حقق فريق النجمة فوزا مهما على غريمه الأهلي بهدفين مقابل هدف في لقاء دربي العاصمة الذي اقيم مساء أمس على استاد مدينة عيسى ضمن الأسبوع الخامس عشر من الدوري الممتاز لكرة القدم.
وساهم الفوز في هروب النجمة من موقعه في المركز العاشر الأخير وتقدمه الى المركز الثامن برصيد 12 نقطة فيما جمدت الخسارة الرصيد الاهلاوي عند 22 نقطة في المركز الثالث وأصبح موقفه محرجا في الحصول على احد المراكز الأربعة الأولى التي ستتأهل الى مسابقة كأس سمو ولي العهد بعدما اقتربت منه فرق البحرين والشباب والبسيتين.
وقبل الحديث عن المباراة يجب التوقف عند الحوادث الساخنة التي شهدتها الثلث ساعة الأخيرة من المباراة من جانب بعض لاعبي وجماهير الأهلي تجاه حكم المباراة الدولي يوسف حسين ومساعده ودفع الفريق ثمن التوتر الذي كان عليه في حصول تلك التصرفات المؤسفة والخسارة الثقيلة، وتلك الحال تعكس عدم التوازن الفني والنفسي الذي يعيشه الفريق الاهلاوي في مبارياته الأخيرة وأدت الى ابتعاده عن المنافسة على صدارة الدوري وخروجه من ربع نهائي كأس الملك.
ولم تكن التصرفات التي بدرت من الاهلاوية في الشوط الثاني مبررة اطلاقا، فقرارات الحكم التي تم الاحتجاج عليها لم تكن كبيرة بذلك الحجم فضلا عن صحة بعض القرارات وابرزها الهدف النجماوي الثالث الذي كان صحيحا ولا توجد فيه شبهة التسلل نظرا لوجود مدافع اهلاوي متأخر ومشاهدة الهدف مرة أخرى تثبت صحته.
كما ان هناك بعض نجوم الاهلي بعيدين عن فورمتهم المعهودة ما انعكس سلبا على صورة الفريق ومنهم الدولي محمد حبيل الذي تعرض الى الطرد لسوء سلوكه تجاه مساعد الحكم بعد الهدف الثالث، وعلى محمد ان يعيد قراءة حسابات مستواه بعد عودته من المنتخب، بالاضافة الى ان مدرب فريق الاهلي سفيان الحيدوسي كان يفترض ان يكون اكثر هدوءا وتركيزا والكرة التي احتج عليها وتم استبعاده لا تستحق ردة فعله!
وامتد حال التوتر الى المدرجات الاهلاوية عندما قامت بعض الجماهير بالاحتجاج ورمي بعض المقذوفات الى ارض الملعب ما أدى الى وقوع احدى المقذوفات على رأس اللاعب الاهلاوي محمد عبدالغني الاهلي بعد نهاية المباراة وسالت الدماء منه اصابته بجرح غزير نقل على اثره الى المستشفى في صورة مؤسفة لا تتناسب مع مكانة وسمعة النادي الاهلي، كما حاول البعض الاعتداء على الحكم يوسف حسين بعد صفارة النهاية لكن يحسب لبعض إداريي ومحبي النادي الاهلي عقلانيتهم وتدخلهم في تهدئة الامور ومنهم طلال كانو وخالد العربي وعزيز بوخمسين ونالوا إشادة الجميع.
وفي مقابل تلك (الصورة القاتمة) كانت الصورة مختلفة تماما في الجانب النجماوي الذي دخل المباراة بهدوء وتركيز أكبر على اللعب وكان الأكثر رغبة في الحصول على النقاط الثلاث وحافظ على توازنه الفني والمعنوي طيلة المباراة.
وكان الشوط الأول هادئا في ايقاعه ولم يشهد لمحات هجومية وانحصر معظم اللعب في منطقة المناورات، وكان ابرز ما فيه الهدف النجماوي الذي سجله التونسي لطفي الطرابلسي في الدقيقة 16 من ركلة جزاء.
