العدد 649 - الثلثاء 15 يونيو 2004م الموافق 26 ربيع الثاني 1425هـ

«موسم التخفيضات»... رحلة بحث المستهلك عن «خريطة الطريق»

هل من مؤشرات على عرس تجاري؟

جميل أن تتسوق في موسم التخفيضات، ولكن الأجمل أن تحصل على مادة استهلاكية تمتاز بالجودة، هذا ما قاله سعد محمد الذي حاورناه عندما كان متجولا في سوق المنامة القديم بصحبة أسرته للاستفادة من العروض الترويجية المقدمة في موسم التخفيضات لهذا العام والذي دشنته غرفة تجارة وصناعة البحرين في مايو/ أيار الماضي وتستمر فعالياته حتى يونيو/حزيران الجاري.

«الوسط» تنقلت في الأسواق والمجمعات التجارية، ورصدت مستوى الحركة التجارية خلال هذا الموسم وتفاعل المواطنين معها وسط حال من الكساد شهدتها الأسواق منذ اشهر لنخرج بهذه المحصلة:

تمايز أم تميّز؟

الانطلاقة كانت مع هيفاء كاظم (موظفة في القطاع الخاص) التي اثنت على موسم التخفيضات قائلة: «في الحقيقة يحظى موسم التخفيضات بقدر عال من الأهمية سواء بالنسبة لي أو حتى لبقية أفراد الأسرة، فنحن نستغل فرصة هذا الموسم سنويا لشراء المستلزمات المنزلية وخصوصا الأجهزة الالكترونية (...)، وأرى أن موسم التخفيضات في هذا العام شهد تغيرا ملموسا على صعيد الأسعار أو في طريقة العرض».

ويؤكد هشام عبدالقادر تناسب الأسعار مع قدرة المواطن الشرائية، فـ «أسعار الملابس والإكسسوارات تبدو مناسبة للمستهلك العادي، أما أسعار الأجهزة الالكترونية فهي مرتفعة الثمن».

ولكن حسين جعفر (فني علاقات عامة بإحدى الوزارات) يحمل رأيا مغايرا، مؤكدا أن الأسعار ثابتة ولم يشبها تغير وبالتالي: «ليس هناك ثمة فرق بين موسم التخفيضات وأية فترة أخرى من العام مادامت الأسعار لم تتغير!»، مقترحا على الجهات المعنية بوزارة التجارة القيام بالإشراف على موسم التخفيضات.

تكثيف العروض في المجمعات

وبدورها أكدت دعاء القصير (مدرسة بوزارة التربية والتعليم) ضرورة تكثيف العروض والتخفيضات خلال فترة الصيف داخل المجمعات التجارية التي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين وخصوصا من فئات الشباب، بسبب حرارة الجو والمشقة التي يواجهها الناس في الذهاب إلى الأسواق.

فيما قال عبدالله الفائز من المملكة العربية السعودية: «أحرص سنويا على زيارة مملكة البحرين خلال موسم التخفيضات لنتجول في المجمعات التجارية والأسواق مع العائلة لشراء ما نحتاجه من أغراض ولوازم منزلية، ونحرص كذلك على جودة السلعة المعروضة بجانب سعرها».

ويقول نايف سعود (مواطن سعودي): «تتزامن فترة التخفيضات في أسواق البحرين مع انتهاء العام الدراسي للأبناء، وبالتالي تكون هذه فرصة مناسبة لزيارة مملكة البحرين الشقيقة مع العائلة لشراء الهدايا لهم، والتمتع بالعروض التي تقدمها المطاعم والمحلات التجارية».

وعن الأسعار يوضح سعود «بحكم عدم وجودي قبل فترة التخفيضات لا أستطيع أن أقارن بين الأسعار، ولكن بشكل عام الأسعار مناسبة وهي في متناول الجميع».

تسويق للقديم ليس إلا...

ومن جانبه يقول يوسف حسن (مهندس مدني): «في الواقع ان بعض المحلات التجارية لا تقوم إلا بعرض البضائع القديمة الموجودة لديها منذ فترة، وتحجب البضائع الجديدة التي كانت معروضة قبل فترة التخفيضات».

ويتفق معه جاسم أحمد الذي يعمل موظفا في شركة للتصميم في ان البضائع المعروضة في المحلات التجارية خلال هذا الموسم هي في غالبيتها بضائع قديمة موجودة في المخازن، وقد عفا الزمن على قسمها الأكبر لتقوم المحلات بعرضها للتخلص منها خلال هذه الفترة، مستفيدة من إقبال المواطنين البحرينيين والخليجيين أيضا.

وفي الموضوع ذاته يدافع عبدالله شمس عن المحلات التجارية قائلا: «لاشك أن البضائع التي تعرضها المحلات التجارية في موسم التخفيضات هي من البضائع الموجودة في مخازنها، وعند الحديث عن هذا الموضوع لابد أن نكون واقعيين، فالبضائع الموجودة في المخازن ماذا يفعل بها التاجر، هل يتخلص منها بإلقائها في الشارع، أو يكدسها في المخازن حتى تصبح غير صالحة للاستعمال؟»، موضحا أن الحل الوحيد أمام التجار «هو عرضها خلال فترة التخفيضات التي تتوافد فيها أعداد كبيرة من المستهلكين على الأسواق، وبالتالي يكون هذا السبيل الوحيد للتخلص منها».

البحث عن استراتيجية

ولكن زميله إبراهيم علي (صاحب متجر) لا يشاطره الرأي ذاته، ويقترح على المؤسسات المعنية تنظيم هذا الموسم، و «على وزارة التجارة تحديدا أن تقوم بوضع استراتيجية ولتكن خمسية مثلا لموسم التخفيضات والمواسم التجارية الأخرى، فلدينا الآن أكثر من تجربة لم يكتب لها النجاح بدءا من فعاليات صيف البحرين في العام 2002، وليس انتهاء بفورمولا المنامة (...) ونحن نتمنى بكل قلوبنا أن يأخذ المشرفون على القطاع الاقتصادي هذه الملاحظات في الاعتبار ليتم تجنبها في فعاليات صيف البحرين 2004م الذي سينظم بمشاركة دولية».

ويختتم علي حديثه بالقول «نحن مطالبون بتحديد احتياجاتنا واولوياتنا وعلينا البحث عن إطار تنظيمي جديد، وخصوصا بعد اهتزاز علاقة غالبية التجار مع غرفة تجارة وصناعة البحرين، الأمر الذي يفرض علينا كأصحاب محلات تجارية التنسيق فيما بيننا عبر آلية أخرى».

وللغرفة رأي أيضا

نقلت «الوسط» شكوى المواطنين بخصوص عرض البضائع القديمة خلال موسم التخفيضات إلى المدير العام بالوكالة بغرفة تجارة وصناعة البحرين عبدالرحيم نقي، الذي أوضح قائلا: «مفهوم التخفيض هو التخلص من البضائع القديمة الموجودة في المخازن، شريطة أن تكون صالحة للاستعمال، وألا تكون تالفة».

ويضيف نقي «في حال وجود أية مخالفة ضد المحلات التجارية، نرجو من الجمهور التعاون مع الغرفة وإبلاغها عن ذلك لتقوم بالإجراءات اللازمة. يذكر أن نحو 414 محلا تجاريا قد شاركت في فعاليات هذا الموسم»

العدد 649 - الثلثاء 15 يونيو 2004م الموافق 26 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً