§ نقل عن الرئيس السويسري ووزير المالية قوله أمس الأول (السبت)، إن سويسرا قد تضطر إلى تقديم بعض التنا
01 مارس 2009
وأضاف ميرز «ربما نضطر لتقديم تنازلات في بعض الحالات أو غيرها»، موضحا أنه إذا لم يحدث هذا فقد تفرض عقوبات على البنوك السويسرية وقد تدرج البلاد على القائمة السوداء لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية للدول التي تعتبر ملاذا آمنا للتهرب من الضرائب.
وتعرضت الحكومة السويسرية أخيرا لانتقادات شديدة بعد أن سمحت لبنك يونيون السويسري بكشف هوية نحو 300 من زبائنه الأميركيين لتجنب مواجهة اتهامات جنائية.
وقال واضعو قواعد تنظيمية سويسريون، إن هذه الاتهامات كان من شأنها أن تعرض وجود البنك للخطر وتضر بالاقتصاد.
الوسط - المحرر الاقتصادي
يشير تقرير جديد نشر أمس (الأحد) من قبل «باركليز ويلث» ووحدة «إيكونوميست» للمعلومات تحت عنوان «الشركات العائلية: في أيدٍ آمنة؟» إلى أن خصائص نموذج الشركات العائلية يخولها للصمود خلال الانكماش الاقتصادي.
ويشكِّل الجمع ما بين الاستقرار والمرونة هيكلا يسمح للشركات العائلية بتبني رؤية استراتيجية طويلة المدى على صعيد البيئة الاقتصادية والتنافسية؛ ما يعطي الشركات العائلية قدرة أكبر على التحمُّل في فترة الانكماش الاقتصادي.
ويصنف أفراد الشركات العائلية، عند تحديد الحوافز المهمة لتأسيس والحفاظ على الثروة، «تحصيل مدخول منتظم» ضمن أهم الأولويات؛ إذ صنفه 64 في المئة منهم كمهم أو مهم جدا. بينما تبنى هذا الرأي 53 في المئة فقط من الأفراد الذين لا ينتمون إلى شركات عائلية؛ ما يظهر أولويات بمدى أقصر.
نقاط القوة في نموذج الشركات العائلية
وتشكل الشركات العائلية ركنا أساسيا في الاقتصاد العالمي، وعلى رغم وجهات النظر الشائعة التي تربطها بسمات الخلل والمشكلات الهيكلية، تبقى الشركات العائلية نموذجا صلبا يساهم في دفع عجلة الاقتصاد العالمي بالإجمال. وتعدُّ علاقاتها الوطيدة بالمجتمع، وتوجهاتها بعيدة المدى، بالإضافة إلى المرونة في اتخاذ القرارات، خصائص مفصلية جعلت من الشركات العائلية جزءا محوريا في الاقتصاد العالمي.
وفي هذا الإطار، قالت المدير العام لـ «باركليز ويلث» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سهى نشأت: «بناء على ذلك، يجب تفحص الشركات العائلية واستراتيجياتها طويلة المدى لاستكشاف استمراريتها وقدرتها على النمو في ظل هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة. وقد يكون التعلم من تجارب الشركات العائلية مجديا في هذا الوقت غير المسبوق وقد تتمكن الشركات غير العائلية من تبني بعض البصائر الاستراتيجية من هذا النمودج الأكثر ثباتا».
ويؤدي المنظور بعيد المدى إلى توخي الشركات العائلية الحذر في مراحل الانتعاش والانكماش الاقتصادي على السواء. فهي أقل عرضة من الشركات المدرجة للمجازفة في استراتيجيات النمو السريع لإرضاء المستثمرين في فترة انتعاش اقتصادي، كما أشار بعض الأكاديميين إلى إمكانية أكبر للشركات العائلية بالإستثمار خلال مراحل الانكماش؛ ما يعطيهم أفضلية مستمرة على الشركات غير العائلية التي تشهد تأرجحا أكبر في الأداء والاستثمار.
إضافة إلى ذلك، يلعب موضع الشركات العائلية في مجتمعها دورا محوريا في تطورها، والشركات الخيرية هي خير مثال على ذلك. ويظهر الاستبيان أن هناك احتمالا أكبر لأفراد الشركات العائلية مقارنة بباقي الأثرياء باعتبار مساعدة الآخرين، والمساهمة في صحة مجتمعاتهم، بالإضافة إلى رفع منزلتهم الاجتماعية، حوافز رئيسية للمحافظة على ثروتهم وزيادتها. وتظهر الشركات الخيرية، في العالم العربي خصوصا، أصالة عميقة؛ إذ تدعم العديد من العائلات شركات تقام لمصلحة المحرومين، وقد بدأت هذه العائلات في وضع إطار رسمي لشركاتها الخيرية من خلال تطوير خططها الاستراتيجية، والبرامج، والتمويل، وسبل الاستمرارية.
وأضافت نشأت « تظهر نتائج تقرير (باركليز ويلث) أن أكثر من نصف ممثلي الشركات العائلية يولون أهمية لمساعدة الآخرين من خلال ثروتهم مقابل 39 في المئة لباقي المشاركين في الاستبيان، والفرق بين الشريحتين مماثل على صعيد الاهتمام بالمكانة الاجتماعية. وتعكس هذه النتائج الرؤية الشائعة بأن للشركات العائلية علاقات متماسكة بالمجتمع، وحوافز أشمل لبدء شركاتهم من مجرد السعي المادي».
وتضمَّن التقرير أيضا الظواهر التي اعتبرها أفراد الشركات العائلية كأهم حسنات النموذج. واحتلت شبكة الدعم المتينة من أفراد العائلة (48 في المئة) المرتبة الأولى؛ تلتها القيم والروح المشتركة (39 في المئة)، ثم القدرة على التفكير للمدى الطويل (38 في المئة)، والقدرة على اتخاذ القرارات بسرعة (37 في المئة).
وتؤثر القيم المشتركة بين أفراد العائلة على توجه وفعالية العمل العائلي، والتي بدورها تؤثر على الأهداف المشتركة. ويشير الاستبيان إلى أهمية الأهداف الواضحة والمشتركة بين أفراد العائلة؛ إذ رجحها 44 في المئة من المشاركين كخاصة رئيسية للنجاح. ويجب أن تترجم القيم والروح المشتركة إلى أهداف واضحة ومشتركة أيضا بين أفراد العائلة. وتتجسد أهمية هذا الموضوع بالذات نظرا إلى إمكانية حصول تداخل بين الأهداف العملية وأهداف العائلة.
تعتبر مشكلات الخلافة والحوكمة الأكثر خطورة في الشركات العائلية. ويشير مشاركو الاستبيان إلى أن التخطيط للخلافة هو أهم صفات العمل العائلي الناجح. غير أنه في أوقات عديدة لا يتم التخطيط المبكر لانتقال العمل للجيل التالي، ما قد يؤدي إلى صراعات داخلية من الممكن تفاديها. ومن أجل مواجهة هذه التحديات، على الشركات العائلية أن تستخدم مختلف الوسائل المتوفراة لها، بما فيها زيادة الفصل بين الملكية والإدارة، واستخدام أوسع لإدارات خارجية والذي يساعد بدوره في حل مشكلات أخرى في الحوكمة.
ولكن بالإجمال، فإن أسلوب التنظيم والدعم هو الذي يعطي الشركات العائلية أفضليتها التنافسية على نظرائها في الشركات غير العائلية. وأضافت سهى نشأت «نظريا، تكمن إحدى فوائد الشركات العائلية في عدم وجود الحساسيات والسياسات الداخلية بالمقارنة مع المنظمات الضخمة؛ إذ يكافح الأفراد من أجل توزيع الموارد ورأس المال. وتسمح شبكة الدعم المتينة للعائلة بإعانة نفسها على المدى الأطول؛ إذ تدمج بين عمل المشاركين وغير المشاركين - الذين لا يلعبون دورا فاعلا - في مجموعة موحّدة».
العدد 2369 - الأحد 01 مارس 2009م الموافق 04 ربيع الاول 1430هـ