شهدت الأمسية الفلكية التي نظمها الباحث الفلكي، علي الحجري، بالتعاون مع بلدية المنطقة الوسطى إلى محبي ومتابعي الظواهر الفلكية تحت شعار «شيء ما شفتوه» يوم أمس الأول (الأحد) حضور أكثر من 300 راصد منهم من الثامنة حتى العاشرة مساء، وذلك للاستمتاع بمشاهدة ظواهر فلكية مميزة.

وفي ذلك، قال الحجري إنه تم رصد كوكب زحل في أقرب موقع له من الأرض (الحضيض) فضلا عن رصد بداية مولد نجم «سديم الجبار» والذي هو عبارة عن نجوم تحيط بها الغيوم.

وقال إن كوكب زحل رصد في منطقة الحضيض من كوكب الأرض في الدقائق الأولى من صبيحة يوم أمس الأول (الأحد) وبالتحديد في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت المملكة لتصل المسافة الفلكية الفاصلة بيننا وبين كوكب زحل في هذا الوقت وتساوي مليارا و272 مليونا و135412.99 من الكيلومتر، وبالتالي قفزت شدة إضاءة الكوكب إلى موجب (فاصلة 52)، وهذه القيمة تعد واحدة من أفضل القيم التي يحققها هذا الكوكب، وذلك بسبب البعد الفلكي الكبير بين كوكب الأرض وكوكب زحل.

وأوضح الحجري أنه نظرا إلى البعد الفلكي بين كوكب زحل وكوكبنا فإن الزمن الذي يستغرق وصول ضوء كوكب زحل إلى الأرض يصل إلى ساعة وعشر دقائق وثلاثة وأربعين ثانية وأجزاء من الثانية وبناء عليه استقبلت مملكة البحرين أفضل إضاءة لكوكب زحل في تمام الساعة الواحدة والثلث من صباح الأحد أي بعد ساعة وعشر دقائق من اقتراب كوكب زحل من كوكبنا.

وأضاف الحجري أن كوكب زحل لم يختر التوقيت المناسب لاقترابه من الأرض وذلك بسبب وقوع يوم الأمسية الفلكية في يوم عمل ودراسة فضلا عن كون يوم أمس الأول يصادف عيدا عالميا للأم وبداية السنة الفارسية الجديدة وعيد النوروز، إلى جانب هبوب رياح قوية وبسرعة قاربت أربعين كيلومترا في الساعة.

وقال الحجري إن كوكب زحل محط أنظار الراصدين وذلك بسبب لونه المائل إلى الصفرة الفاتحة والمميز ما بين النجوم حين يرى بالعين المجردة في السماء الصافية والذي عرف من قدم الزمان، وعرف عن الرومان بالإله المنجل، والذي لا نعلم من هو مكتشف إلى الآن، إلا عندما وجه عالم فلكي وفيلسوف وفيزيائي إيطالي جاليليو جاليلي تلسكوبا من صنعه إلى الفضاء العام ألف وست مئة وعشرة ميلادي ليكون أول شخص رأى ورصد هذا الكوكب، حينها لم يكن واضحا ومشوشا معالم الكوكب وحلقاته نظرا إلى بساطة التلسكوب المستخدم في عملية الرصد، ومع ذلك تم الاهتمام والدراسة من قبل العالم الفلكي والفيزيائي الهولندي كريستيان هوغنس لكوكب زحل ليقر على هندسية حلقاته في العام ألف وست مئة وخمسة وتسين ميلادي.

وبيَّن الحجري أنه لا توجد مقارنة أو شبه بين كوكب الأرض وكوكب زحل وذلك لأسباب كثيرة ومنها انخفاض الكثافة في كوكب زحل، والضغط الجوي جدا مرتفع، وعدم وجود أرضية صلبه على سطحه، ودورانه السريع حول نفسه والذي يستغرق قرابة عشر ساعات وثلاثة وأربعين دقيقة وبسرعة مدارية حول خطه الاستوائي ليكمل دورة واحدة حول الشمس كل تسعة وعشرين عاما ونصف العام تقريبا على سطحه، لذلك يعاني هذا الكوكب من كثرة الأعاصير على سطحه بحيث يبلغ متوسط سرعة الرياح على سطحه إلى (خمس مئة متر في الثانية) والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، ناهيك عن درجات الحرارة المنخفضة تحت الصفر، وبحجم يقدر بـ 763 من حجم الأرض حينها لو استخدمنا ميزانا كونيا كبير الحجم ووضعنا كوكب زحل في إحدى كفتيه لنحتاج إلى (95 من كوكب الأرض) لجعل الكفتين متساويتين.

وختم الحجري بأن زحل يتكون من نسبة عالية من غاز الهيدروجين وجزء قليل من الهيليوم، بينما الجزء الداخلي منه يتكون من صخور وثلوج محاطة بطبقة عريضة من الهيدروجين المعدني وطبقة خارجية غازية، بينما تصل سرعة الرياح على سطح زحل إلى حجاز ألف وثماني مئة كيلومتر في الساعة.

يذكر أن كوكب زحل هو سادس الكواكب في مجموعتنا الشمسية وثالث كواكب المجموعة الخارجية وثاني اكبر الكواكب الشمسية بعد كوكب المشتري، والذي يصنف من الكواكب الغازية مثل المشتري وأورانوس ونبتون، ويطلق على هذه الكواكب الأربعة مجتمعة اسم الكواكب الجوفيانية والتي تعني أشباه المشتري، لهذا يعد كوكب زحل واحدا من أجمل كواكب المجموعة الشمسية الذي يستحق الرصد والمتابعة.