العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ

من أقوال جلالة العاهل

إنها -أيها الإخوة- لحظة من أعز لحظات حياتنا وحياة الوطن، لحظة انتظرتها معكم وتمنيتها دائما، وعملنا لأجلها جميعا من مختلف المواقع والتوجهات قيادة وشعبا، بل ناضل في سبيلها الآباء والأجداد منذ فجر النهضة عندما أرسوا دعائم الدولة الحديثة المتطورة، والمجتمع المدني المتقدم، تطلعا إلى المشاركة والشورى والديمقراطية في ظل الدستور وسيادة القانون التي بلغنا اليوم بفضل الله المزيد من مراحل اكتمالها وجني ثمارها، حاملين في الوقت ذاته شرف المسئولية الوطنية والتاريخية من أجل صيانتها والسير بها نحو الأفضل.

فلقد تجددت المسيرة الواحدة، واستعدنا زمام المبادرة معا، وانفتح طريق الأمل والعمل على أوسع أبوابه، وأصبح من مسئولية الجميع الحفاظ عليه تكاتفا ومشاركة وتطويرا، نحو آفاق الديمقراطية المتنامية التي لا تبلغها الشعوب إلا بنهج التطور المتدرج، وإغناء التجربة خطوة بعد أخرى، والاستفادة من دروس العمل الوطني في مختلف مراحله. فمنذ بداية تحديث الدولة في البحرين، ظل هدفها الأسمى في كل مرحلة إشراك أكبر عدد من المواطنين في عملية التنمية والتوعية والتأهيل للمساهمة في مسيرة البناء في القطاعين العام والخاص، وذلك ما سيبقى هدف مشروعنا للإصلاح والتحديث الشامل.

فقد عقدنا العزم في هذا المنعطف من تاريخنا الوطني على توفير المزيد من فرص العمل والمشاركة، داعين كل بحريني وبحرينية لاغتنامها من أجل الغد الأفضل، وذلك ما سيكون من مقاييس النجاح لعملنا الوطني في الحاضر والمستقبل، في هذه التجربة البحرينية الأصيلة التي ستبقى منفتحة على العالم، مواكبة لتقدمه، لكنها لن تستوحي توجهاتها من أي مصدر غريب عنها، كما ستبقى متقبلة لكل رأي واجتهاد معارض ما دامت المعارضة مرتبطة بتراب هذه الأرض محافظة على نقائها الوطني في الروح والتوجه والولاء الخالص للبحرين أولا وأخيرا.

من الخطاب السامي لجلالة العاهل في افتتاح دور الانعقاد العادي السنوي الأول

14 ديسمبر/ كانون الأول من العام 2002


نجاح كبير في زمن قياسي

إن البدايات والمراحل الانتقالية في تجارب الشعوب تمثل مقياسا دقيقا لقدرتها على التكيف مع التطور في واقعها، والانتقال به إلى الأفضل ويمكننا القول إن شعب البحرين قد استطاع بفضل الله، ممثلا في مجلسكم الموقر، وكذلك في مؤسسات مجتمعه المدني ومنابره السياسية الحرة، وعلمائه وعماله ومثقفيه، بل رجاله ونسائه كافة، تحقيق ذلك بنجاح كبير في زمن قياسي يدفعنا إلى أن نبني عليه بعزم وثقة ما قد نكون نريده معا للبحرين، وذلك ما ينبغي ترجمته في برنامج عملنا الوطني الشامل بالمزيد من البناء والتحديث بالمرونة والانفتاح على العالم، بمشاركة القوى الوطنية كافة، وبما يحقق الهدف المنشود، الذي يعزز الثقة في الاستراتيجية الوطنية ومبادئها ومن أهمها ترسيخ دولة القانون والاقتصاد الحر ورفع مستوى معيشة المواطن، والشفافية والتعددية والاعتدال واحترام حقوق الإنسان، بما يرقى بمفهوم الأمن الوطني إلى مصاف الأمن الإنساني الذي تنشده الأمم قاطبة، وبقوات مسلحة تحفظ الكيان، وجبهة داخلية متماسكة تكون رديفة للاستراتيجية الدفاعية الوطنية من أجل سلامة الوطن، وذلك ما نراه يتحقق بفضل الله ثم بتعاونكم والحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو العم العزيز الوالد الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الذي لا يألو جهدا بعميق خبرته من أجل الصالح العام، فهذا التعاون البنّاء بين السلطتين له الأولوية المطلقة ليصل الازدهار إلى كل مواطن وأسرة، فيترسخ الإصلاح الديمقراطي على أسس وطيدة من البناء الاقتصادي الذي ينبغي أن نحرص في برنامجنا الاجتماعي على أن يشمل مردوده مختلف فئات المواطنين وعلى الأخص ذوي الدخل المحدود، وبما يعزز الأمن الاقتصادي للمواطن من مسكن وعمل، ويزيد إنتاجيته في عملية التنمية الشاملة لوطنه.

