قتل تسعة عراقيين أمس في هجومين منفصلين بالقنابل استهدف أحدهما موكب وزير العدل العراقي مالك دوهان الحسن في بغداد، والثاني مقر الحرس الوطني في المحمودية، على بعد 30 كيلومترا جنوب العاصمة.
ونجا الحسن - بأُعجوبة - من الهجوم الذي تعرضت له سيارته بسيارة ملغومة، أدى انفجارها إلى مقتل أربعة أشخاص. وزعم بيان نسب إلى جماعة يتزعمها أبومصعب الزرقاوي مسئوليتها عن الانفجار.
وأكدت مصادر الشرطة أن خمسة عراقيين قتلوا وأصيب نحو 28 آخرين في هجوم بسيارة ملغومة استهدف مقر الحرس الوطني في المحمودية.
وقالت الشرطة أيضا إن مسلحين قتلوا بالرصاص سائق شاحنة أردنيا في الرمادي ثم مثلوا بجثته، بينما قتل جندي أميركي قرب بيجي. واغتال مسلحون إمام وخطيب «مسجد أبوعبيدة» الشيخ عبدالصمد إسماعيل الأعظمي.
وقالت الشركة السعودية التي يعمل لديها الرهينة المصري إن خاطفيه سيفرجون عنه اليوم، في وقت غادر 11 جنديا فلبينيا العراق. فيما أعلنت تايلند أن انسحاب قواتها سيكتمل في 20 سبتمبر/ أيلول المقبل.
ودفع العنف شركات أجنبية عاملة في العراق إلى الانسحاب، إذ سحبت النرويج 155 مهندسا عسكريا، وأعلنت نيوزيلندا أنها ستسحب 60 مهندسا أيضا خلال الأسابيع المقبلة.
عواصم - عصام العامري، حسين دعسة، وكالات
أفادت المتحدثة باسم وزارة العدل العراقية بأن وزير العدل مالك دوهان الحسن باشر مهماته العادية في الوزارة بعد أن تعرض صباح أمس لمحاولة اغتيال فاشلة تبنتها مجموعة أبو مصعب الزرقاوي. في غضون ذلك، اختطف مسلحون في كركوك شخصين بتهمة العمالة للموساد الإسرائيلي، بينما سيفرج اليوم عن الرهينة المصري. وقتل أمس جندي أميركي قرب بيجي، في وقت قال فيه وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن تركة الرئيس جورج بوش ومساعديه تتوقف على النجاح في العراق.
وقالت أحلام الحمامي إن «وزير العدل باشر مهماته بشكل اعتيادي وهو بصحة جيدة ولم يتعرض إلى أية إصابات جراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها صباح أمس والتي استخدمت فيها سيارة ملغومة» وأضافت المتحدثة أن «ثلاثة أو أربعة من مرافقي الوزير قتلوا أثناء المحاولة التي تمت في مكان قريب من مسكنه في شارع الربيع غرب بغداد». وأصيب عدد من المدنيين العراقيين الذين صودف وجودهم في موقع الانفجار الذي أدى إلى احتراق عدد من السيارات. و ذكرت مصادر الشرطة العراقية إن ثلاث عبوات ناسفة انفجرت في مكان قريب من مكان انفجار السيارة المفخخة وفي تزامن معها وقد أدى انفجار إحداها إلى إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة كانوا يستقلون سيارة «بيك آب».
وانفجرت العبوة الناسفة الأخرى في المنطقة ذاتها بعد ساعة من انفجار العبوة الأولى من دون وقوع أضرار تذكر، أما العبوة الناسفة الثالثة فقد تم اكتشافها قبل انفجارها وقام خبراء المتفجرات في الشرطة العراقية بتفكيكها. وأعلنت جماعة الزرقاوي على موقع الكتروني خاص بها أمس مسئوليتها عن تنفيذ محاولة اغتيال الوزير.
على صعيد متصل، هز انفجار قوي ظهر أمس المنطقة الخضراء الحصينة وسط بغداد والتي تضم مباني الحكومة العراقية والسفارتين الأميركية والبريطانية فضلا عن قصر المؤتمرات. وشوهدت اعمدة دخان ابيض كثيف وهي تتصاعد من المنطقة التي تتعرض إلى هجمات شبه يومية بقذائف الهاون. وأعلن الجيش الأميركي مقتل جندي وإصابة آخر بجروح لدى تعرض قافلتهما لانفجار عبوة عند حافة طريق قرب بيجي شمال البلاد.
وفي مدينة المحمدية 30 كم جنوب بغداد انفجرت أمس سيارة مفخخة قرب قاعدة للحرس الوطني ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة اثني عشر آخرين بجروح. وقتل مسئول بالمؤتمر الوطني الذي يتزعمه احمد الجلبي وابنه اثر هجوم بالقذائف الصاروخية شنه مجهولون على منزله في سامراء ويدعى القتيل حامد صبري. كما اعتقلت القوات الأميركية احد ابرز قادة الحرس الجمهوري في النظام السابق اللواء سفيان الماهر مع أربعة أشخاص آخرين اثر عملية دهم ليلية لمنزله وسط مدينة تكريت. وقالت الشرطة إن مسلحين قتلوا بالرصاص سائق شاحنة أردنيا يدعى عيد ناصر في الرمادي ثم فقأوا عينيه، بينما ذكر بيان أميركي أن قوات الحرس الوطني العراقي سيطرت على مبنى يستخدمه أتباع الزعيم الديني السيدمقتدى الصدر في الديوانية.