واختلفت الصورة في الشوط الثاني إذ حاول مدرب الأهلي تنشيط فريقه باشراك الدولي علاء حبيل، واستطاع الفريق ان يقدم عرضا جيدا لمدة ربع ساعة فقط توجها بهدف التعادل الذي سجله عبدالله العبادي الذي سدد كرة قوية وصلته من تمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء.
وبعد التعادل بدأ ايقاع المباراة يزداد سرعة وينفتح اللعب أكثر في الجانبين، ونجح مدرب النجمة عزيز أمين في قراءة اوراق المباراة جيدا باجراء تغييرين هجوميين موفقين بادخال سيدقاسم ونجم الفريق راشد جمال العائد بعد رفع الايقاف عنه وهو ما اعطى نفسا جديدا في الفريق ساعده في ذلك حال الهدوء ولاتركيز داخل الملعب، ومع دخولهما سجل النجمة هدفه الثاني عن طريق المحترف الكاميروني باتاسيندى في الدقيقة 34 وسط انفتاح الدفاع الاهلاوي.
واعطى الهدف ثقة للنجماوية فيما زاد من توتر الاهلاوية الذين ضاعت كراتهم قبل ان تصل الى مرحلة الخطر، حتى جاءت الدقيقة قبل الأخيرة لتؤكد التفوق النجماوي بالهدف الثالث الذي سجله حسين حسن بكرة (خذوهات» انفرد على اثرها واودعها الشباك بثقة.
تفوق سماوي
فرضت نجوم الرفاع تألقها وتفوقها على «الليث»الشرقاوي وصارت حجرة حارقة أذاقت الجار الخسارة المرّة وأكبته مرة أخرى بثلاثية مقتدره كان بإمكانه إحراز المزيد وجعلها تاريخية مع الرأفة ولكنه اكتفى بما احرزه خلال الشوطين مقابل هدف يتيم فريد للشرقي على رغم الغياب لبعض أساسيي السماوي الذين منعتهم الاصابة والايقاف. وبهذا الفوز واصل الرفاع مطاردته القوية لصدارة المحرق والذي يأمل بتعثرة في أية لحظة من لحظات الدوري للاتقضاض عليه رافعا رصيده إلى (28 نقطة) وتبقى له مباراة مؤجلة مع الأهلي بينما بقي الشرقي على رصيده السابق (12 نقطة).
كان الشوط الأول والثاني متشابهان لحد كبير مع بعض التغيرات الفنية في مجرياتهما إذ بدأ الرفاع بطريقة 4/4/2 والشرقي 4/5/1 ومن الواضح ان الفريقين كانا يرغبان في السيطرة على منطقة الوسط بتكثيف العدد ولكن على رغم وجود 5 لاعبين للشرقي في هذه المنطقة إلا أنهم فشلوا في السيطرة المطلقة ولم يكونوا في المستوى الفني الجيد وغاب عنهم التوازن في الأداء الدفاعي مع الهجومي فوضحت الثغرات الواضحة في الدفاع الشرقاوي المهزوز والذي استطاع منه نجوم الرفاع ان يمروا بكل سهولة وان تكون لهم في كل طلعة هجمة خطيرة تضيع معها فرصة مؤكدة واضاع ثلاث فرص متتالية فظن من حضر ان الشرقي اليوم سيفعلها في الرفاع ولكن طلال يوسف عند الدقيقة 13 ومن كرة ثابتة على مسافة بعيدة لعب الكرة قوية أرضية تنحرف إلى المرمى من قبل قدم احد المدافعين الشرقاويين إلى المرمى لتتغير معها موازين المباراة وبعدها صار الرفاع هو الأفضل فنيا والأكثر وصولا إلى المرمى واستطاع عبدالرحمن مبارك احراز الهدف الثاني في الدقيقة 21 وبعدها صار الفريقان يتناوبان الهجمات الخطيرة، واكثرها للرفاع الذي قام بوابلٍ من الهجمات والفرص الضائعة الكثيرة التي تألق في صدها حارس مرمى الشرقي محمد حمد سعود الذي كان في قمة عطائه واضاع الرفاع تقريبا 8 فرص مؤكده كانت أربع منها على الأقل الأقرب للتسجيل ولكن سوء الطالع حفظ ماء الوجه للشرقي خلال هذا الشوط. وفي الشوط الثاني بكر الرفاع باحراز الهدف الثالث الذي قضى على آمال الشرقي في ادراك التعادل على أقل تقدير عند الدقيقة 11 عندما لعب سلمان عيسى كرة أمامية لأحمد حسان الذي لعب الكرة في لحظة خروج حارس المرمى من فوقه في المرمى. وتكرر السيناريو الذي كان عليه في الشوط الأول خلال الشوط الثاني الا ان الشرقي حاول جاهدا في لملمة أوراقه والتوجه إلى الهجوم ولكن كل هذه الهجمات كانت خجولة وغير مركزة وغلب عليها الاستعجال والتسرع ولم يستفد من النقص العددي للرفاع عندما طرد لاعبه محمد الدوسري عند الدقيقة 30 بعدما احرز هدفه الوحيد عن طريق لاعبه عدي سعدي في الدقيقة 22 وعلى رغم وصوله الأكثر إلى مرمى الرفاع الا ان السلبية ظغت على الهجمات وفي الوقت بدل الضائع ضاعت للشرقي فرصة مؤكدة من رأس عقيل علوي.
أدار المباراة الحكم الدولي جعفر الخباز وادارها بنجاح وكانت قراراته صائبة وساعده الدولي سعد سلطان والدولي خالد العلان والدولي جاسم محمود.
تتواصل سخونة الموقف في ترتيب فرق الممتاز في الأسبوع (14) عندما يلعب البسيتين (15 نقطة) أمام الحالة (14 نقطة) في الساعة 5,30 مساء بينما يلعب في الثامنة البحرين (20 نقطة) أمام الشباب (16 نقطة) في الساعة 7,30 مساء. والمباراتان على استاد مدينة عيسى.
المباراة الأولى التي تجمع البسيتين مع الحالة ينظر إليها الفريقان بأهمية بالغة لكون الفارق بينهما نقطة واحدة فقط إذ يتبوأ البستين المركز السادس مقتربا من المركز الرابع بينما يليه مباشرة الحالة في السابع وكلاهما يغازلان البطاقة الرابعة وإن كان من بعيد، لعل وعسى. والأمر الآخر يريدان الفوز للفرار من النفق المظلم في ذيل الترتيب والدخول في المنطقة الآمنة.
الفريقان متشابهان في الأداء الفني وإن كان البسيتين هو الأفضل حالا لوجود الخبرة الكافية واللاعبين الذين يمتلكون الفنيات إضافة إلى الروح المعنوية المرتفعة بعد فوزهم الكبير على حامل لقب كأس الملك وهذا سيعطيه دافعا قويا للانتعاش والنهوض بقوة إلى المراكز المتقدمة بينما يمتلك الحالة سلاح قهر الظروف بحماس لاعبيه وإصرارهم على الفوز.
الفريقان لعبا خلال القسم الأول وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي إذ ان ليس هناك رد اعتبار للآخر وهذا يرفع بعض الضغوط النفسية عن اللاعبين ولكن الهاجس المخيف من ذيل الترتيب يراودهما وبالتالي سيضع الفريقين في هذه الضغوط.
وفي المباراة الثانية التي تجمع البحرين والشباب فهما من الفرق المتطورة التي شقت انطلاقتها بقوة، فالبحرين يسعى إلى الفوز والهروب ومطاردته له والاقتراب أكثر من المربع وعدم اتاحة الفرصة إلى فرق أخرى لمحاولة الاقتراب منه بينما لن يجد الشباب فرصة أكثر من هذه الفرصة للاقتراب من البطاقة الرابعة والمنافسة عليها ومن دونها سيلاقي صعوبة في بلوغ أمره
العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