العدد 608 - الأربعاء 05 مايو 2004م الموافق 15 ربيع الاول 1425هـ

الاحتلال يسيطر على مكتب الصدر في الديوانية

بوش يتعهد بمحاكمات ويتمسك برامسفيلد

لندن، عواصم - مهدي السعيد، وكالات 

05 مايو 2004

سيطرت القوات الأميركية أمس على مكتب الزعيم الديني السيدمقتدى الصدر في الديوانية في اشتباكات أوقعت 14 قتيلا عراقيا و3 جنود أميركيين. ووقعت اشتباكات مماثلة في النجف، وقال المتحدث باسم الصدر الشيخ أحمد الشيباني: «إن انسحاب الأميركان من قاعدة النجف شرط لوقف العمليات العسكرية ضدهم». في حين بدأ الهدوء يعود إلى الفلوجة وخصوصا بعد إنهاء القوات حصارها جزئيا.

وفي خطوة لاحتواء الغضب الناجم عن نشر صور تعذيب عراقيين في سجن أبوغريب سارع الرئيس الأميركي جورج بوش في لقاء مع قناتي «الحرة» و«العربية» إلى إبداء امتعاضه، معربا عن ثقته في إدارة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونافيا بشكل قاطع نبأ استقالته. وقال بوش انه يعتبر إساءة معاملة المعتقلين العراقيين عملا «مقيتا»، متعهدا بمعاقبة المسئولين. وقدم الجنرال الأميركي المسئول عن إدارة السجون العسكرية في العراق جيفري ميلر اعتذاره واعتذار بلاده لشعب العراق.

على الصعيد ذاته، تظاهر مئات العراقيين أمام سجن أبوغريب وطالبوا بالإفراج عن جميع المعتقلين. وأثارت عمليات التعذيب عاصفة من الانتقادات على المواقع الإسلامية ورأى فيها عدد كبير من الإسلاميين على الإنترنت إهانة للمسلمين ودعوا إلى الانتقام من «الصليبيين الجدد».

من جانب آخر، ذكرت مصادر مستقلة أن مجلس الحكم العراقي المؤقت انقسم على نفسه بين اتجاهين، الأول يطالب بإقامة حكومة «تكنوقراطية» مستقلة ارتباطا بمقترح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، والثاني يصر على أن تشكل هذه الحكومة من قبل مجلس الحكم العراقي مع الأخذ بملاحظات الإبراهيمي والحاكم المدني بول بريمر.

وفي عمّان رشحت الأوساط الرسمية والحزبية العراقية لـ «الوسط» أسماء أربعة لتولي رئاسة الحكومة العراقية المقبلة في إطار ترتيبات انتقال السلطة للعراقيين في 30 يونيو/حزيران المقبل. وكشف مصدر مطّلع أن أسماء المترشحين الأربعة المتداولة بين الطبقة السياسية وقوات الاحتلال والأخضر الإبراهيمي هم: وزير التخطيط مهدي الحافظ، ورئيس حزب الدعوة إبراهيم الجعفري، وأمين عام الحركة الاشتراكية العربية عبدالإله النصراوي، ونائب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عادل عبدالمهدي.


رفع الحصار عن الفلوجة... مشادة مع بريمر بسبب دمج البعثيين... مظاهرات تندد بانتهاكات أبوغريب وإطلاق 100 سجين

قتلى في اشتباكات مع «جيش المهدي» والسيطرة على مكتب الصدر بالديوانية

عواصم - وكالات

تصاعد الوضع الأمني في العراق أمس حينما سيطرت قوات التحالف على مكتب الزعيم الديني السيد مقتدى الصدر في الديوانية عقب اشتباكات مع أنصاره أوقعت تسعة قتلى وخمسة مدنيين فيما لقي عراقيان وأميركي مصرعهم في اشتباكات بكربلاء، وتزامن ذلك مع مظاهرات تندد بانتهاكات في حقوق المعتقلين في سجن أبوغريب وتطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين كما تظاهر في بعقوبة مئات العراقيين الذين ينددون بالعلم الجديد في حين وقعت مشادة بين الحاكم المدني الأميركي بول بريمر وثلاثة من أعضاء من مجلس الحكم العراقي بشأن عودة البعثيين في المؤسسات.

