وجه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في جلسة الحكومة أمس (الأحد) إلى العمل على تطوير آليات استيراد اللحوم الحمراء وإعطاء الأولوية في استيرادها من الدولة العربية الغنية بالثروة الحيوانية لما يترتب على ذلك من توفير في كلفة النقل والشحن والوقت، فضلا عما يشكله ذلك من خطوة تدعم التعاون العربي في هذا المجال، كما وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الجهات ذات الاختصاص إلى متابعة ما تم تحقيق الاكتفاء الذاتي بحرينيا فيما يتعلق ببعض المنتجات الغذائية بفضل المقومات المتوافرة في المملكة في هذا الشأن.

وأوضح بيان الجلسة أن الدعم المقدم من الحكومة على اللحوم الحمراء يبلغ 22,6 مليون دينار سنويا ويتوقع أن يرتفع في العام 2010 إلى 30,44 مليون دينار.

ورأس سمو رئيس الوزراء الاجتماع الاعتيادي الأسبوعي لمجلس الوزراء وذلك بقصر القضيبية صباح أمس، وعقب الاجتماع أدلى وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة بتصريح عما دار في الجلسة.

وقال الشيخ أحمد بن عطية الله، إن مجلس الوزراء رحب في مستهل الاجتماع بالزيارة الأخوية الكريمة لعاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى بلده الثاني مملكة البحرين والالتقاء بأخيه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وفي هذا الصدد، وصف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء زيارة خادم الحرمين الشريفين للبحرين بأنها «تاريخية» لأنها تأتي من «قائد تاريخي» يشهد العالم بإنجازاته في خدمة الدين والأمة وفي نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، مؤكدا أن مظاهر الترحيب والفيض المنهمر من مشاعر الفرحة التي غمرت مملكة البحرين على المستويين الرسمي والشعبي بهذه الزيارة الكريمة تعكس مكانة خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة في قلب كل بحريني وعلاقة البلدين المتميزة والوثيقة رسميا وشعبيا.

وقال سموه: «إن علاقات البلدين وهج خالد توارثناه كابرا عن كابر وإن هذه الزيارة ستعليه وستكرس أمجاد المحبة التي لم تخبُ يوما بين البلدين بل كانت على الدوام في علو وتنام وازدادت في ظل عناية ورعاية جلالة الملك الذي يولي مع أخيه عاهل المملكة العربية السعودية عناية خاصة لتعزيز العلاقات البحرينية السعودية»، مؤكدا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن الملك عبدالله سيكون بين أهله ومحبيه وستكون زيارته بلاشك إضافة قيمة لصرح العلاقات البحرينية السعودية الشامخ الذي تشهد ازدهارا متناميا في ظل الاهتمام الصادق من قيادتي البلدين الحكيمتين.

وشدد مجلس الوزراء أن الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين والمباحثات التي سيجريها مع عاهل البلاد ستدعم آفاق التعاون الثنائي وسترتقي بمجالاته كما أنها ستسهم في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، متمنيا المجلس لخادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق طيب الإقامة في بلده الثاني مملكة البحرين.

وفي إطار استضافة مملكة البحرين للمنتدى الحضري السادس، وحرصا من الحكومة على تهيئة جميع الاستعدادات لهذا الحدث الدولي الهم، فقد وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء اللجنة الوزارية للشئون المالية والاقتصادية بالتنسيق مع ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والجهات ذات العلاقة والاختصاص للوقوف على الاحتياجات التنظيمية والفنية اللازمة لاستضافة أعمال المنتدى.

بعدها، نظر المجلس في الموضوعات والمذكرات المدرجة على جدول أعماله، ففي ضوء العرض الذي قدمه نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، وانسجاما مع توجيهات القيادة بتعزيز استفادة الموظفين من برامج الخصخصة، وعطفا على قرار مجلس الوزراء بتحويل الموظفين والوظائف ذات الصلة بالأعمال المرخصة لشركة مطار البحرين بممارستها وما ترتب عليه من تحويل موظفي إدارتي المطار والهندسة والصيانة وبعض الأقسام المساندة من إدارات شئون الطيران المدني إلى شركة مطار البحرين وما تبعه من تحويل احتياطيات الموظفين الذين تقل خدمتهم عن 10 سنوات إلى الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، فقد وافق المجلس على تحويل احتياطياتهم من الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي فرع التقاعد إلى فرع التأمينات.

وبحث المجلس الوزراء عددا من الخيارات بشأن تنويع مصادر استيراد اللحوم الحمراء، واطلع من خلال المذكرة المشتركة المرفوعة من وزارة الصناعة والتجارة ووزارة المالية على الجهود والمساعي المبذولة لتنويع خيارات الاستيراد وعلى ما تقدمه الدولة من أجل تأمين حصول المواطنين على اللحوم الحمراء بأسعار مدعومة بسخاء من الحكومة لضمان وصولها إليهم بأسعار تنافسية مناسبة على رغم الزيادات المتواصلة في أسعار اللحوم عالميا، سعيا من مجلس الوزراء للعمل على تأمين الأمن الغذائي وفق الرؤية التي رسمتها توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بهذا الشأن.

تراخيص البناء

ونوه مجلس الوزراء بالنشاط العمراني المتسارع الذي تشهده المملكة على رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية والذي يعكسه عدد تراخيص البناء الممنوحة، والتي بلغت 2893 ترخيصا جديدا أسهمت في استقطاب مشاريع برؤوس أموال قدرها 1,844 مليار دينار ووفرت مساحات بنائية تبلغ 5,4 ملايين متر مربع.

وذكر بيان الجلسة أن المحافظة الشمالية تصدرت بقية المحافظات في نسب تراخيص البناء الممنوحة، حيث كان نصيبها 27 في المئة تليها المحافظة الوسطى بنسبة 24 في المئة وتلاهما محافظة العاصمة ومحافظة المحرق بنسبة 17 في المئة فيما كان نصيب المحافظة الجنوبية 15 في المئة من تراخيص البناء وذلك في العام 2009.

وبحسب المذكرة المرفوعة من وزير شئون البلديات والزراعة فقد قام المركز البلدي الشامل بإصدار 1730 رخصة للمشاريع الاستثمارية في العام الماضي 40 في المئة منها عمارات شقق سكنية ومشاريع إسكانية، 32 في المئة عمارات استثمارية ومعارض تجارية.

وفي هذا الإطار، نوه مجلس الوزراء بجهود وزارة شئون البلديات والزراعة المتواصلة لاختصار الوقت والجهد اللازمين لإصدار رخص البناء، مرحبا بتقدم مملكة البحرين إلى المرتبة الرابعة عشرة دوليا والمحافظة على المرتبة الأولى عربيا في مجال سهولة إصدار تراخيص البناء للمشاريع الاستثمارية وفقا لتقرير البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال.

مركزان للمعوقين

وبحث مجلس الوزراء عددا من الرغبات المرفوعة من مجلس النواب، حيث وافق المجلس على الرغبة بإنشاء مركز اجتماعي في الدائرة الأولى والدائرة السابعة بالمحافظة الوسطى، والرغبة بشأن دعم مراكز التعليم وتأهيل وتدريب المعوقين ماديا ومعنويا.

كما وافق المجلس على التوقيع النهائي على مشروع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين حكومة مملكة البحرين وحكومة برمودا. وأخذ مجلس الوزراء علما بإقرار مجلسي الشورى والنواب لمشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (24) لسنة 2004 بشأن معاملة مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي في مملكة البحرين، وكلف المجلس الجهات المعنية بإعداد الأداة القانونية اللازمة لذلك تمهيدا لرفعها لجلالة الملك للتصديق عليها وإصدارها طبقا للإجراءات الدستورية المتبعة في هذا الخصوص.