بعد أربع سنوات من المفاوضات الصعبة، وقعت اليابان وإيران أمس الأول في طهران اتفاقا قيمته مليارا دولار للاستثمار المشترك لحقل ازاديغان النفطي، احد أهم الحقول الواعدة في العالم، كما أكدت وزارة التجارة في طوكيو أمس. وقال متحدث في مؤتمر صحافي: إن مجموعة من الشركات اليابانية ستمتلك 75 في المئة من المشروع فيما سيشرف الإيرانيون على الـ 25 في المئة الباقية عبر وحدة من شركة «ان. اي. او. سي» الرسمية.
وسيتيح هذا الاتفاق لليابان التي تعتبر ثاني اقتصاد في العالم تأمين مصدر للتموين المنتظم من النفط الخام.
ويعتبر ازاديغان الواقع في جنوب غرب إيران، اكبر حقل نفطي في إيران، والمشروع الأكثر طموحا منذ الثورة الإسلامية في العام 1979. وتقول الصحافة الإيرانية: إن احتياطي الحقل يقدر بما بين 35 و45 مليار برميل، أما الصحافة اليابانية فتتحدث عن 26 مليار برميل، وسيبدأ الإنتاج خلال العام 2007. وجاء في بيان مشترك: «من المتوقع أن يتم الإنتاج الأول للنفط خلال 40 شهرا بمعدل 50 ألف برميل يوميا». ويرمي الشريكان إلى التمكن من إنتاج 150 ألف برميل يوميا خلال 50 شهرا، ثم 260 ألفا خلال ثماني سنوات، كما أوضح البيان. وتقول الصحافة الإيرانية: إن ثلثي الإنتاج سيصدر إلى اليابان. وكانت المفاوضات بين اليابان وإيران بدأت في العام 2000 لكنها تعثرت مرارا.
وكانت إيران منحت اليابان حقوقا تفضيلية للتفاوض وفي المقابل تعهدت اليابان بمنح إيران ضمان اعتماد بقيمة ثلاثة مليارات دولار موزعة على ثلاث سنوات.
لكن الحقوق التفضيلية وصلت إلى نهايتها في العام 2003 من دون التوصل إلى إبرام الاتفاق.
وكانت واشنطن حاولت إقناع اليابان بالتخلي عن مشروعها الاستثماري في إيران بسبب هواجسها المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني
العدد 532 - الخميس 19 فبراير 2004م الموافق 27 ذي الحجة 1424هـ