اعلن المتحدث باسم الصدر احمد الشيباني ان عناصر «جيش المهدي» سيوقفون هجماتهم على القوات الأميركية في حال انسحابهم من القاعدة التي تحتلها عند مدخل النجف. وسمع دوي انفجارات قوية تلاها تبادل أطلاق نار في المدينة. وقال مدير شرطة كربلاء عباس الحسني إن قواته ألقت القبض على عصابة قامت بسرقة مؤسسة حكومية في المدينة تحت غطاء جيش المهدي الذي يتزعمه السيدمقتدى الصدر.

وقالت مصادر طبية إن ثلاثة مدنيين عراقيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون إثر انفجار قنبلة في شارع بجنوب العاصمة بغداد. كما أعلن ناطق عسكري أميركي مقتل ستة جنود من المارينز في محافظة الانبار.

وبدأ تسليم الدفعة الأولى من الأسلحة في الفلوجة إلى قيادة عراقية في الوقت الذي افتتح فيه الطريق الذي يربط بين العراق والأردن ورفعت القوات الحصار في الفلوجة بعد شهر من فرضه لتسير حركة المرور. كما بدأت القوات العراقية بتسلم جزء من المهمات العسكرية والأمنية في بمدينة البصرة تمهيدا لتولى المسئولية كاملة من قوات التحالف.

وسيطرت القوات الأميركية على مكتب الصدر في الديوانية بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل احد عشر عراقيا هم تسعة من عناصر «جيش المهدي» وخمسة مدنيين. كما قتل جندي في اشتباكات في كربلاء. وأفادت قوات التحالف ان الاشتباكات أسفرت كذلك عن مقتل ثلاثة مسلحين عراقيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة.

تظاهرات ضد سجن أبوغريب

تظاهر مئات من العراقيين أمام سجن أبو غريب استنكارا لممارسات العسكريين الأميركيين ضد المعتقلين العراقيين، وطالبوا بإطلاق سراح السجناء مهددين «بإعلان الجهاد». وأعلن متحدث عسكري ان القوات الأميركية ستطلق سراح 100 معتقل عراقي أمس من السجن. كما تظاهر عشرات العراقيين استنكارا لتغيير العلم العراقي في بعقوبة إذ أطلقوا عيارات نارية في الهواء.

من ناحية أخرى أصيب جندي اميركي في بعقوبة بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة، كما دمرت شاحنة عسكرية أميركية على الطريق الرئيسي في منطقة أبوغريب إثر انفجار عبوة ناسفة وقامت القوات الأميركية بتطويق المنطقة فيما شوهدت المروحيات تقوم بإخلاء المصابين.

مسئول السجون يعتذر للعراقيين

قدم الجنرال الأميركي المسئول عن إدارة السجون العسكرية الأميركية في العراق جيفري ميلر اعتذاره واعتذار بلاده لشعب العراق بعد فضيحة الانتهاكات التي تعرض لها السجناء العراقيون على أيدي القوات الأميركية.

كما قدمت مستشارة بوش للأمن القومي كونداليزا رايس اعتذارا عن انتهاك حقوق السجناء العراقيين فيما يسعى البيت الأبيض إلى تهدئة غضب متزايد في العالم العربي.

بوش يثق في رامسفيلد

قال البيت الأبيض ان الرئيس جورج بوش لاتزال لديه ثقة كاملة في وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على رغم الجدل المتنامي بشأن الانتهاكات الأميركية للسجناء العراقيين.

كما أعرب وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن شعوره بالصدمة إزاء حوادث العنف والتعذيب الدموية التي ارتكبها الأميركيون ضد السجناء، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى خبرته العسكرية فإنه لم تحدث مثل هذه الأفعال «المزرية» من قبل ولا حتى خلال حرب فيتنام. كما أثارت فضيحة التعذيب استياء كبيرا في الكونغرس الأميركي إذ طالب مسئولو الحزبين الجمهوري والديمقراطي بجلسات استماع علنية لتسليط الأضواء على هذه القضية.

إلى ذلك توجه الرئيس بوش إلى الرأي العام العربي من خلال مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية، للتنديد بسوء المعاملة التي تعرض لها أسرى عراقيون على أيدي جنود التحالف في العراق. كما طلبت خبيرة في الأمم المتحدة من السلطات الأميركية توضيح وضع المعتقلين العراقيين الذين أوقفوا خلال عمليات أمنية في البلاد. في حين أكد عضو مجلس الحكم جلال طالباني ان انتهاك الجنود الأميركيين لحقوق السجناء العراقيين ناتج عن جهل الجنود ولا يعكس سياسة أميركا.

