أثار العلم الجديد الذي اختاره مجلس الحكم المؤقت موجة من الرفض في أوساط العراقيين معتبرين إياه نسخة مقتبسة من ألوان العلم الإسرائيلي الأساسية، ولا يمثل الذاكرة الجماعية للعراقيين، بعد ان تخلى عن الثوابت والألوان التي تعبر عن تاريخ العراق والتي تتوافق مع الألوان المعتمدة في غالبية أعلام بلدان العالم العربي والإسلامي. واتهمت بعض الأوساط العراقية مصمم العلم الجديد رفعت الجادرجي وهو معماري عراقي يعيش في لندن، بتأثره بالعلم الإسرائيلي في تصميم العلم الجديد، فضلا عن اختلاف تخصصه، إذ إن التصميم كان ينبغي أن يُعرض على الكثير من الفنانين والمثقفين والمختصين العراقيين ودعوتهم الى توفير أكثر من نموذج يتم اختيار الأفضل منها وليس تكليف أحد الأشخاص وبصورة سرية من دون إشراك الرأي العام الفني والتاريخي بذلك.

يُذكر أن رفعت الجادرجي هو ابن الزعيم الوطني المعروف كامل الجادرجي وأخ عضو مجلس الحكم المؤقت نصير الجادرجي والصديق المقرب لعدنان الباجة جي ومهدي الحافظ. وهناك إشاعة ربما تكون مغرضة تسري في أوساط المثقفين العراقيين تقول إن رفعت الجادرجي له صداقات مع بعض الشخصيات الناشطة في رابطة الدفاع اليهودية.

وعبر التشكيليون العراقيون عن رفضهم الجماعي لهذا العلم، وأبدى الكثير من المثقفين العراقيين انزعاجهم من مجلس الحكم لإصداره مثل هذا العلم الذي قالوا عنه إنه لا يرمز الى تاريخ العراق ولا يتمتع بأي قدر من الذوق الفني الرفيع ولا يعكس هوية العراق ووجهه الحضاري.

وتظاهر المئات من العراقيين في الموصل ومزقوا العلم الجديد وهتفوا ضده وكذلك في الفلوجة وكركوك ومدينة الصدر في بغداد، ومازالت الاعتراضات تتصاعد ضد هذا العلم، متهمة مجلس الحكم بعدم شرعيته لسن قانون إصدار علم جديد، هو من صلاحية حكومة شرعية منتخبة