بعد أن طالعتنا الصحف الصادرة يوم السبت 12 ربيع الأول 1425هـ الموافق 1 مايو/ أيار 2004م بصور التعذيب الهمجي للمعتقلين العراقيين على أيدي جنود الاحتلال الأميركان، قال الرئيس الأميركي بوش إنه «يشعر باشمئزاز شديد من الطريقة التي عومل بها هؤلاء السجناء»! فياللسخرية الوقحة! ويالغباء من تنطلي عليه تلك العبارة! عبارة يظن أنها ستنجح في إخفاء ضحكاته الصاخبة فرحا وطربا على ما يصيب المسلمين في أرجاء الأرض على أيدي زبانيته الملاعين، أولئك الجنود الذين تخرجوا في الأكاديميات العسكرية لدولة صهيون...
وحتى لو أعلنت أميركا عزمها على محاكمة من مارسوا التعذيب الوحشي ضد المعتقلين المسلمين، سواء في العراق أو غوانتنامو أو أفغانستان، فصدقوني لن ينال أولئك المجرمين سوى التكريم والأوسمة من قبل رؤسائهم الصهاينة الذين أرسلوهم لإبادتنا نحن المسلمين في ديارنا، ثم إقامة الدولة اليهودية على أنقاضنا.
إن حربنا العقائدية ليست مع جورج دبليو بوش ولا مع من سيخلفه في الرئاسة، فما هؤلاء إلا خيال مآتة ليس لهم من الأمر شيء، بل الأمر كل الأمر لدى قادتهم الجاثمين على أرض فلسطين الطاهرة. لذلك أدعو إخوتي المسلمين من عرب وغيرهم إلى عدم إهدار طاقاتهم في محادثات وحوارات عديمة الجدوى مع المسئولين الأميركان، ولا مع المسئولين في ما يسمى بهيئة الأمم المتحدة، التي ما هي في الواقع إلا إدارة تابعة لوزارة الخارجية الأميركية إذا صح التعبير، بل أدعوهم إلى إدخار طاقاتهم الفكرية والمادية لدعم جهاد إخوتنا على خطوط المواجهة في فلسطين والعراق بالمال والسلاح فإنهم درع حمايتنا اليوم ضد المغتصبين، فإن تخلينا عنهم اليوم صرنا مكانهم غدا وربما أسوأ حظا... واللبيب بالإشارة يفهم!
(الاسم لدى المحرر
العدد 610 - الجمعة 07 مايو 2004م الموافق 17 ربيع الاول 1425هـ