أفادت الإحصاءات التي أجرتها فيزا انترناشيونال أن حاملي بطاقة فيزا القادمين إلى منطقة الشرق الأوسط سجلوا معدلات نمو عالية في استخدام بطاقاتهم لتسديد قيمة مشترياتهم، في ظل التطورات التقنية التي تشهدها أسواق المنطقة وطرح الكثير من المنتجات التي يوفرها القطاع المالي فيها إضافة إلى ارتفاع عدد منافذ البيع التي تقبل البطاقات الإلكترونية بصفتها بديلا آمنا للتعاملات النقدية.

وذكرت تلك الإحصاءات أن حجم الإنفاق بواسطة بطاقات فيزا في المنطقة تجاوز المليار دولار في منافذ بيع التجزئة خلال الأشهر الستة المنتهية في 30 أبريل/ نيسان الماضي أي بزيادة قدرها 43 في المئة في عائدات باعة التجزئة عن الفترة ذاتها من العام السابق. وأوضحت أن عدد التعاملات التجارية ببطاقة فيزا تجاوز 36 مليونا ووصل إلى أعلى معدلاتها خلال شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الميلاد ورأس السنة وعيد الأضحى ومهرجان دبي للتسوق. وشهد شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 2003 أعلى معدل إنفاق إذ بلغ 185 مليون دولار.

وأفادت الكثير من الهيئات السياحية في منطقة الشرق الأوسط أن استخدام بطاقات الدفع الآلي من قبل المسافرين الدوليين يمثل أهم العوامل التي تسهم في نمو عائدات تجار التجزئة المحليين، مشيرة إلى العلاقة الوثيقة والمباشرة بين ارتفاع معدل استخدام البطاقات والنمو الاقتصادي الذي تشهده المنطقة عموما.

وقال مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي خالد بن سليم: «تشكل بطاقات الدفع الآلي جزءا مهما من البنية التحتية التي توفرها دبي لزوارها. ولا تقتصر أهمية توفير بيئة الدفع المناسبة والآمنة على ما تقدمه من فوائد للزوار والسائحين فحسب، بل إنها تمثل أحد أهم عوامل نجاح وازدهار مؤسسات تجارة التجزئة المحلية. وارتفاع مستوى الإقبال على استخدام البطاقات لتسديد قيمة المشتريات، هو انعكاس لمبادرات الحكومة الإلكترونية التي تهدف إلى تسهيل إنجاز التعاملات بكفاءة وسرعة كبيرتين».

من جهته قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية مروان خوري: «شهدت الفترة الماضية ارتفاعا في عدد القادمين سواء بغرض السياحة أو بهدف متابعة أعمالهم، الأمر الذي استوجب معه توفير حلول دفع إلكترونية لتسهيل إنجاز المعاملات التجارية. وبما أن استخدام البطاقات الإلكترونية يزداد انتشارا يوما بعد يوم، فإنه ينبغي على مؤسسات تجارة التجزئة العمل على تعزيز القيمة المضافة للمشتريات عبر حملات تشجيعية لحملة البطاقات وتقديم العروض الترويجية للعملاء وفاء لولائهم ولكسب رضاهم واستحسانهم».

وقال مدير عام فيزا انترناشيونال الشرق الأوسط كمران صديقي: «إن المنطقة تشهد تحولا ملحوظا نحو أتمتة قطاعات عدة، كما بدأت المؤسسات التجارية تدرك الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تحصل عليها بقبولها التعامل ببطاقات الدفع الإلكترونية. لقد شهدت فيزا خلال السنوات الأربع الماضية، نموا كبيرا في عدد المتاجر ومنافذ البيع التي تقبل التعامل بالبطاقة في منطقة الشرق الأوسط، إذ وصل إلى أكثر من 100 متجر حتى 31 مارس/ آذار الماضي». وأضاف صديقي: «لا تقتصر مساهمة التحول إلى أساليب الدفع الإلكتروني على زيادة حجم الودائع التي بدورها تتيح فرصة لمنح عدد أكبر من القروض التجارية فحسب، بل إن هذه التحول يسهم في إرساء معايير الشفافية والثقة التي تقود إلى تعزيز مستوى الكفاءة والأداء الاقتصادي». وأشار صديقي أيضا إلى أهمية الحلول الإلكترونية، وقال إنها تلعب دورا حيويا في نجاح فيزا إنترناشيونال لا سيما أن المنطقة تشهد نموا ملحوظا في عمليات الدفع الإلكترونية.

وأضاف «أن المحرك الأساسي لهذه المعاملات هو «فيزا نت»، الشبكة التي تستطيع أن تنجز 4 آلاف معاملة في الثانية على مستوى العالم، فقد أنجزت 35 مليار معاملة العام الماضي، كما تمكنت من إنجاز عدد من المعاملات في ساعة واحدة، يفوق ما تنجزه أسواق المال في العالم في يوم واحد»