العدد 2773 - الجمعة 09 أبريل 2010م الموافق 24 ربيع الثاني 1431هـ

«مهرجان الخليج السينمائي» يفتتح دورته الثالثة بالفيلم الإماراتي «دار الحي»

يستعرض أفلام الفرنسي فوجيل ويكرم حياة الفهد

انطلقت مساء الخميس الماضي 8 أبريل/ نيسان الجاري فعاليات الدورة الثالثة من «مهرجان الخليج السينمائي»، الذي يقام تحت رعاية رئيس «هيئة دبي للثقافة والفنون» (دبي للثقافة) سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، مع حفل الافتتاح الذي شهد عرض الفيلم الإماراتي المنتظر «دار الحي».

تولى تنفيذ الفيلم المخرج الإماراتي علي مصطفى، وتم إنتاجه في دبي مع طاقم عمل عالمي، وكان قد عرض للمرة الأولى في افتتاح برنامج «ليال عربية» ضمن فعاليات «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وشهد عرضه حينها حضور أبرز الممثلين في الفيلم، ومنهم نتالي دورمر وسونو سود، إضافة إلى الممثل الإماراتي سعود الكعبي.

ويقدم الفيلم قصصا منفصلة تجري أحداثها في مدينة دبي، أبطالها مواطن إماراتي وسائق تاكسي هندي يشبه أحد نجوم بوليوود وامرأة أوروبية، تتقاطع حياتهم في ترابطات عشوائية، تماما كما تتشابك الثقافات في مجتمع دبي المتنوع، وتتأثر حياة كل منهم بسلوكيات الآخر. ويقدم «مهرجان الخليج» في دورته الحالية التي تستمر حتى 14 أبريل/ نيسان الجاري، 13 فيلما متميزا قام بإنتاجها عدد من المخرجين الشباب المشاركين، وذلك ضمن مسابقة الطلبة للأفلام الوثائقية.

وتضم المسابقة الرسمية للمهرجان، ثمانية أفلام وثائقية تشمل أفلاما لمخرجين شباب من الإمارات والعراق والكويت، وقع الاختيار عليها بعد عملية تقييم دقيقة للأفلام الوثائقية لمخرجين مقيمين في الخليج، أو ممن قدموا أفلاما تستوحي مواضيعها من واقع الحياة في المنطقة.

وتعمل لجنة من سينمائيين وشخصيات ثقافية على اختيار الأفلام الفائزة بالجوائز الثلاث الأولى، التي تبلغ قيمتها 25 ألف و20 ألف و15 ألف درهم، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي تبلغ 10 آلاف درهم إماراتي.

ومن بين تلك الأفلام، فيلم المخرج الإماراتي منير إبراهيم «إطلاق الحلم» الذي يسلط الضوء على مراكز الصقور في الإمارات، وفيلم المخرجة الهندية المقيمة في الإمارات سونيا كريبلاني «نسيج الإيمان» الذي يروي قصة الثورة الصامتة التي قادتها النساء الإماراتيات لتغيير الصورة السلبية المرتبطة بالحجاب.

من جهة أخرى، يقدم المخرجون العراقيون أفلاما جريئة تتناول قضايا ومخاوف اجتماعية مهمة، وقصصا شخصية على خلفية الواقع الحالي الذي تعيشه البلاد، مثل فيلم «انهيار» لهادي ماهود، و«كوكب من بابل» لفاروق داوود المقيم في المملكة المتحدة، «80-82» لحميد حداد، «أحلام تبحث عن أجنحة» لعباس مطر، «هذه الليلة، الأسبوع المقبل» لخالد الزهراوي.

من جانبه، قام المخرج الكويتي طلال المهنا بمتابعة مجموعة من محترفي فن الرقص، تقرر الانطلاق في رحلة على مدى 5 أسابيع في أنحاء الصين ضمن مهرجان «دادو» للفنون الاستعراضية، وهو مهرجان سنوي يجمع الفنانين الاستعراضيين من جميع أنحاء العالم، لتشجيع الحوار بين الثقافات، ووثق مجريات الرحلة في فيلم «الراقص على الحافة».


تكريم أعلام السينما الخليجية

أعلن المهرجان عن عزمه تكريم ثلاثة من أساطير السينما الخليجية ضمن «جوائز تكريم إنجازات الفنانين» في دورته الثالثة. وتأتي «جوائز تكريم إنجازات الفنانين» في إطار احتفاء المهرجان بالمواهب المتميزة، ويتم تقديمها إلى الشخصيات التي ساهمت في إثراء قطاع السينما والتلفزيون في المنطقة.

ويتم تكريم كل من الممثلة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش، والممثل والكاتب العراقي المعروف دوليا خليل شوقي، والممثلة الكويتية القديرة حياة الفهد، بجوائز تكريم إنجازات الفنانين.

