بلغ الوضع في النجف درجة عالية من الصعوبة لاحتواء الأزمة بين قوات الاحتلال و«جيش المهدي» واعترف رئيس المجلس غازي الياور ان حل مشكلة النجف «أصعب» من الفلوجة، وأعلن مسئول عسكري مقتل حوالي 100 من عناصر السيد مقتدى الصدر خلال اشتباكات في بغداد والنجف، كما اعتقلت قوات الاحتلال أحد مساعديه في النجف رياض النوري.
في غضون ذلك قال رئيس لجنة وجهاء كربلاء للتفاوض مع القوات الاميركية محمد علي السعدي إن المفاوضات توقفت بسبب إصرار الجانب الأميركي على اعتقال أنصار الصدر، وإنها تأجلت حتى الاثنين المقبل. وعلى صعيد نقل السلطة أكد الياور أن القوة المتعددة الجنسية بعد نقل السلطة ستكون تحت قيادة أميركية، موضحا أنه سيتم إعلان تشكيل الحكومة خلال أسبوع. وذكرت أنباء أن رئاسة الجمهورية مرجحة بين عضوين هما: عدنان الباجه جي والياور ونائبين للرئيس أحدهما شيعي والآخر كردي، أما رئاسة الحكومة فستناط وفقا للأنباء بالعالم النووي العراقي حسين الشهرستاني، ونفى مسئول كبير في سلطة التحالف ذلك. كذلك نفى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وجود خلافات بين لندن وواشنطن، وقال «إننا متفقون انه لابد من نقل السلطات بالكامل إلى الشعب العراقي وان القوة المتعددة الجنسية يجب أن تبقى تحت قيادة أميركية».
عمّان، عواصم - حسين دعسة، وكالات
تواصلت أمس العمليات العسكرية بين الاحتلال و«جيش المهدي» في النجف أسفرت عن مقتل 100 عراقي وإصابة نحو 33 آخرين في قصف لدبابات أميركية مع طائرات مروحية موقع المدافن كما فجر الاحتلال مسجد المخيم في كربلاء، فيما لقي مهندسان روسيان مصرعهما وأصيب خمسة آخرون وقتل ثلاثة عراقيين وأصيب 18 آخرون في هجمات في بغداد.
سياسيا يسعى المبعوث الدولي للعراق الأخضر الإبراهيمي حاليا لتشكيل الحكومة المؤقتة التي سيصادق مجلس الأمن عليها وليس بريمر، وذكرت أنباء ترجيح تعيين عدنان الباجة جي أو غازي الياور رئيسا للجمهورية إضافة لنائبين شيعي وكردي، فيما ذكرت أنباء تعيين حسين الشهرستاني رئيسا للحكومة. وقال نائب قائد العمليات العسكرية في العراق مارك كيميت ان حوالي 100 من عناصر الميليشيا قتلوا في مدينة الصدر والنجف، وكانت أنباء ذكرت مقتل تسعة عراقيين في المعارك التي وقعت بين ميليشيا الزعيم الديني السيد مقتدى الصدر والقوات الأميركية في النجف، وأسفرت عن إصابة 33 شخصا.
واعتقلت القوات الأميركية صهر الصدر رياض النوري وفق ما أكد مسئول العلاقات في مكتب الصدر في النجف الشيخ فؤاد الطرفي.
كما فجرت القوات الأميركية بمساعدة قوات من الشرطة العراقية ما تبقى من مسجد المخيم في كربلاء بالديناميت، وحذر ديوان الوقف الشيعي من تحويل العتبات المقدسة إلى مواقع عسكرية أو ساحات للمواجهة، وذلك في بيان أصدره دعا فيه المرجعيات الدينية ومجلس الحكم ان تضع برنامجا جديدا لإنقاذ الحال الأمنية. أما في تكريت فأعلن ناطق عسكري أميركي مقتل جندي أميركي وإصابة اثنين آخرين، وتزامن ذلك مع إصابة جندي آخر ومقتل ستة من المسلحين العراقيين في هجوم شنه مسلحون على دورية أميركية في المنطقة ذاتها.
من ناحية أخرى أعلن وزير الكهرباء العراقي أيهم السامرائي مقتل اثنين من الخبراء الروس وسائق عراقي وجرح خمسة من الخبراء اثنان منهم في حال الخطر بعد أن قام مسلحون مجهولون بإطلاق عيارات نارية عليهم من أسلحة مختلفة قرب محطة كهرباء الدورة في بغداد. وأعلنت إدارة شركة «انتر انرغو سرفيس» الروسية إجلاء كل موظفيها من العراق.
إلى ذلك أفاد تقرير إخباري بأن عراقيين قتلا وأصيب ستة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة في العاصمة بغداد، كما أفادت «الجزيرة» ان انفجارا أسفر عن مقتل ثلاثة عراقيين وجرح نحو 20 آخرين في بعقوبة.
في غضون ذلك تعرضت القاعدة العسكرية الأميركية في مطار كركوك لهجوم بالصواريخ أدى لتدمير ثلاث عربات عسكرية وإصابة ثلاثة عسكريين أميركيين.
وعلى صعيد نقل السيادة اعتبر الإبراهيمي أن الثلاثين من يونيو/حزيران «لن يكون موعدا سحريا يحل كل مشكلات العراق» وإنما هو منعطف تاريخي وفرصة لو أعدت لها العدة فستكون خطوة جيدة ومنعطفا مهما للشعب العراقي».
