كان بطل العالم البريطاني جنسون باتون يشعر ببعض القلق قبل انضمامه لفريق ماكلارين الذي يضم مواطنه لويس هاميلتون قبل انطلاق هذا الموسم من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا1 ولكنه الآن يشعر بأنه لديه فرصة حقيقية للدفاع عن لقبه بالبطولة مع فريقه البريطاني الجديد. وأوضح باتون (30 عاما) في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) على هامش سباق الجائزة الكبرى الصيني الذي سينطلق يوم الأحد المقبل أن السباقات الثلاثة الأولى بموسم 2010 أثبتت أن فرصه في ماكلارين متعادلة مع زميله هاميلتون بطل العالم العام 2008.
وصرح باتون في المقابلة التي أجرتها معه (د ب أ) عبر البريد الإلكتروني قائلا: «من أول الأشياء التي سألت عنها، حتى قبل انضمامي للفريق رسميا، هي ما إذا كان هذا فريق لويس». وأضاف «وقد تلقيت إجابة شافية تماما بأن ماكلارين ليس فريق لويس وأنه أيضا فريق يؤمن تماما بتقديم فرص متكافئة لسائقيه من دون تفضيل أحدهم على الآخر. كان هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لي، وكل ما رأيته هنا بعدها أكد صحة ما سمعته من الفريق».
وانضم باتون لصفوف ماكلارين قادما من فريق براون (الذي يحمل اسم مرسيدس حاليا) بعدما أحرز لقب بطولة العالم على مستوى السائقين في 2009، وكان هذا هو أول انتقال كبير لباتون منذ أن ترك فريق بينيتون العام 2002 للانضمام إلى فريق بار. وتحول فريق بار بعدها إلى هوندا قبل أن يتكون براون في بداية العام 2009 من بقايا فريق هوندا نفسه. وتساءل البعض ما إذا كان باتون سيصمد في الفريق الذي لم يطق بطل العالم لعامين متتاليين آنذاك الإسباني فيرناندو ألونسو البقاء فيه أكثر من موسم محبط واحد في العام 2007 مدعيا أن هاميلتون، الذي يحظى بحماية رئيس الفريق رون دينيس منذ وقت طويل، كان يتلقى معاملة مميزة عنه. ولكن حتى الآن كان باتون هو صاحب الإنجاز الأكبر لماكلارين هذا الموسم بعد فوزه بلقب سباق الجائزة الكبرى الأسترالي في ملبورن ولكنه أنهى سباقات 2010 الأخرى حتى الآن في مراكز أقل ليحتل المركز الرابع بالترتيب العام للسائقين برصيد 35 نقطة بفارق أربع نقاط خلف سائق فريق فيراري البرازيلي فيليبي ماسا ومتصدر الترتيب العام حاليا، بينما جمع هاميلتون 31 نقطة بهذا الموسم.
وقال باتون: «لم يخلق فوزي في أستراليا اختلافا كبيرا حقيقة لأنني كنت أعرف منذ البداية أن الفريق سيوفر لي فرصة متكافئة، ولأنني لم أكن أقاتل من أجل تثبيت أقدامي بالفريق عن طريق هذا الفوز». وأضاف «أعتقد أنكم إذا سألتم لويس هاميلتون ما إذا كان فريق فودافون ماكلارين مرسيدس بمثابة فريقه الخاص سيرد بالإجابة نفسها».
ومع ذلك فقد كان للفوز بلقب سباق ملبورن، وهو الفوز الثامن لباتون بمشواره مع فورمولا1، مذاق خاص. إذ قال حامل اللقب البريطاني: «كان فوزا بالغ الأهمية بالنسبة لي كما أنه كان عاطفيا للغاية، لم يكن الفوز وحده مرضيا بالنسبة لي فقد أثبت السباق تمتعه بأهمية كبيرة سواء بالنسبة للموسم أو لمشواري الرياضي ككل». وأضاف «بعد قضاء سبعة مواسم مع فريقي السابق فقد كان سبب انتقالي إلى ماكلارين هو تحدي نفسي ودفع نفسي إلى مستويات أعلى وأعتقد أن الفوز في ملبورن ترجم هذا الأمر إلى حقيقة. آمل أن يثبت هذا الفوز أنني اتخذت القرار الصحيح بانتقالي إلى ماكلارين».
وأبدى باتون فخره الشديد لكونه جزءا من فريق ينافس بهذه الرياضة منذ أربعين عاما معربا عن أمله في تحقيق إنجاز تاريخي بأن يكون أول سائق بريطاني يحرز لقب بطولة العالم لفورمولا1 في عامين متتاليين. وقال باتون: «لاشك في أنني أتطلع للحفاظ على لقبي، لكم أحب أن أكون أول سائق بريطاني ينجح في تحقيق ذلك، وقد أثبتت السباقات الثلاثة الأولى بالموسم أن هذا الأمر ممكنا مما يعتبر بشرة خير بالنسبة لي». وأضاف «أعتقد أن أي سائق من فرق ماكلارين أو مرسيدس أو ريد بول أو فيراري يمتلك فرصة جيدة للفوز ببطولة العالم ولكن الوقت مازال مبكرا للغاية على أن نحدد سائقا بعينه ليكون المرشح الأقوى للفوز.
ويوجد العديد من الفرق الجيدة والسائقين البارعين الذين يتنافسون على اللقب هذا الموسم». وتضم قائمة السائقين المرشحين للفوز باللقب بطل العالم السابق سبع مرات الألماني مايكل شوماخر الذي حل محل باتون في فريق مرسيدس، براون سابقا، ويتوقع السائق البريطاني لنظيره الألماني أن يتألق عما قريب في المنافسة بفورمولا1 على رغم بدايته البطيئة للموسم الذي يعود من خلاله إلى الساحة بعد اعتزال دام لمدة ثلاثة أعوام. وقال باتون: «أعتقد أن مايكل (شوماخر) يؤدي عملا رائعا، كثيرا ما يغفل الناس حقيقة أنه ابتعد عن المنافسة طيلة ثلاثة أعوام ولكنه مع ذلك يقدم سرعة جيدة في التسابق. لاشك لدي في أن مايكل سيعود إلى المقدمة سريعا».
وأكد باتون أن الاستقرار وثبات المستوى سيكون عاملا حاسما في رحلته للحفاظ على لقبه واصفا سيارة ماكلارين بأنها «كانت قابلة للاعتماد عليها بشكل كبير خلال الموسمين الماضيين» وإن كان بطل العالم قد أبدى اعتقاده بأنه مازال يوجد مجال لتحسين أداء السيارة خلال سباق الأحد في شنغهاي. وقال: «مازلنا نتعرف على سيارة إم بي 4-25 ومازلت أعمل على الاعتياد كلية عليها ولكنني أعتقد أن فرصتنا في السباق الصيني ستكون كبيرة للفوز بقدر ما كانت في سباقي أستراليا وماليزيا. إنني واثق تماما من أننا سنكون من بين الفرق المتنافسة على الصدارة هناك».
العدد 2777 - الثلثاء 13 أبريل 2010م الموافق 28 ربيع الثاني 1431هـ