وفي ضوء الخطط الجارية، فإنا نود الإشادة بإسهامات ولي عهدنا صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في تفعيل حركة الاقتصاد الوطني والإعداد لإقامة المدن الجديدة التي تمثل دعائم مشروع الإسكان الشامل في بحرين المستقبل.

من الخطاب السامي لجلالة العاهل بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول لمجلسي الشورى والنواب

11 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2003


علينا أن نفي البحرين حقها

يسعدنا أن نشيد بإنجازاتكم التى حققتموها خلال الدور الأول فأنتم بحق من يمثل التطلعات الوطنية والواقع فإن ما تحقق لدينا من منجز ديمقراطى يؤهل البحرين للدخول طرفا أصيلا فى الشراكة الديمقراطية الدولية، التى تعمل على إقامتها اليوم ديمقراطيات عدة لصيانة السلم والاستقرار فى العالم، ونبذ العدوان والعنف وإشاعة الازدهار والنماء، ولا يمكن أن تبقى البحرين بعيدا عن هذا التجمع الإنساني المتقدم بحكم نضجها السياسي، ومخزونها الحضاري وحبها للحرية والسلام، ومن أجل هذه الديمقراطية المتنامية فى ربوع البحرين، فإن العمل الاقتصادي وما يرتبط به من استثمار وتشجيع للقطاع الأهلي الخاص، يبقى فى صلب اهتمام الدولة ورعايتها، واذ يزدهر اقتصادنا الوطني ويتنامى -وهو اقتصاد حر خال من الضرائب- فإن المأمول أن يعم الرخاء والعيش الكريم.

وعلينا أن نفي البحرين حقها، وأن نعمل دائما وباستمرار على رفع المستوى المعيشي للمواطن والإسراع بتنفيذ برامج الإسكان والارتقاء أكثر بمستوى الخدمات الصحية والخدمات التعليمية والتدريبية إلى المراتب العالمية، وأن نعمل على توجيه وتركيز الدعم المالي الحكومي ليصل إلى الجهات الأكثر حاجة له فى مجتمعنا المتآخي.

من الخطاب السامي لجلالة العاهل بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثاني لمجلس الشورى والنواب في 17 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2007


المظلة الجامعة لمختلف ألوان الطيف الوطني

فمن ثوابت هذه المسيرة أن المجلس الوطني بجناحيه يمثل كسلطة تشريعية وحدة الوطن والشعب وهذه هي مسئوليته الكبرى، فهو المظلة الجامعة لمختلف ألوان الطيف الوطني والعاكسة لوحدتها والتقائها في سبيل البناء المشترك ولابد من الارتقاء بمستوى هذا التلاقي والعمل على دعمه والحرص على نقاء صورته فهو المرأة المعاصرة لذلك النموذج التاريخي في ماضي البحرين للتعايش الإنساني السمح بمختلف أطيافه، هذا التعايش الذي صارت تطمح إليه في عصرنا شعوب العالم قاطبة، حيث قامت عليه في بلادنا الحضارة وتأسست الدولة الحديثة ونشأ على أساسه المجتمع المدني الذي تتميز به البحرين.

