قال أنصار المرجع الديني السيدعلي السيستاني أمس: «إن تقدير وفد الأمم المتحدة أنه لا يمكن إجراء انتخابات قبل 30 يونيو/ حزيران قد يشعل انتفاضة ضد المحتلين»، وهددوا بـ «الثورة» إذا لم يتحقق لهم ما يريدون.
وقال الشيخ رضا الهمداني - وهو أحد أتباع السيستاني - إن فتاوى ستصدر إذا لم تستجب الأمم المتحدة والأميركيون لرغبات العلماء، مشيرا إلى مظاهرات وعصيان مدني في البداية ثم كفاح مسلح.
وأضاف حسين خليفة، وهو من المشايخ المحليين في النجف «الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة... إذا لم يحققوا أهدافنا فسنفتح عليهم جبهة». واستهجن الحديث عن أن الظروف غير مهيأة لإجراء انتخابات. متسائلا: «أهي مهيأة فحسب لأن يتحرك الأميركيون ويفعلو ما يحلو لهم في العراق؟». والقناعة التي خرج بها العراقيون عقب المؤتمر الصحافي للإبراهيمي أمس أن وفد الأمم المتحدة خلص إلى نتيجة مؤداها أن إجراء الانتخابات العامة والمباشرة غير ممكن قبل أول يونيو.
وكانت مصادر قالت إن السيستاني لم يرفض - لدى لقائه الإبراهيمي أمس الأول - فكرة تأجيل الانتخابات إلى وقت مناسب شرط أن تكون نزيهة.
وفي وقت لاحق، وصل الإبراهيمي الى الكويت إذ سيشارك اليوم في اجتماع الدول المجاورة للعراق.
عواصم - وكالات
اعتبر المرجع الديني علي السيستاني أن زيارة وفد الأمم المتحدة برئاسة الأخضر الإبراهيمي إلى العراق «انتصار كبير» ليس للمرجعية الدينية العليا بل للشعب العراقي الذي «غيبت إرادته لعشرات السنين بل لمئات السنين»، مؤكدا أن المرجعية تنتظر قرار الأمم المتحدة النهائي بشأن إجراء انتخابات «للرد عليه».
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة أمام آلاف المصلين في مرقد الإمام الحسين (ع) «نحن بانتظار تأطير الأفكار التي توصل إليها الوفد من خلال القرار النهائي الذي ستتخذه الأمم المتحدة ودراسته بصورة دقيقة من قبل المرجعية الدينية والرد عليه». وأضاف «لكن من اجل إشاعة أجواء هادئة ومناسبة للوفد ليتمكن من اتخاذ القرار المناسب بعيدا عن التأثير من هنا وهناك من بعض الجهات التي تهدف إلى الإساءة للمرجعية، من الحكمة الان عدم التعليق أو الرد بأي شيء حتى صدور القرار النهائي».
وعبر الكربلائي عن «دهشته إزاء الذرائع والحجج التي أثيرت في وجه اجراء انتخابات في العراق بينما هي حق تمارسه الشعوب في بلادها». وقال إن «هذه الحقوق تمارسها الشعوب الغربية بكل حرية ولكن ما أن وصل الأمر إلى هذا الشعب حتى اختلقت الأعذار والعوائق التي لا تستند إلى واقع ملموس أو حجة مقبولة». ودعا ممثل السيستاني وفد الأمم المتحدة إلى «تكثيف اتصالاته وزياراته لشرائح كثيرة من المجتمع لكي يصل إلى قناعة مفادها أن الآلية التي طرحتها المرجعية العليا لا تمثل مشروعا خاصا بالمرجعية بعيدا عن واقع الشارع ونبضه وأمانيه وتطلعاته بل هذا المشروع هو انعكاس لمطالب الشعب الذي حرم من ممارسة حقوقه في التعبير عن إرادته لسنوات طويلة».
ومن جهته أكد الإبراهيمي في ختام لقائه مجلس الحكم أمس ان «توقيت» الانتخابات «يجب ألا يكون رهنا بموعد محدد». وأضاف «من اجل أن تأتي الانتخابات بكل الفوائد المرجوة منها، لا بد أن تستوفي الشروط التي تسمح للعراق بإجراء انتخابات وسط أجواء مناسبة» موضحا «هناك حاجة الى انتخابات بأسرع وقت ممكن وليس بأسرع وقت غير ممكن».
وقال «اعتقد أن الأمم المتحدة تود ان تكون حاضرة في كل المراحل ابتداء من الآن». وقال إنه من المهم جدا إجراء انتخابات، مشيرا إلى أن تنظيم هذه الانتخابات «عملية معقدة جدا». ورأى انه في حال لم يتم التمهيد للانتخابات بطريقة جيدة، فمن المحتمل أن «تؤدي إلى مشاجرات وخلافات أو إلى أسوأ من ذلك حتى». ورفض أن يوضح ما إذا كان من الممكن تنظيم الانتخابات قبل 30 يونيو/ حزيران، التاريخ المحدد لنقل السلطة، لكنه المح إلى أن الأمر يمكن أن ينتظر إلى ما بعد انتقال السلطة.
وأوضح أن الانتخابات ينبغي أن تجرى «في الوقت المناسب، بعد استكمال الإجراءات الضرورية»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة يمكنها اقتراح تاريخ في غضون ثمانية إلى عشرة أيام.
