العدد 620 - الإثنين 17 مايو 2004م الموافق 27 ربيع الاول 1425هـ

في ختام منتدى الوحدة الاسلامية... «التوعية» تدعو إلى خروج «الوحدة» من سجن التنظير

دعا رئيس جمعية التوعية الإسلامية الشيخ سعيد النوري المواطنين من الطائفتين في البحرين الى ضرورة التوحد على ثوابت الدين القطعية والتناقش في موارد الاختلاف الظنية ومحاربة الأفكار الضالة مثل ظاهرة عبدة الشيطان التي باتت تهدد قيمنا وأخلاقنا ومجتمعنا.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته جمعية التوعية الإسلامية عصر أمس الأول بمقرها في الزنج في ختام منتدى الوحدة الإسلامية استعرضت فيه برامجها في هذا السياق.

وبدأ المؤتمر باستعراض نائب رئيس الجمعية حميد البصري إنجازات الجمعية في أسبوع الوحدة الإسلامية على مدى ثلاث سنوات ابتداء من العام 2002 وانتهاء بمنتدى العام 2004 الذي انتهت فعالياته مساء أمس الأول، مذكرا بفعالية العام 2002 المتمثلة في منتدى الوحدة الإسلامية الذي أقيم في جامع الفاتح بالجفير وبيت القرآن بالمنامة، مذكرا بالتفاعل الجميل مع الحدث وشخصياته موضحا تعذر استضافة بعض الشخصيات من المذهب السني من الخارج هذا العام مثل مستشار الرئيس السوري بشار الأسد الشيخ محمود العكام، ورئيس كتلة الإسلاميين بالبرلمان الكويتي الشيخ عيسى شاهين نظرا لانشغالهما.

ثم بين الشيخ سعيد النوري بين المنتدى في العامين 2002 وهذا العام الذي عقد تحت عنوان «منتدى الوحدة والثقافة والإسلامية»، قائلا إن المنتدى أقيم تحت شعار الوحدة الإسلامية وتحديات العولمة، والذي كان ضيفه الرئيسي الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي الذي يعد من أهم المفكرين في الجمهورية الإسلامية الايرانية وخصوصا في القضايا الفكرية المعاصرة.

وتحدث النوري عن الجلسة التي أقيمت في بيت القرآن وحضرها عدد من العلماء والمفكرين بورقة للشيخ عبدالرحمن الشاعر عن المناهج الإسلامية والتي أكد فيها الشاعر ضرورة أن يكون تغيير المناهج تحت إشراف علماء الدين لا الحضارة المستكبرة، فيما تناول سالم النويدري القراءات الحداثية للإسلام والتي تحاول انتهاك ثوابته، واختتمت ندوة بيت القرآن بكلمة لليزدي تناول فيها نظرية التشكيك التي تسبب تسرب الشباب مؤكدا المساهمة في ترسيخ وتدعيم أفكار الشباب.

ثم تناول النوري المعوقات التي صادفت أنشطتهم وحصرها في صعوبة استجابة الشخصيات من المذهب الكريم الآخر لحضور المؤتمر والمشاركة فيه، موضحا ان قضية المشاركات المتبادلة مازالت مسألة غريبة بالنسبة الى المجتمع تحكمها الحواجز النفسية وليس عدم القناعة بأهمية الوحدة، قائلا إن العلاج يتمثل في التواصل المستمر بين العلماء وعدم حصر الوحدة الإسلامية في أسبوع واحد، وإنما هي تواصلات تتوج في منتدى الوحدة بحوار فكري واضح وصريح.

واستعرض النوري نتائج المؤتمر ولخصها في نقاط، أولها: ان توحد المسلمين يجب ان يدور على ثوابت الإسلام القطعية وان يعذر بعضهم بعضا في موارد الاختلاف الظنية، وان تكون هذه الوحدة وحدة شاملة لا تختص بجانب واحد فقط.

والقضية الأخرى هي الجانب الأخلاقي للعولمة، إذ ان هناك ظواهر تمثل انتهاكا شنيعا وصارخا لكل القيم الدينية والإنسانية ومثال على ذلك عبدة الشيطان (يقال إن هناك 140 حالة في البحرين)، ومنها وجب التعاون من أجل التعرف على حجم الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها. وأكد النوري أهمية الوحدة من أجل ذلك رافضا الغزو الثقافي الذي يسلب الحقائق والأعراف. أما التوصية الأخيرة فكانت ضرورة الحذر من القراءات الحداثية التي تشوه الإسلام باسم الحداثة والالتفات لصرخات تعديل المناهج.

النوري أكد بعدها ضرورة تفعيل الوحدة الاسلامية جوهرا ومظهرا، قائلا إنها تكليف شرعي: وليست قضية مصلحية، وانها خيار استراتيجي وجب الإيمان به، منبها الى ان لاتخضع للأهواء السياسية أو غيرها... وأكد النوري أن يد جمعية التوعية ممدودة للنخب والقيادات الأخرى المثقفة وخصوصا من إخواننا أهل السنة من أجل التعاهد على ترسيخ الوحدة الوطنية. مبديا أسفه لارتباط نجاح فعالية العام 2002 بالهدوء السياسي فيما أثرت حوادث الساحة على منتدى العام 2004، مؤكدا انه وجب ألا تكون الوحدة خاضعة لأي طارئ كان، كونها تكليفا إلهيا لا قضية مزاجية

العدد 620 - الإثنين 17 مايو 2004م الموافق 27 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً