أجمع عدد من الفعاليات الدينية السنية والشيعية على ضرورة البحث عن المشتركات السياسية بين كلتا الطائفتين، ودعم أية خطوة إيجابية من شأنها تحقيق الوحدة الوطنية وإيجاد وسيلة للتفاهم بين الطرفين.
كما أكدت الفعاليات ضرورة تفادي تكرار الأخطاء التي تسببت في النزاع بين الطائفتين في العراق، وتخطي الصعوبات السياسية التي تعتبر أكبر عقبة قد تقف أمام المشروع، إضافة إلى الإشكالات العقائدية التي قد تزيد من الأمر صعوبة. فيما وصف آخرون الدعوة بأنها «مثالية جدا، ومن الصعب تحقيقها إلا بعد إصلاح الخلافات في الطائفة الواحدة على الجبهتين الدينية والسياسية».
يأتي ذلك بعد الدعوة التي وجهها الشيخ عيسى قاسم في خطبته يوم الجمعة الماضي إلى الحاجة إلى تأسيس جمعية سنية شيعية مشتركة.
الوسط - أماني المسقطي
اعتبر رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان «أن مشتركات الواقع السياسي في الوسطين الشيعي والسني كثيرة وعلى رغم الخلافات السياسية، فان البحث عن المشتركات ليس بالأمر الصعب»، فيما أيد نائب كتلة المنبر الوطني الإسلامي محمد خالد «أية خطوة ايجابية من شأنها تحقيق الوحدة الوطنية وايجاد وسيلة للتفاهم بين الشارعين السني والشيعي»، في الوقت الذي شدد فيه كل من رئيس جمعية العمل الإسلامي محمد علي المحفوظ ونائب رئيس جمعية الأصالة النائب السلفي عادل المعاودة «على ضرورة تفادي تكرار الأخطاء التي تسببت في النزاع بين الطائفتين السنية والشيعية في العراق».
جاء ذلك إثر الدعوة التي وجهها الشيخ عيسى قاسم في خطبته يوم الجمعة الماضي بتأسيس جمعية سنية شيعية.
وأبدى سلمان رغبته في «أن تجد هذه الجمعية طريقها إلى الواقع في ظل أماني وطموحات كلتا الطائفتين إلى تحقيقها على رغم الصعوبات التي قد تقف حاجزا أمام تحويلها إلى واقع ملموس وعلى رغم الطريق غير المعبد أمامها»، مشيرا إلى «أن الصعوبات تتمثل في أن الرؤى الإسلامية تتكتل على خلفية طبيعية ما يعطي بالتالي جمعيات سنية وأخرى شيعية، وإن تجاوز هذه المرحلة قد يؤدي إلى تحقيق الحلم».
أما النائب خالد، فقد قال: «لا يوجد أي عاقل لا يدعم هذا الأمر»، مستدركا «أمانينا تختلف عن واقعنا، فلا تخفى الحاجة إلى تهيئة أرضية مشتركة من كلا الجانبين تعتمد على الثقة وعلى مبادرة رموز كلا الشارعين بترسيخها»، مضيفا «لا خسارة من البدء في الخطوة على رغم الصعوبات التي قد تكتنفها».
وأشار إلى أن «الصعوبات السياسية هي أكبر عقبة قد تقف أمام المشروع إضافة إلى الإشكالات العقائدية التي قد تزيد من صعوبة الأمر في حال عدم تقديم تنازلات من قبل كلا الطرفين»، و«إن الجو السياسي الحالي يشير إلى إمكان تحقيق التجربة التي بدأ مجلس النواب بمختلف كتله تطبيقها واقعا».
فيما أشار بوصندل إلى «أن فكرة الوحدة سبقتها دعوات سابقة صدمت أمام الواقع الذي لم يسمح بتحقيقها في ظل الاختلاف المذهبي الذي وقف حائلا أمامها»، مؤكدا «انه في حال المشاركة في اجتماع يضم أعضاء من كلا الطائفتين سيكون فيه التعايش صوريا ولن ينتج عنه نتاج صحيح وإنما نتيجة مجاملات، إلا في حال الابتعاد عن المذهب وهذا ما قد يحول اجتماعهم إلى اجتماع علمانيين ويساريين»، مضيفا «ان الإشكال السياسي قد يقف عائقا أمام تنفيذ الفكرة لأنه ناتج عن الإشكال المذهبي بسبب اختلاف المرجعيات».
أما المحفوظ فقد قال: «مازلنا نفتقد الشفافية في حديثنا فلا نستطيع التصريح بكل ما نؤمن به»، مشيدا بدعوة قاسم التي وصفها بأنها من الممكن أن تحاكي الوضع الحالي وخصوصا في ظل التخوف من حرب طائفية كما هو حادث الآن في العراق، ولكن قبل الحديث عن تأسيس جمعية سنية شيعية يجب أولا معالجة ما تعانيه طائفة واحدة من «تشرذم ونزاعات واختلافات فيما بينها»، والدعوة إلى الوحدة هي دعوة مثالية جدا وكان من الأولى أن تصب في ترميم داخل البيت الواحد.
وأشار إلى أن هناك خلافا على الجبهتين الدينية والسياسية، والاختلافات في الرؤى الدينية لا يستطيع الرمز الديني جمعها في ظل المشكلات التي تعترضها، أما الخلافات السياسية فمنها ما احتفظ بخط حقوقي للشعب يعتقد بإمكان تحقيقه من خلال دستور 1973 في ظل وجود تيار سياسي آخر ينتمي إلى الطائفة نفسها يرى خلاف ذلك.
وقال: «الطموح كبير ولكن من الصعب تحقيقه إلا أننا نؤيد وندعم هذه الفكرة التي تصب في مصلحة المسلمين، بعد إصلاح البيت الداخلي».
من جانبه أرجع المعاودة في خطبته يوم الجمعة الماضي أسباب ضعف الأمة إلى تمزقها وتفرقها وسيطرة أعدائها عليها كما هو حادث اليوم في العراق، فالأعداء استفردوا بالفلوجة وتلتها النجف ولم يفرقوا بين سني وشيعي، ولذلك يجب أن تقف طائفتا الشعب في وجه هؤلاء وذلك لن يتحقق إلا بالاستعلاء على المشروعات الخاصة ووضع مشروع الأمة ومصلحتها نصب أعينهم من دون تغليب مصلحة طائفة على أخرى.
وأكد المعاودة ضرورة ألا يؤخذ الحماس ووضع أسباب النجاح قبل أن يكون مجرد عاطفة، مشددا على ضرورة الصدق والوضوح في التعامل
العدد 618 - السبت 15 مايو 2004م الموافق 25 ربيع الاول 1425هـ