نجح فريق الرفاع في تحقيق الأهم بتخطيه عقبة الوحدات الأردني في المحطة الثانية من مشواره في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ليضع نفسه في موضع جيد على خريطة المنافسة على صدارة المجموعة الخامسة شراكة مع الريان القطري بعد الفوز الثاني على التوالي، على رغم عدم ظهوره بالمستوى المطلوب وما رسمه من علامات ومشاعر متناقضة خلال سير اللقاء ما بين القدرة على الفوز تارة والقناعة بالتعادل في فترات كثيرة من عمر اللقاء حينما كان خلالها الفريق خارج فورمته.

ويمكن القول أن السماوي تعامل مع المباراة بواقعية حالفها التوفيق في انتزاع النقاط الثلاث في اللحظات الأخيرة لدرجة أن الرفاعيين استشعروا في بعض فترات اللقاء بأن خروجهم بالتعادل سيكون مرضيا في ظل معطيات اللقاء ومجرياتها وعدم ظهور الفريق بمستواه المعروف الذي يناسب قدراته الفنية بالإضافة إلى قوة فريق الوحدات الذي لم كان ضيفا ثقيلا «فنيا» وجاء إلى البحرين بكامل قوته من أجل الفوز معتمدا في تشكيلته على كوكبة عناصره الدولية السبعة التي تمثل المنتخب الأردني فضلا عن خبرته التي تفوق خبرة الرفاعيين في البطولات الآسيوية.

واللافت أنه على رغم عدم ظهور الرفاع بالمستوى المطلوب في أغلب فترات المباراة إلاّ أنه ظهر بقوة خلال الربع الساعة الأخير من اللقاء وتحديدا بعد هدف التعادل الأردني، وكشر السماوي عن أنيابه وشن موجات هجومية على مرمى الوحدات وشكل من خلالها خطورة حقيقية وأهدر فرصاَ متتالية خلال عشر دقائق أبرزها رأسية حسين سلمان التي صدتها العارضة الأردنية وكاد الرفاع يندم عليها حسرة لولا هدف الفوز القاتل الذي خطفه البديل الناجح عبدالرحمن مبارك، وأن ذلك الوضع طرح سؤالا: إذا كان الرفاع يمتلك تلك القدرة على مهاجمة الوحدات وإحداث الخطورة فلماذا ظل «خارج التغطية الهجومية» لفترات كثيرة قبل أن يجد نفسه ويستشعر فعاليته في الربع الأخير من اللقاء؟!

كما أنها من المرات القلائل خلال مباريات الموسم الحالي التي ينجح خلالها مدرب الرفاع البرتغالي جاريلدو من إجراء تبديلات تساهم في تغييرات جذرية تقلب مجريات اللقاء عندما أشرك الثلاثي نضال إسماعيل ومحمد سلمان وعبدالرحمن مبارك وكانت من الأسلحة المهمة التي حسم بها الرفاع نتيجة الفوز.

ثغرة الدفاع!

ومن الملاحظات المهمة حاجة الدفاع الرفاعي إلى تقوية وتعزيز خصوصا في العمق حتى بات هذا الخط أقل خطوط الفريق قوة وذلك يرجع إلى أسباب منها عدم استقرار تشكيلة الخط الدفاعي بين المباريات وقلة خبرة عناصره الذين يعتبرون وجوه شابة لم يصلوا الـ25 عاما ممن خاضوا لقاء الوحدات «داود سعد وحسن خميس البري ومحمد دعيج وأحمد بوبشيت»، وعلى رغم الارتباك والهفوات التي وقعت إلاّ أن يحسب للدفاع الرفاعي اجتهاده وحماسه في مواجهة الهجمات الأردنية، وأن هدف الوحدات كشف عن ثغرة العمق الدفاعي في ظل غياب المدافع الصلب أحمد مطر بسبب الإصابة وأن الوضع يجب على الجهاز الفني تحسبه جيدا في المباريات المقبلة التي ستزداد قوة وصعوبة بدءا من لقاء الريان القطري الذي تتركز قوته في خطه الهجومي.

ومن المهم ألا يسرح الرفاعيون طويلا في نشوة الفوز على الوحدات وضرورة التركيز على لقاء الريان والتحلي بروح العزيمة والثقة في قدرات اللاعبين والشعور بالقدرة على مواجهة قوة الريان، وألا يتسرب شعورا بأن نتيجة الريان لن تؤثر على حظوظ الفريق لأن ذلك سيساهم في تسرب التهاون والتراخي لدى اللاعبين وهي مسئولية الجهازين الإداري والفني في تحفيز اللاعبين نفسيا للقاء.

اليوم بدء الإعداد للريان

ووسط معنويات الفوز السماوي الثمين على الوحدات سادت أجواء الارتياح والمعنويات العالية قلعة الحنينية بالرفاع وبدأ التطلع إلى لقاء الريان المهم في الجولة الثالثة من كأس الاتحاد الآسيوي الذي سيقام في الدوحة الثلثاء المقبل. وبعدما خضع الفريق إلى الراحة أمس يستأنف الفريق تدريباته اليوم على ملعبه، إذ سيواصل تدريباته حتى يوم السبت حتى موعد سفره صباح الأحد إلى الدوحة لخوض لقاء الريان، ويتوقع أن يعتمد المدرب جاريلدو على نفس المجموعة التي خاضت لقاء الوحدات مع الوقوف على حال المدافع أحمد مطر بعد الإصابة التي يعاني منها ومدى القدرة على تجهيزه للمشاركة في اللقاء نظرا لحاجة الفريق إلى تقوية خطه الدفاعي وكذلك الحال بالنسبة للاعب الوسط جمال راشد.