العدد 621 - الثلثاء 18 مايو 2004م الموافق 28 ربيع الاول 1425هـ

على رغم التقدم... معظم حوادث الطيران تنتج عن أسباب فنية وأخطاء بشرية

تقول مصادر في صناعة الطيران إن أكثر من 40 في المئة من حوادث الطائرات التي حدثت في العام 2002 نتجت عن أسباب فنية أو أخطاء بشرية أثناء قيادة الطائرات على رغم التقدم الرهيب الذي حصل في صناعة الطيران في السنوات القليلة الماضية، ولذلك يركز المسئولون على تدريب العنصر البشري لتحاشي الأخطاء القاتلة.

وأضافت المصادر تقول إن عدد الحوادث والكوارث التي تتورط فيها طائرات مدنية تراجعت في الآونة الأخيرة بالمقارنة مع الفترات السابقة وخصوصا في الأعوام التي بدأت في العام 1990، وذلك ناتج عن تجاوز أخطاء قاتلة في صناعة الطائرات في العالم في تلك الفترة والاهتمام بالتقنية العالية للسلامة على متن الطائرات.

وتقول مصادر صناعية إن الهدف الرئيسي في الوقت الحالي لتطوير صناعة الطيران في العالم يتركز على تنمية البشر نفسه لأن الأخطاء البشرية القاتلة بلغت نحو 40 في المئة في العام 2002، بعد أن كانت نحو 25 في المئة في التسعينات ونحو 18 في المئة في الثمانينات والنسبة نفسها تقريبا في السبعينات.

كما تتركز كذلك على التدريب المهني للفنيين الذين يقومون بالكشف على الطائرات للحد من العطب الفني الذي كثيرا ما يؤدي إلى تحطم الطائرة وهي في الجو. بسبب ذلك تجد أن بعض جداول الطائرات لا يكون منتظما بسبب تأخر الطائرة للكشف الفني الكثيف وعدم السماح لها بالإقلاع قبل التأكد من أنها سليمة.

وأعطت المصادر مثالا على ذلك وهو التصادم على مدرج المطار، ويقولون إن هذه المسألة مهمة يجب معالجتها بسرعة لأن المطارات المنتشرة في العالم أصبحت معقدة ومزدحمة وكذلك المصاعب التي تتعرض لها الطائرات أثناء الهبوط أو الإقلاع سواء نتيجة لسوء الأحوال الجوية أو بسبب الازدحام.

طبقا لأرقام صدرت فإن مجموع الطائرات التي تجوب السماء يوميا تبلغ أكثر من 15,600 طائرة من ضمنها 8000 طائرة يبلغ أعمارها 10 سنوات أو أقل. كما أن أكثر من 2000 طائرة عمرها نحو 23 سنة رابضة للإصلاح ويمكن أن تدخل إلى العمل نحو 900 طائرة منها مرة أخرى.

وكان عاما 2002 و2003 هما أقل نسبة من حوادث الطائرات التي فقد فيها جسم الطائرة إذ بلغت 11 حادثة في العام 2003 و14 حادثة في العام 2002، في حين كانت نسبتها 21 في المئة سنويا بين العام 1992 والعام 2001. وعلى رغم ارتفاع حركة السفر عبر الطائرات فإن العام 2000 شهد نشاطا كثيفا للحركة.

وتظهر دراسة أن الطائرات المبنية حديثا تعتبر أقل عرضة للحوادث. وأكبر شركتين لتصنيع الطائرات هما إيرباص (BAirbus) الأوروبية وبوينغ (Boeing) الأميركية اللتين تتربعان على قمة هذه الصناعة.

واستمرت الزيادة في حركة السفر في جميع أنحاء العالم عبر الطائرات، إلا أن العام 2000 شهد أكبر نشاط لحركة السفر.

وأدت الهجمات التي تعرضت لها معالم الولايات المتحدة الأميركية في العام 2001 بطائرات مدنية إلى تراجع في حركة السفر عبر الطائرات في نهاية العام قبل أن تعود الى مستواها في العام 2002. إذ إن سلامة الطائرات المدنية ترتبط ارتباطا وثيقا بمدى طرق السلامة التي يتم اتخاذها على الأرض والجو، فإن هناك أمورا رئيسية يجب النظر إليها بعناية لتحسين مستوى السلامة من ضمنها السيطرة على الطائرة أثناء الهبوط وعدم فقدان السيطرة عليها أثناء الهبوط والإقلاع وتحسين مدرج المطارات. كما يجب تحسين التعريف بالأحوال الجوية والتحكم في الأجواء للحيلولة دون وقوع تصادم بين الطائرات وتحسين وضع خزانات الوقود.

وتقول مصادر صناعية ومسئولو تأمين إن الخسائر الناتجة عن حوادث الطائرات التي تتحملها شركات التأمين تراجعت في عامي 2002 و2003، وأن التأمين على الطائرات بدأ في الانتعاش، ولكن بعض هذه الشركات لايزال عليها دفع مطالبات من حوادث سابقة حدثت قبل عدة سنوات.

وأضافت المصادر تقول إنه يجب على شركات التأمين وإعادة التأمين أن تكون في موقع يمكنها من تغطية التحديات والكوارث المستقبلية للطائرات، ولذلك عليها الاستمرار في الحصول على مساندين ماليين يكون باستطاعتهم ضخ رؤوس أموال جديدة فيها إذا اقتضى الأمر.

وخرجت بعض شركات التأمين من تغطية هذا القطاع بعد تعرضها لخسائر فادحة من جراء الحوادث القاتلة التي عصفت بقطاع الطيران في السنوات الماضية من ضمنهم المجموعة العربية للتأمين ومقرها البحرين

العدد 621 - الثلثاء 18 مايو 2004م الموافق 28 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً