قصدوا «الوسط» من دون أن تقصدهم، حكايتهم أصبحت مألوفة في ربوع وزارة الصحة. تعالجوا في مجمع السلمانية ردحا طويلا من الزمن، أخذوا كل أصناف الأدوية، دخلوا على أكثر من طبيب، ولكن حالهم لم يتغير. يقول أحد موظفي الصحة: «الإشكال الوحيد هو أن وزارة الصحة لا توفر العلاج بالأنابيب، وهذا هو عائقنا الوحيد، فالعلاج مكلف جدا».
وأضاف: «دول الخليج توفر العلاج لمواطنيها. لقد بعثنا برسائل إلى الوزير السابق، وجاءنا الرد أن هناك أمراضا أهم، وهناك مرضى أحق بأن تبعثهم الوزارة للعلاج في الخارج. على رغم أن الدراسات تثبت أن مشكلة عدم الإنجاب، تؤثر تأثيرا سلبيا على المريض، إذ يشعر بأنه مختلف عن غيره، ناهيك عن سؤال الناس في كل مرة، هل أنت متوقف عن الإنجاب؟ لماذا لم تحاول أن تنجب طفلا؟ ألا يؤثر هذا في الإنسان، صحيح أن بعض الأمراض لا تحتمل التأجيل، ولكن يبقى عدم الإنجاب مرضا من أخطر الأمراض».
وقال آخر: «في العام 2000، خضعت لعملية التلقيح المجهري في المستشفى العسكري، ولكن لم تنجح العملية، لقد حاولنا ما في وسعنا ولكن لا يمكننا توفير كل هذه المبالغ. نحن نطلب من الوزارة مساعدتنا، ونطلب من المسئولين، وعلى رأسهم جلالة الملك حمد بن عيسى أن يمد لنا يد المساعدة، ونطلب أن يتم الإسراع في إدخال هذا النوع من العلاج في مستشفى السلمانية، لقد تابعت العلاج في المستشفى لمدة سنتين، ولكني لم أتمكن من رؤية أخصائي العلاج، وعندما أدخل على الطبيب المعالج - في كل مرة طبيب - يسألني عن حالي، وعن الأدوية التي استخدمها، وتعود الحكاية من البداية. وحتى الطبيب المختص الذي لم أره حتى الآن لن يتمكن من مساعدتي، لأنه مختص في المسالك البولية وليس العقم».
وأوضح موظف آخر «لقد تلقيت العلاج في الأردن، ووصف لي الطبيب إبرة وهي موجودة في مستشفى السلمانية، ولكن الطبيب لم يسمح بتوفيرها لي. لقد كلفني العلاج 7 آلاف دينار خلال 3 سنوات، ولم يعد بإمكاني المواصلة». وأوضحوا بأنهم خضعوا للعلاج مرات عدة في الأردن ولكن لم يكتب لهم النجاح، وعندما عجزوا عن الاقتراض، بقي أمامهم أمل وحيد وهو تدخل الوزارة، أو أحد المسئولين، مناشدين الوزيرة ندى حفاظ التدخل وإفساح المجال لهم ليجربوا نصيبهم عسى أن يكتب لهم النجاح، «نحن نطلب ولو إعانتنا بنصف الكلفة، نريد أن يتم إرشادنا إلى مكان نتلقى فيه العلاج».
وكانت «الوسط» نشرت موضوعا بالمطالبة بإنشاء مستشفى عام لعلاج العقم، وتلقت على إثره اتصالا من مسئول في «الصحة» يوضح أن هناك مساع حثيثة لافتتاح قسم علاج العقم، إذ أن هناك طبيب مختص ينتظر أن تزول بعض العقبات لافتتاح هذا القسم
العدد 674 - السبت 10 يوليو 2004م الموافق 22 جمادى الأولى 1425هـ