رفض رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع سحب استقالته اثر لقائه أمس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلا انه مازال يواصل أداء مهمات منصبه كما أفاد وزراء فلسطينيون، بينما حثت الفصائل الفلسطينية عرفات على تشكيل قيادة موحدة لإنهاء الفوضى الأمنية. في غضون ذلك، قال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشين بيت» إن يهودا متشددين يتمنون موت رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. ميدانيا، أصيب خمسة عشر واعتقل اثنا عشر آخرون خلال مواجهات في جنين.
وقال الوزير بلا حقيبة قدورة فارس عقب انتهاء الاجتماع بين عرفات وقريع «لقد وافق أبوعلاء على الاستمرار في عمله في حكومة تسيير أعمال، وذلك يعني انه لم يسحب استقالته». ومن جانبه قال وزير الاتصالات عزام الأحمد عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء أن «أبوعلاء وافق على الاستمرار في عمله».
في المقابل أكد مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبوردينة ان عرفات قرر خلال اجتماع مجلس الوزراء «رفض استقالة قريع وجدد ثقته به وعلى ذلك فان الاستقالة رسميا مرفوضة وسيبقى على رأس عمله». وأضاف أبوردينة «أن الوضع انتهى اليوم والتعديل الوزاري من حق أبوعلاء وله الحق بإجراء أي تعديل أو إضافة وليس لعرفات أي اعتراض على ذلك والحكومة الحالية حكومة اعتيادية تقوم بمهماتها بعدما أعلن الرئيس رفضها رسميا». وبعد انتهاء الاجتماع الحكومي خرج قريع من بوابة خلفية بعيدا عن أعين الصحافيين.
من جانبها، حثت 13 من الفصائل الإسلامية والوطنية الفلسطينية عرفات أمس على تشكيل قيادة وطنية موحدة لإنهاء الفوضى الأمنية الجارية. وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» وعضو المجلس التشريعي عباس زكي أن القيادة الفلسطينية عاكفة حاليا على دراسة منح قريع صلاحيات واسعة. واعتبر زكي أن ما يجري حاليا في غزة عبارة عن فلتان امني وصراع بين مراكز قوى أمنية.
على صعيد متصل، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي زار الأردن أمس إن رسالة الاتحاد الأوروبي إلى عرفات هي ضرورة منح رئيس وزرائه سلطات كاملة. إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز خلال اجتماع له مع الصحافيين المعتمدين في الكنيست «لقد ارتكبنا غلطة تاريخية بعدم طرد عرفات».
وذكرت صحيفة «هآرتس» في موقعها على الإنترنت أن موفاز شدد على موقفه القديم بأنه كان على «إسرائيل» إرغام عرفات على مغادرة الأراضي الفلسطينية وإفساح المجال أمام قيادة فلسطينية جديدة.
على صعيد آخر، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن قائد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت» آفي ديشتر قوله إن مجموعة مؤلفة من 150 إلى 200 يهودي متشدد «يتمنون الموت» لشارون. وقال ديشتر أمام لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي ان غالبية هؤلاء المتطرفين هم مستوطنون في الضفة. وقال النائب العضو في اللجنة ران كوهين، للإذاعة إن «هناك عشرات الأشخاص يدعمهم نحو 150 آخرين، يريدون الموت لرئيس الوزراء، وتحديدا اغتياله».
في غضون ذلك، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس أمرا احترازيا أمرت فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقف تنفيذ جريمة هدم بيوت ومشاغل خياطة في برطعة الشرقية. يشار إلى أن جيش الاحتلال كان باشر بهدم بيوت على رغم علمه أن التماسا إلى المحكمة تم تقديمه. وفرض الجيش الاسرئيلي أمس حكما بالسجن لمدة 35 يوما على طبيب عسكري رفض الخدمة في قطاع غزة.
وحاولت الحكومة الإسرائيلية أمس التقليل من خطورة الأزمة التي أثارها النداء الذي وجهه شارون إلى يهود فرنسا للهجرة إلى الدولة العبرية. وقال المتحدث باسم الحكومة افي بازنر «ليست هناك أزمة بين البلدين بل سوء تفاهم ثقافي يجب السعي لإزالته بالتفكير مليا»، بينما أعلنت رئيسة الحكومة النيوزيلندية هيلين كلارك أن السلطات النيوزيلندية تبحث عن إسرائيلي ثالث في إطار قضية تجسس أدت إلى توتر في العلاقات بين البلدين.
وفي نيويورك، يفترض أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس على مشروع قرار يدعو «إسرائيل» إلى الالتزام برأي محكمة العدل الدولية الذي يطالبها بإزالة جزء من «الجدار الفاصل» في الضفة.
ميدانيا، أصيب خمسة عشر فلسطينيا بجروح خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية برطعة الشرقية في جنين خلال هدمها لعشرين محلا تجاريا واعتقلت اثني عشر شابا فلسطينيا. وأصابت مروحيات إسرائيلية فلسطينيين اثنين في هجوم صاروخي على منزل ناشط فلسطيني في غزة، بينما انفجرت شحنة ناسفة لدى مرور وحدة إسرائيلية في قطاع بيت حانون ولم تسفر عن إصابات، وأعلنت كتائب «القسام» مسئوليتها عن ذلك
العدد 684 - الثلثاء 20 يوليو 2004م الموافق 02 جمادى الآخرة 1425هـ