وتلك هي المهمة التاريخية لمجلس النواب كونه الصورة المعبرة عن هذه الحقيقة والحاملة لأمانتها في تضافره مع مجلس الشورى، ضمن إطار المجلس الوطني الممثل للسلطة التشريعية التي ينتظر منها المواطنون أداء تشريعيا ورقابيا فعالا يحقق لهم ما يصبون إليه في حياتهم العملية وذلك بالتعاون الإيجابي مع السلطة التنفيذية.

من الخطاب السامي لجلالة العاهل بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني لمجلسي الشورى والنواب

في 19 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2008

تحقيق ما توافقت عليه الإرادة الوطنية

وبتأكيد العزيمة في كل حين على مواصلة تنفيذ برنامجنا الوطني بكل همة وبلا تردد، فإننا عازمون بحول الله على إصدار التعديلات الدستورية المقررة وفقا للميثاق والتي تم إنجازها بإشرافنا من قبل اللجنة المكلفة والخبراء القانونيين وصار ممكنا إصدار الدستور المعدل في أقرب وقت ممكن، وذلك حرصا منا على سرعة انتظام الحياة الدستورية واستكمال مؤسساتها الجديدة من أجل تحقيق ما توافقت عليه الإرادة الوطنية من قيام مملكة البحرين وعودة الحياة النيابية دون تأخير وعلى الوجه الأكمل الذي تتميز به البحرين رقيا واكتمالا.

من كلمة لجلالة العاهل في الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس قوة دفاع البحرين

5 فبراير/ شباط من العام 2002


حماية الاستقرار والأمن في البلاد

ولن تتوقف مسيرة الإنجازات بعون الله، فنحن ماضون في تحفيز الاقتصاد الوطني تعزيزا لرخاء المواطنين رغم صعوبات ومحاذير الأزمة المالية العالمية، وستكون الرؤية الاقتصادية للبحرين حتى العام 2030 التي جاءت رائدة وغير مسبوقة بالتعاون بين الحكومة الموقرة ومجلس التنمية الاقتصادية بمثابة دليل عمل بعد وضع برامجها المحددة في وقت قريب لتلبية احتياجات المواطنين في مختلف المجالات وكل الخدمات التي هي من مسئولية وزارات الخدمات في الدولة.

وصيانة لمسيرة التنمية الاقتصادية التي علمنا ونعمل من أجلها، فإننا ساهرون بكل السبل، وساعون خليجيا وعربيا ودوليا على حماية الإستقرار والأمن في البلاد، حيث لا يمكن تلبية الإحتياجات المعيشية للمواطنين دون ترسيخ هذا الأمر الحيوي، والعمل على توطيده، وتركز دعائمه.

وإذ نحيي قرار المجلس الأعلى للمرأة تخليد يوم المرأة البحرينية، فيسعدنا أن ننوه بأن مبادرة البحرين إلى بدء التعليم الحديث للفتاة البحرينية قبل ثمانين عاما، جاءت دليلا حيا على عمق نهضة البحرين منذ ذلك التاريخ المبكر، وإنجازا مباركا لا مثيل له في تاريخ المنطقة، وانعطافا بنوعية الحياة وارتقاء بها وخاصة للمرأة البحرينية التي انطلقت تتعلم وتبني وتسهم في نهضة بلدها، وتربي أبناءها وتعتني ببيتها في الوقت ذاته بعزيمة لا تلين، مقدمة المثل الحي لأخواتها في الخليج العربي والجزيرة العربية على ما يمكن أن تنجزه المرأة من أجل أمتها ودينها ومجتمعها.

من كلمة جلالة العاهل في العيد الوطني وعيد الجلوس 200

العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً