ديف ميلنر - المدير الاستشاري لشركة كينيكسا لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط
19 أبريل 2010
في الواقع، إن كل الضغوط الكبيرة، والأنشطة ذات الصلة بالعمل، هي جزء من عملية تنمية شاملة للمهارات القيادية. فكل مشروع جديد، وكل تواصل مع شخص آخر أو تغيير في الوظيفة، يمكن أن يشكل فرصة لتنمية المهارات القيادية. فنحن كمديرين، نطور أنفسنا والآخرين بشكل دائم، ولكننا لا ندرك ذلك! وأنا أدرك أن هذا الكلام يبدو غريبا وغير دقيق، ولكن في الواقع، إن جميع هذه الحالات تشكل دروسا يمكن أن نتعلم منها الكثير، ونستفيد منها في تعليم الآخرين على كيفية التعامل مع كل حالة.
فإذا كان لدينا بالفعل نظام لتنمية المهارات القيادية، أليس من المجدي أن نستفيد منه؟ إنها ليست مسألة توظيف استثمارات إضافية في تنمية المهارات القيادية أو إضافة المزيد من ساعات العمل في الأسبوع؛ فالاستثمار قد تم بالفعل وتكاليفه مدفوعة بالفعل!
وفي ما يخص تنمية مهاراتك الخاصة، فالمفتاح هو أن تكون قادرا على فهم ما يحتاج للتطوير، وأن تضع نفسك في مواقف وحالات من شأنها أن تساعدك على تعلم قدرات جديدة، وتدعى هذه الطريقة الوعي الذاتي، وهو من الركائز الأساسية لنجاح أي قائد. وربما تميل إلى البحث عن تلك الفرص التي تعرفها جيدا، ثم تبدأ بالمراقبة والاستماع، ومن ثم اغتنامها جميعا. إذا استطعت أن تخصص بعض الوقت للتفكير مليا في ما تعلمته وتحديد الدروس الصحيحة التي يجب تطبيقها، فيمكنك أن تطور نفسك كل أسبوع تقريبا وبشكل غير مباشر! إن القادة الناجحين هم بحث دائم عن فرص جديدة لتطوير أنفسهم وتعلم مهارات جديدة، ولا يترددون في طرح الكثير من الأسئلة، لأنهم لا يشعرون بأي رهبة من أي شخص قد يعرف عن شيء ما أكثر منهم، وهم حريصون دائما على تطبيق ما يتعلمونه.
بالنسبة إلى تطوير الآخرين، يمكنك أن تكون منظما أكثر في كيفية تفويض وانتقاء وبناء فريق عمل مشروع ما، والذين ستمضي معهم بعض الوقت خلال زياراتك للمواقع، وكيف تستقطب أناسا آخرين إلى فريقك للقيام بمهام وأعمال محددة. وتذكَّر أنه عندما يخطئ أحد موظفيك، فهذا الخطأ يوفر فرصة للتطور، وكذلك عندما يعرض عليك أحد موظفيك مشكلة ما ويطلب مساعدتك ورأيك، فهي أيضا فرصة للتطور.
العدد 2782 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