واحتج بشدة ثلاثة من ابرز أعضاء المجلس العراقي من الشيعة أمام مسئولي سلطة التحالف على عودة البعثيين إلى إدارات الدولة على أنها مصدر «عدم استقرار»، وقال المصدر: «شددوا في الاجتماع الذي حضره بريمر والقائد الأعلى لقوات التحالف ريكاردو سانشيز على عودة البعثيين». والأطراف الرافضة هي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبدالعزيز الحكيم والمؤتمر الوطني العراقي بزعامة احمد الجلبي إضافة إلى محمد بحر العلوم الشيعي المستقل.

من ناحية أخرى اعترف الباجه جى بفشل المجلس في مهمته، مرجعا ذلك إلى ان المجلس لا يستطيع ان يتخذ أي قرار من دون الرجوع إلى بريمر وتعدد جهات إصدار القرارات وهي الحكومة وبريمر والمجلس نفسه. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ان هناك حاجة عملية إلى بقاء قوات التحالف في العراق للمساعدة في حفظ الأمن، موضحا «تجري مناقشته مع العراقيين أنفسهم وسيتم على ضوئه تبني نظام مناسب من التعاون يلتزم بمبادئ السيادة التي ستتمتع بها الحكومة العراقية بعد الثلاثين من يونيو/ حزيران المقبل، ويضمن أيضا وجود قيادة خاصة بقوات التحالف». وأفادت سفارة الولايات المتحدة في هولندا ان وفدا من 25 قاضيا عراقيا يزور لاهاي اليوم بمبادرة من سلطة التحالف في العراق للمشاركة في ندوة بشأن إقامة دولة القانون.

و أعلن مصدر طبي «ان عراقيين من أنصار النظام العراقي البعثي السابق قتلا وأصيب أربعة آخرون بجروح برصاص أطلقه مجهولون عليهم في مدينة الكوت».

وحذر العضو إياد علاوي من تصاعد أعمال العنف مع اقتراب موعد تسليم السلطة للعراقيين.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية ريتشارد أرميتاج: إن القرار الأميركي الذي سيعرض على مجلس الأمن سيؤكد ان احتلال العراق قد انتهى، مضيفا في حديث إلى فضائية «الحرة» ان «القرار المقترح سيعرض قريبا على مجلس الأمن». من ناحية أخرى تدفق العشرات من كبار ضباط الجيش العراقي السابق إلى أحد مراكز الجيش لتقديم طلبات العودة للعمل في الجيش الجديد بعد أن أعلنت وزارة الدفاع العراقية نيتها زيادة تعداد هذا الجيش إلى 150 ألف عنصر في العام المقبل.


مؤامرة لهجمات سرية للقضاء على العلماء العراقيين

لندن - مهدي السعيد

أبدى متحدث بإسم هيئة علماء المسلمين في العراق قلقا متزايدا جراء استمرار مسلسل اختطاف أو قتل العلماء العراقيين، مشيرا إلى ان آخر حادثة تعرض لها واحد من علماء الذرة المعروفين في العراق، اذ تم اختطافه من قبل مجهولين، قاموا بتعذيبه حتى الموت، الأمر الذي يثير أسئلة معظم العراقيين عن الجهة التي تقوم بهذه الأعمال والتي يستهدف شريحة محددة وهي شريحة العلماء والأكاديميين، وخصوصا علماء الذرة والفيزياء والرياضيات والكيماء والبايولوجي، أو علماء الهندسة بأنواعها المختلفة.

وتشير بعض الاستطلاعات غير المنشورة لحد الآن إلى أن علماء العراق كانوا مستهدفين منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام حسين، اذ قامت بعض الجماعات المجهولة بإلقاء القبض على عدد من هؤلاء العلماء ونقلهم إلى جهات سرية. وتحاول بعض المصادر التنبيه الى ان الجهات التي تقوم بهذه الأعمال ليست جهات عراقية، لأن العراقيين يحترمون دور العلماء ويحرصون على حمايتهم قدر المستطاع، ولكن الأمر هو أبعد من ذلك بكثير، اذ توجد هنالك مصالح لدول محددة في القضاء على البعد العلمي العراقي. وتشير المصادر إلى أن الساحة العراقية حاليا تعج بالمنظمات السرية الأجنبية مثل الموساد وغيرها وربما تكون هذه الأعمال جزءا أساسيا من نشاط تلك المنظمات

العدد 608 - الأربعاء 05 مايو 2004م الموافق 15 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً