العدد 634 - الإثنين 31 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الثاني 1425هـ

سحب رخص وإيقاف وغرامات لبعض مقاولي الحج

العمران: ضرورة وضع نظام واضح للعقوبات

أوصى التقرير السنوي الذي رفعته بعثة الحج البحرينية إلى المجلس الأعلى للحج بسحب رخص بعض مقاولي الحج وإيقاف البعض الآخر لمدة عام وفرض غرامات، إضافة إلى إنذار جميع المقاولين المخالفين والتي رُفعت عنها تقارير من قبل اللجان الطبية والإدارية. وبحسب رئيس بعثة الحج البحرينية الشيخ عدنان القطان، فإن القرار سيكون بيد المجلس الأعلى الذي سيعقد اجتماعه قريبا لمناقشة تقرير لجنة الحج واللجان الأخرى.

فيما طالب رئيس اللجنة الطبية في البعثة أحمد العمران، بوضع نظام واضح للعقوبات حتى يكون المقاول ملما بجميع الأمور المتعلقة بالحج ويعلم ما له وما عليه من واجبات، مؤكدا ضرورة التشديد على حملات الحج لحماية الحجاج من تكرار المخالفات التي حدثت في موسم الحج الأخير من قبل بعض المقاولين، مشيرا إلى وجود أكثر من 50 مقاولا للحج وذلك إثر فتح الباب إلى المقاولين الجدد.

ويترأس نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة المجلس الأعلى للحج والذي يضم سبع وزارات حكومية معنية بشئون الحج.


في تقرير يرفع إلى المجلس الأعلى للحج

سحب رخص بعض حملات الحج وغرامات للمقاولين المخالفين

الوسط - هاني الفردان

قال رئيس بعثة الحج البحرينية الشيخ عدنان القطان: إن تقرير البعثة للعام الماضي تضمن سحب رخص حملات بعض مقاولي الحج وتغريم بعضهم وإيقاف البعض الآخر لمدة عام، إضافة إلى إنذارات تمنح إلى المخالفين منهم. منوها بأن البعثة تسلمت تقارير اللجان الصحية التابعة إلى المفتشين الصحيين في وزارة الصحة واللجان الإدارية بشأن أوضاع بعثات الحج البحرينية للعام الماضي، وأكد القطان أن التقرير سيرفع إلى المجلس الأعلى للحج الذي يرأسه نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة ويضم سبع وزارات حكومية معنية بشئون الحج. موضحا أن القرار سيكون بيد المجلس الأعلى الذي سيعقد اجتماعه قريبا لمناقشة تقرير لجنة الحج واللجان الأخرى.

وأكد القطان ضرورة محاسبة المتجاوزين وذلك بعد اجتماع المفتشين الصحيين والإداريين وموافاة البعثة بتقاريرها التي سترفع إلى المجلس الأعلى للحج، وحتى الآن لم تتخذ البعثة أي قرارات بشأن توقيف بعض حملات الحج.

مشيرا إلى تجاوزات من بعض الحملات، وعبر عن أسفه للتجاوزات وتم تحذير المقاولين من تجاوز العدد المسموح به حتى لا يتسببوا في إرباك البعثة إذ جاء بعض الحجاج يشكون المقاولين بسبب زيادة الأعداد وعدم توفير السكن الملائم، كما أن الخيام التي خصصت للحجيج لم تستوعب الجميع في بعض الحملات ما أدى لنومهم على الأرض.

وتشير الاحصاءات الرسمية إلى أن عدد الحجاج هذا العام وصل إلى 12 ألفا وهو السقف الأعلى للاتفاق الذي أبرم بين وزارة الحج السعودية وبعثة الحج البحرينية والمتعلق بتحديد عدد الحجاج لهذا العام وأدى إلى خفض عددهم مقارنة بالعام الماضي إذ وصل إلى 13729 حاجا وأوضح الإحصاء أن الحملات الرسمية المسجلة لهذا العام وصلت إلى 50 حملة مقابل 48 حملة في العام الماضي.

ومع انتهاء موسم الحج بدأت تتضح الأمور بالنسبة إلى مدى صحة الاحصاءات الرسمية فقد شكك البعض في الإحصاء السابق الذي أشار إلى تراجع أعداد الحجاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي مؤكدين ان عدد حجاج هذا العام فاق الإحصاءات الرسمية بكثير. فالإحصاءات سجلت الأعداد الرسمية فقط إلا ان الكثير من الحملات قبلت حجاجا غير مرخص لهم ووصل عددهم في بعض الحملات إلى 900 حاج على رغم أن العدد الرسمي المحدد لكل حملة يتراوح بين 150 إلى 300 حاج تبعا لأقدمية الحملة وخبرتها في هذا المجال.