وذكر شهود عيان أن عبوة ناسفة انفجرت على طريق غرب بغداد السريع أثناء مرور مركبة عسكرية أميركية ما أدى إلى جرح عدد من الجنود الذين كانوا يستقلونها. وفي كركوك اختطفت مجموعة مسلحة شخصين كرديين بتهمة العمالة والتعاون مع الموساد الإسرائيلي. وذكر مصدر أمني في الاتحاد الوطني الكردستاني أن عملية الاختطاف للشخصين - وهما اخوان - نفذتها مجموعة مسلحة من منظمة أنصار الإسلام تركوا بعد عملية الاختطاف رسالة تحذير لكل المتعاونين مع الموساد.
كما وقع هجوم على مركز للشرطة في الحويجة غرب المدينة أصيب فيه اثنان من أفراد الشرطة واثنان من المدنيين بجروح.
وأعلنت قوات الشرطة في كربلاء أنها ألقت القبض على عشرة أشخاص للاشتباه في تخطيطهم لشن هجمات في العراق. وصادرت الشرطة مبلغ 80 ألف دولار أميركي وجوازات سفر مزيفة عثرت عليها بحوزة المشتبه فيهم.
في غضون ذلك، اعتصم حوالي ألف عراقي خارج مركز الاحتجاز في مدينة «أم قصر العراقية» مطالبين بالإفراج عن أقاربهم المحتجزين بلا تهم محددة، في الوقت ذاته أعلن نائب المسئول عن شئون السجناء في العراق جيفري ميلر أن ستة ممثلين عن الحكومة العراقية سيشاركون في جلسات مجلس يضم ثلاثة ممثلين عن قوات التحالف ويقوم حاليا بمراجعة أوضاع السجناء توطئة للإفراج عنهم. على صعيد آخر، قال باول أمس ان تركة الرئيس جورج بوش تتوقف على التغلب على التمرد في العراق وإقامة ديمقراطية هناك.
وأضاف «اعتقد أن سمعة الرئيس تعتمد بالتأكيد على ذلك، مثل سمعتي، ومثل سمعة كل رفاقي هنا في الحكومة». وأوضح «العراق هو النقطة المركزية فيما يتعلق بميراثنا». واعترف الدبلوماسي الأميركي الأول بأن بناء ديمقراطية في العراق ووقف هجمات المتمردين ستكون مهمة صعبة. من جانبه، قال السفير الأميركي في العراق جون نيغروبونتي أمس إن العفو الذي سيمنح للعراقيين الذين ارتكبوا جرائم بسيطة سيساهم في توحيد البلاد، لكن هذا العفو لن يشمل من ينفذون هجمات ضد جنود أجانب.
وفي ملف الرهائن، قالت الشركة السعودية التي يعمل لديها الرهينة المصري في العراق إنها تلقت اتصالا هاتفيا من خاطفيه يخطرونها بأنهم سيفرج عنه اليوم.
وناشدت رئيسة الفلبين غلوريا أرويو الشعب أمس الصلاة من أجل إطلاق الرهينة الفلبيني في العراق في وقت بدأت القوات الفلبينية الانسحاب نزولا على مطالب الخاطفين. وفيما يتعلق بمحاكمة صدام، أعلن القاضي الذي مثل أمامه أخيرا، رائد جوحي أن المحكمة الخاصة تلقت أطنانا من الوثائق والمستندات قدمها مواطنون عراقيون التي تدين صدام وأعوانه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. من جانبه، استبعد القاضي استدعاء زوجة صدام الأولى ساجدة خير الله أمام المحكمة للتحقيق معها.
وأفادت تقارير في العاصمة الأردنية عمان إن ابنة صدام، رغد أبدت استياءها من المعلومات التي جرى تداولها وتحدثت عن قرب ترشحها لمنصب رئيس العراق من قبل حزب البعث ومن فصائل عراقية وطالبت بعدم زج اسمها في قضايا سياسية. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «العرب اليوم» الأردنية أمس أن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي سيطلب إلغاء دين بلاده خلال جولته على عدد من الدول العربية الأسبوع المقبل. وأعربت هولندا عن استعدادها لشطب جزء من ديون العراق.
كركوك - أ ش أ
تقرر افتتاح مكتب تنسيق تابع للحكومة الإيرانية في مدينة السليمانية شمالي العراق. وكشفت مصادر كردية أن هذا المكتب الذي سيتم افتتاحه خلال أيام سيكون له وضع مشابه لوضع القنصلية، مشيرة إلى أنه ستكون له صلاحيات أكبر من صلاحياتها، كما أنه سيكون على اتصال مباشر بالخارجية الإيرانية.
وسيتولى المكتب استخراج تأشيرات السفر للمواطنين المتجهين إلى إيران.
من جهة أخرى، عادت إلى مدينة كركوك خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط خمسمائة عائلة كردية من العائلات التي نزحت في عهد صدام حسين في إطار عمليات إعادة التوطين الجارية إلى المدينة. وصرح مصدر مسئول في مكتب النازحين والتعويضات في كركوك أمس أنه من المنتظر أن تعود خلال أيام ثلاثمئة عائلة كردية أخرى إلى المدينة
العدد 681 - السبت 17 يوليو 2004م الموافق 29 جمادى الأولى 1425هـ