وتشتهر الممثلة والكاتبة رزيقة الطارش بأدوارها الكوميدية المتميزة التي لعبت دورا مهما في تطوير دور المرأة الخليجية في الأعمال الكوميدية التلفزيونية، وخاصة في دولة الإمارات.

وتميزت الممثلة والشاعرة الكويتية حياة الفهد، بالعديد من الأدوار التي لا تنسى في مختلف المجالات الفنية، ابتداء من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، وحتى الشعر الملحمي، ويعود إليها الفضل في تمهيد الطريق أمام الممثلات الشابات في قطاع التلفزيون والمسرح الكويتي.

واستند الدور الذي لعبه الفنان والكاتب المسرحي العراقي خليل شوقي في فيلم «يوم آخر» للمخرج صاحب حداد، إلى عمليات القتل الثأرية التي ارتبطت بشكل غير مباشر بالهيمنة التي فرضها شاه إيران في العام 1958، لتتحول هذه الخطوة الجريئة فيما بعد إلى أحد أكثر المشاهد المثيرة للجدل على مر التاريخ. وساهم تصوير شوقي لهذا الدور، في إفساح المجال أمام السينما العربية لكي تكون متنفسا للقضايا الاجتماعية التي لا يمكن معالجتها سوى بهذه الطريقة.

وقام شوقي، الذي كان موظفا في دائرة السكك الحديد وعضوا في نقابة عمال السكك الحديد في العراق قبل الوصول إلى النجومية، بتأسيس ثلاث فرق مسرحية لعمال السكك الحديد. وتضمنت مسيرته المهنية كتابة مسرحيات تناولت نقاشات حول العدالة الاجتماعية وحقوق عمال السكك الحديد.

ويقوم المهرجان بتسليط الضوء على إبداعات المخرج السينمائي الفرنسي المعاصر فرانسوا فوجيل، من خلال عرض مجموعة منتقاة تضم 16 من أروع الأفلام القصيرة التي أخرجها.

يشتهر فوجيل عالميا بأفلامه الفريدة التي تمزج بين أساليب صناعة السينما التقليدية والوسائط الرقمية المعاصرة، ويعد مصورا رقميا لامعا بقدر ما هو مخرج سينمائي، حيث يتميز ببراعته في استخدام المساحات المكعبة، والمناهج ثلاثية الأبعاد، والعناصر حرة الحركة.

وتتضمن قائمة أفلام فوجيل التي سيتم عرضها «بعد المطر»، و«مطبخ»، و«لعبة الكلمات، والرسوم»، و«سلطعونات»، و«دوار»، و»لعبة القطط الثلاث الصغيرة»، و«جاهزة»، «حياة نهاية»، و«شارع فرانسيس»، و«سقف اصطناعي»، و«قطاف»، و«دجاجة جيرار»، و«خشخشة الخنافس»، و«منطقة سعيدة»، و«قيلولة تحت أشجار جوز الهند»، و«سيرك مدهش حقا»، و«إحماء».


شخصيات بارزة في لجان التحكيم

لجان التحكيم تضم نخبة من الخبراء السينمائيين والمثقفين، ستقوم باختيار الأفلام الفائزة في المسابقة الرسمية ومسابقة الطلبة، إضافة إلى مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة ضمن المهرجان.

ويترأس لجنة التحكيم المخرج المغربي المعروف جيلالي فرحاتي، وتضم اللجنة: المخرج والناقد السينمائي السعودي محمد الظاهري، والممثل الإماراتي إبراهيم سالم، والمخرجة اليمنية خديجة السلامي، والمدير الفني لـ «مهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي «ماثيو داراس. أما لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة فتضم الكاتبة القطرية وداد الكواري؛ والكاتبة السعودية بدرية عبدالله البشر؛ والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب.

وستعمل لجنة التحكيم على اختيار الأعمال الفائزة في فئات الأفلام الروائية الطويلة، والوثائقية، والقصيرة، ضمن المسابقة الرسمية، إضافة إلى الأفلام الوثائقية والقصيرة في مسابقة الطلبة. وستقدَّم أيضا جائزة لجنة التحكيم الخاصة في كلا الفئتين. كما ستعمل لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة، التي تضم ثلاثة من أبرز الكتّاب في المنطقة، على تقييم سيناريوهات الأفلام الإماراتية القصيرة المشاركة، ومنح جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية 120 ألف درهم لسيناريوهات الأفلام المتميزة التي قام بكتابتها مواطنون من الإمارات. وستصل القيمة الإجمالية لجوائز المهرجان إلى 485 ألف درهم، سيتم توزيعها ضمن المسابقة الرسمية ومسابقة الطلبة.

العدد 2773 - الجمعة 09 أبريل 2010م الموافق 24 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً