أكد وكيل وزارة الصحة عبدالعزيز حمزة أن خدمات الصحة الوقائية للبيئة بدأت مطلع الثلاثينات، عندما تنامى الاهتمام بمقاومة الأمراض المعدية الفتاكة مثل الترخوما، وشلل الأطفال والتيفوئيد والملاريا. جاء ذلك خلال افتتاح «الدورة التدريبية الأولى للعمال الأوائل لمكافحة الحشرات والقوارض» صباح أمس في وزارة الصحة.
وقال حمزة: «لقد دأبت حكومات البحرين المتعاقبة على تطوير الخدمات الطبية والصحية على مدى السنين المتوالية، فقد كانت دائما سباقة إلى توفير المتطلبات المهمة لشعبها وأولها الرعاية الطبية، فبالإضافة إلى الاهتمام بالجانب العلاجي، لم تغفل القيادة الرشيدة الاهتمام بجانب الوقاية (...) ولست هنا لسرد تاريخ ونشأة وتطور الخدمات الوقائية في البحرين فأنتم أبناء لهذا الوطن أولا، إضافة لكونكم أعضاء هذه المؤسسة الصحية ولا يخفى عليكم التاريخ الطويل».
مضيفا «منذ نشأة خدمات الصحة العامة تم تحديد هدفين أساسيين تسعى الخدمات الوقائية إلى تحقيقهما وهما منع حدوث وانتشار الأمراض الوبائية في المجتمع البحريني، والارتقاء بالمستوى الصحي للبيئة والمواطنين. ولكي تطور الخدمة لابد من تطوير الكوادر العاملة بها أولا، ومن هنا تبرز أهمية وجود برامج مستمرة للتدريب حتى نضمن مسايرة التقدم العلمي في مستوى الخدمات الصحية. وعلى أساس هذا المبدأ اهتمت وزارة الصحة بإنشاء إدارات متخصصة للتدريب وأخرى للتخطيط ورصدت موازنات هائلة ووظفت المتخصصين والمربين لضمان تحقيق التدريب المناسب لكل تخصص».
وألقى رئيس مكافحة نواقل المرض عبدالله علي الستراوي كلمة الافتتاح، مشيرا إلى أهمية التدريب باعتباره عملية مساعدة أساسية لمجاراة ما تمر به خدمات الصحة العامة من تطور واستمرار لما تم إنجازه في الماضي، وما يستدعيه الحاضر من تأقلم مع العصر التكنولوجي والثورة المعلوماتية. وقال: «لقد كانت باكورة الخدمات الصحية في المملكة في النصف الأول من الثلاثينات، وذلك بسبب تنامي مشكلة مرض الملاريا الذي كان ينتشر في البلاد بصورة شبه متوطنة ويشكل مشكلة صحية فعلية، واستدعى هذا التدخل السريع واستعانت الحكومة البحرينية بالحكومة البريطانية وقامت بانتداب خبير متخصص».
وأوضح الستراوي أن «نتائج البحث الذي أجري في الفترة من 12 مايو/ آيار من العام 1938 أن مرض الملاريا يشكل فعلا مشكلة صحية، وذلك بسبب سوء أحوال البيئة وعدم الاهتمام بالصرف الصحي والمصارف الزراعية، ما يؤدي إلى تكون بؤر لتوالد البعوض الناقل للملاريا في جميع مناطق البحرين. وفي مطلع العام 1939 تم تكوين ما عرف بـ «دائرة مكافحة الملاريا» لتنفيذ برنامج مكافحة الملاريا الذي بدأ بمناطق المنامة والمحرق والقرى المحيطة بها...»
العدد 548 - السبت 06 مارس 2004م الموافق 14 محرم 1425هـ