وقال علي ملا حسن (المرشد الديني لإحدى الحملات): إن بعض المقاولين عمد إلى تجاوز العدد المسموح من خلال نقل عدد كبير من الحجاج البحرينيين بعد دخولهم أراضي المملكة العربية السعودية من دون حصولهم على بطاقات الحج وتم نقلهم إلى الأراضي المقدسة ما سبب ازدحاما شديدا على الخدمات المقدمة.

بينما أكد رئيس اللجنة الطبية في بعثة الحج البحرينية أحمد العمران عدم تشكيل لجنة للتحقيق في الأسباب التي أدت لوفاة الحاج البحريني سيدهاشم سيدعبدالنبي (40 عاما من سكنة قرية بني جمرة) بعد أن أكد بعض الحجاج في الحملة نفسها تعرض الحملة لسوء تغذية وعدم تناولها 4 وجبات متتالية في موقف عرفة واعتمادها على البسكويت والفواكه فقط.

وقال العمران في حديث سابق: «بعد سماع خبر وفاة حاج بحريني راجعت الحملة نفسها وجمعت بعض المعلومات التي أكدت أنه مصاب بالسكلر ويوم عرفة كان مريضا ومصابا بارتفاع درجة الحرارة ونحن في العام الماضي كونا عيادة مصغرة في عرفة وفي هذا العام توسعت هذه العيادة واشتملت على ستة أسرة وبها أجهزة متطورة تتعامل مع الحالات الحرجة واضطرابات القلب ولكن للأسف هذا الحاج لم يؤت به إلى العيادة وكان يتحمل الألم حتى خروجه من عرفات وبعد أن ساءت حالته أخذ إلى أحد المستشفيات».

وأضاف: «أنا شخصيا لا استطيع أن اذكر أسباب الوفاة، وما يحز في نفسي أنه كانت لنا عيادة في عرفات واستقبلت المرضى ولكن هذا المريض لا أعلم لماذا لم يؤت به لنا على رغم توسطنا الحجاج البحرينيين».

ورأى العمران ضرورة أن يكون هناك تشديد على حملات الحج لحماية الحجاج لأن المخالفات تكررت كثيرا في موسم الحج الأخير والتي كانت بشكل كبير من بعض المقاولين، مشيرا لوجود أكثر من 50 مقاول حج بعد أن تم فتح الباب للمقاولين الجدد.

وقال العمران: «لابد من التشديد في التقييم وإصدار عقوبات رادعة من سحب رخص وإيقافها ولفت نظر وإنذارات، والمحافظة على الحد الأدنى من الجودة في الخدمات المقدمة من المقاولين للحجيج وعدم قبول أي شيء أدنى من ذلك»، مشيرا لضرورة وجود نظام واضح لهذه الأمور حتى يكون المقاول ملم بجميع الأمور المتعلقة بالحج ويعلم بما له وما عليه من واجبات.

وأضاف أن اللجنة الطبية رفعت تقريرها المفصل إلى البعثة الرسمية بعد ثلاثة أسابيع من موسم الحج إذ شمل عددا من الملاحظات من أهمها ان بعض الحملات غير المصرح لها ذهبت إلى الحج وإن التجاوز واضح في العدد المسموح به من قبل بعض الحملات ووضح ذلك في منى عندما سكن الحجاج الخيام، وتمت مناقشة ذلك مع رئيس بعثة الحج الشيخ عدنان القطان لاتخاذ موقف من ذلك.

وقد تحفظ عدد كبير من الحجاج في حديثهم مع «الوسط» على «أسلوب تعامل بعض حملات الحج مع الحجاج هناك، إذ تتبخر كل الوعود الجميلة، ومعسول الكلام الذي ردده على مسامعهم موظفو الحملات عند توقيع العقود، التي لا يصدق من بنودها سوى بند سفر حاج، ومن ثم إعادته إلى أهله إن لم ينته أجله هناك». وقال أحد الحجاج: إن «كل ما تشهده في أرض الواقع مغاير تماما لما يطبع على الورق، فلا التزام بتسكين الحاج في المساكن المتفق عليها ولا تقيد بعدد الأفراد في الغرفة الواحدة ولا واعظ جيد ولا طبيب يرافق الحملة، وعليه لا يملك الحاج سوى الامتعاض والغيظ وكبت غضبه وإقناع نفسه بأنه جاء ليحج إلى بيت الله، وبالتالي لا بأس بمزيد من المعاناة وتجرع المر على يد مقاول الحج، فلذلك أجر وثواب... إذا فليس هناك أفضل من الصفح والتسامح ولا داعي لشكاية المقاول لدى بعثة الحج الرسمية التي يحرص موظفوها على المرور على الحجاج للاستفسار شفهيا عن أحوالهم ومدى رضاهم عن أداء الحملة والخدمة التي توفرها لهم»

العدد 634 - الإثنين 31 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً