدي العاملة.

وعلى رغم العلاقات السياسية القوية والأخوية بين البلدين فإن حجم التبادل التجاري لايزال دون المستوى، إذ بلغ مجموع 6 ملايين دولار في العام 2001. إذ بلغ استيراد المغرب من البحرين في العام نفسه ما قيمته 4 ملايين في حين صادراتها إلى المنامة مليوني دولار.

وكان القائم بالأعمال المغربي في المنامة علاء الدين بن هادي دعا إلى إنشاء منطقة تجارة حرة مع البحرين استعدادا للتحولات العالمية التي ستجري بين العام 2008 و2012 والمقرر أن تشهد تغييرا جوهريا في المعاملات التجارية بين الدول.

كما طالب بإنشاء شركات ومشروعات مشتركة وإقامة خطوط ملاحية بهدف توسيع وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.

وبدأت البحرين مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية الشهر الماضي بشأن توقيع اتفاق تجارة حرة بين البلدين وهو الأمر نفسه الذي تقوم به المغرب مع واشنطن. وتقول المصادر الدبلوماسية إنه من المتوقع أن يوقع المغرب اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن في شهر أبريل/ نيسان المقبل.

وقالت المصادر إن المغرب أطلق عدة مشروعات سياحية مهمة تكلف مئات الملايين من الدولارات بهدف استقطاب 10 ملايين سائح إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بحلول العام 2010.

وأضافت تقول إن المشروعات هي عبارة عن قرى سياحية ومنتجعات سياحية وفنادق 5 نجوم ستقام في كل من أغادير وأصيلة والعرائش والحسيمة وطنجة وجميعها مناطق سياحية جذابة باستثمارات محلية وأجنبية وخصوصا من أوروبا ودول الخليج العربية، ولذلك فإن التحرك المغربي في المنطقة يشمل طرق التعاون في المجالات السياحية.

ويشكل العامل الجغرافي بسبب بعد المغرب عن دول الخليج أحد العوائق التي تحد من تطوير التعاون التجاري بينما تستفيد المغرب من قربها من السوق الأوروبية على رغم أن دول الخليج تتعامل مباشرة مع دول أجنبية تبعد عنها أكثر من المغرب مثل الولايات المتحدة واستراليا.

وقالت المصادر إن وفدا من الاتحاد الأوروبي قام بزيارة للمغرب هذا الأسبوع لإجراء مباحثات مع المسئولين عن توسيع الاتحاد الأوروبي «وبحث سبل تطوير التعاون مع المغرب إلى ما هو أكثر من الشراكة وأقل من العضوية». ولدى المغرب حاليا اتفاق شراكة مع المجموعة الأوروبية