لكنه أشار إلى أن «جميع العراقيين يفضلون استعادة السيادة في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن السيستاني» يشاطر وجهات النظر هذه. وتابع انه في حال جرت الانتخابات بعد 30 يونيو، فإن الهيئات العراقية التي يكون التحالف نقل السلطات إليها، ستتمتع بـ «سلطات محدودة»، مضيفا أن المحادثات متواصلة بشأن هذه المسألة.
كما عبر عن قلقه إزاء الأوضاع في هذا البلد محذرا القادة والشعب من احتمال وقوع حرب أهلية. وقال خلال مؤتمر صحافي «لقد طلبت من جميع الذين التقيتهم الانتباه إلى هذا الأمر». وأضاف «إنني متفائل لأنهم جميعا يدركون أن البلاد تواجه مشكلات عدة كما أكدوا أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق». إلا انه تابع يقول «لكنني مضطرب نوعا ما بسبب وجود مخاطر كبيرة جدا».
وأوضح انه ناشد «مجلس الحكم كما أناشد كل عراقي ليتفهم بأن الحرب الأهلية لا تندلع بقرار من شخص ما فهي تحصل بسبب وجود أشخاص أنانيين وجماعات تفكر في نفسها أكثر مما تفكر في بلادها». وختم الإبراهيمي مشيرا إلى بلدان مثل لبنان والجزائر إذ لم يتخيل احد يوما ما أن حربا أهلية ستندلع.
وأعلن مسئولون في سلطة التحالف انه من المستحيل تنظيم انتخابات عادلة وديمقراطية قبل نقل السلطة في بلد خضع لنظام ديكتاتوري لعقود وغير مجهز بالبنى التحتية اللازمة لتنظيم انتخابات.
في المقابل طالبت «هيئة علماء المسلمين» الأمم المتحدة بتشكيل حكومة موسعة تقوم بإعداد قانون الانتخاب ووضع الإحصاءات العامة للمواطنين. وقال عضو الهيئة احمد حسن في خطبة الجمعة «إننا نقترح تشكيل حكومة تضم الأحزاب والقوى الفاعلة مع وجود قوات الاحتلال التي يجب أن تخرج خارج المدن».
في غضون ذلك تستضيف الكويت اليوم السبت وغدا الأحد اجتماعا للدول المجاورة للعراق بمشاركة بغداد للمرة الأولى، ويتمحور حول الوضع في هذا البلد وانعكاساته على الامن في المنطقة.
ميدانيا قتل جنديان أميركيان وأصيب اثنان آخران في هجوم تعرضت له دورية فجر أمس في الخالدية. ودارت معركة استمرت نصف الساعة استخدم فيها المهاجمون قذائف هاون وقذائف صاروخية. كما أعلن متحدث عسكري إن احد عناصر الشرطة العسكرية الأميركية قتل وجرح اثنان آخران في انفجار قنبلة استهدفت دورية قرب منطقة أبو غريب ليل الخميس الجمعة.
وأعلن قائد شرطة في منطقة رحيم آوى في كركوك أمس أن عراقيا قتل ليل الخميس الجمعة بنيران القوات الأميركية لدى اجتيازه حاجزا من دون أن يتوقف. من جهة أخرى، قال قائد شرطة كركوك اللواء تورهان يوسف إن «عناصر من الشرطة أطلقوا النار على احد زملائهم وأصابوه بجروح خطرة لدى مرور سيارته أمام مبنى المحافظة».
واشنطن - رويترز
أعرب مسئولون بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن قلقهم من أن المقاومين في العراق ربما يعدون لهجمات استنادا إلى معلومات من الباطن بشأن العمليات الأميركية بعد وقوع هجمات في الآونة الأخيرة ضد ثلاثة مسئولين أميركيين كبار.
وقال مسئولون عسكريون طلبوا ألا تنشر أسماؤهم إن «البنتاغون» على دراية باحتمال أن المقاومين قد يسعون إلى اختراق قوات الأمن العراقية التي أوجدتها الولايات المتحدة أو إلى وضع عميل سري لهم داخل العمليات المدنية التي تقودها الولايات المتحدة في البلاد. وقال مسئول «بالتأكيد نحن نراقب الوضع عن كثب، انه شيء نحن دوما على وعي به واتخذنا إجراءات لتجنبه».
بغداد - أ ف ب
1- نقل الســـلطة؟ «ليس هنــاك تغيير ولم يقـــترح أحــد تغيير الموعـــد».
2- إلى أي سلطة انتقالية سيتم التسليم؟ «ما زالت المحادثات جارية (...) لا اعتقد أن قرارا تم اتخاذه بهذا الصدد. ليس هناك اتفاق بعد».
3- هل سيتم الحفاظ على الانتخابات غير المباشرة لتعيين السلطة؟ «لست أدري. إن الأمر لا يتعلق باختيار شكل الانتخابات فالمسألة سياسية بحاجة إلى مناقشتها بعمق من قبل الأطراف السياسية».
4- هل ستقدم الأمم المتحدة بدائل؟ «سنقدم حلولا واقتراحات بديلة، سنتقدم بمقترحات عملية في غضون أسبوع أو عشرة أيام»
العدد 526 - الجمعة 13 فبراير 2004م الموافق 21 ذي الحجة 1424هـ