كما تحدث المبعوث عن «رأي مطروح للتداول» يقضي بأن يصادق مجلس الأمن الدولي على الحكومة العراقية المقبلة بدلا من الحاكم المدني في العراق بول بريمر، مضيفا ان «هناك شبه اتفاق على ان يكون رئيس الوزراء من الشيعة وهناك اتفاق على ان يكون شخصا له خبرة يتمتع بالقدر الكافي من التأييد من قبل القوى السياسية، وقال إن الحكومة ستضم بين «25 و27 شخصا من رجال ونساء».
من جانبه قال عضو مجلس الحكم عدنان الباجه جي إن الحكومة يجب ان تتمتع بسلطة قرار وليس فقط برأي استشاري بشأن تحركات القوات الأجنبية المنتشرة في البلاد بعد نقل السلطات. وقال مصدر مقرب من المجلس أن الباجة جي وغازي الياور يتنافسان على منصب رئاسة الجمهورية فيما يتردد أن نائبي الرئيس سيكونان كرديا وشيعيا على رغم إصرار الأكراد على أن يكون لهم إحدى الرئاستين، الجمهورية أو الوزراء. وأوضح المصدر أن أربع شخصيات سياسية من بينها ثلاثة من أعضاء مجلس الحكم تتنافس على رئاسة الوزراء وهم عادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري و إياد علاوي وحسين الشهرستاني وهو عالم نووي عراقي فر من سجنه في العراق مطلع التسعينات وانضم إلى صفوف المعارضة العراقية في الخارج. وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان التقى مجلس الأمن لإطلاعه على مهمة الإبراهيمي المكلف تشكيل حكومة انتقالية عراقية بحلول آخر مايو/ أيار الجاري.
وقال الشهرستاني انه يفضل خدمة بلاده في مجالات إنسانية لكنه ألمح إلى أنه سيقبل المنصب إذا عرض عليه، فيما قال مسئول كبير في سلطة التحالف إن الشهرستاني لن يصبح رئيسا لوزراء العراق نافيا تصريحات مسئولين أميركيين في واشنطن.
من جهته أكد رئيس المجلس غازي الياور ان القوة متعددة الجنسيات التي ستعمل في العراق بعد نقل السلطة إلى العراقيين ستكون على الأرجح تحت قيادة أميركية وبمشاركة عدد من وحدات الجيش العراقي، موضحا انه سيتم إعلان تشكيل حكومة عراقية خلال نحو عشرة أيام، مشيرا إلى أن أول مهامها سيكون حفظ الأمن، وأنها ستعمل على الإعداد للعملية الانتخابية التي ستجرى في نهاية يناير/كانون الثاني 2005.
وأضاف ان حل مشكلة النجف هو موضوع «أصعب» من موضوع مدينة الفلوجة التي كانت مسرحا لمعارك عنيفة بين مقاتلين والقوات الأميركية.
من جانب آخر، أوضح رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير انه ان كان من صلاحية الحكومة العراقية اتخاذ «القرارات الاستراتيجية النهائية» بعد 30 يونيو المقبل، فإن «إدارة» العمليات العسكرية أو الأمنية بحد ذاتها ستبقى منوطة بالتحالف.
وقال بلير انه يتفق مع الرئيس الأميركي جورج بوش على ضرورة أن تبقى القوات الأجنبية في العراق تحت قيادة أميركا في الوقت الذي يجب فيه تسليم السلطة بشكل كامل إلى العراقيين.
في حين نفى نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت الأنباء التي ترددت بشأن وجود خلاف بريطاني- أميركي واصفا تلك الأنباء بأنها «محض هراء».
وانتقدت منظمة العفو الدولية بشدة العمليات التي تقوم بها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق في تقريرها السنوي الذي صدر أمس، وقالت إن «الحرب على الإرهاب» والأنشطة العسكرية في العراق خلال العام 2003 أسفرتا عن «موجة جديدة من انتهاكات حقوق الإنسان» وصرفتا الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان القديمة.
وعلى صعيد انتهاكات حقوق السجناء، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس ان موجزا لحالات وفيات وإساءة معاملة سجناء رهن الاحتجاز لدى قوات أميركية في العراق وأفغانستان أظهر نمطا للانتهاكات ووفقا لمعلومات أدلى بها مسئولون يبدو أن أربعة سجناء عراقيين على الأقل، قتلوا على أيدي المحققين الأميركيين أو حراس السجون الأخرى، غير سجن أبوغريب.
دبي - رويترز
قال بيان يعتقد إنه لأبومصعب الزرقاوي المرتبط بشبكة «القاعدة» انه موجود في العراق «للجهاد» ضد قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة وإقامة دولة إسلامية.
وجاء في البيان الصادر باللغة العربية وبثته مواقع إسلامية على شبكة الانترنت «أنا الآن في العراق أجاهد مع إخواني لنقيم للإسلام وطنا وللقرآن دولة». وأعلن الزرقاوي وجماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها المسئولية عن سلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات في العراق ضد القوات الأميركية والمسئولين العراقيين في الأشهر الأخيرة، وقال إنه كان من قبل في أفغانستان التي وصفها بأنها «أرض الأمل» التي أقاموا فيها شرع الله
العدد 629 - الأربعاء 26 مايو 2004م الموافق 06 ربيع الثاني 1425هـ