منذ أن اشترى الملياردير الإماراتي سليمان الفهيم القطب الكبير في مجال العقارات نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم بدا وكأنه وضع قدميه على أول الطريق لتحقيق حلمه الذي طالما راوده وهو شراء ناد صغير يمنح مسئولية إدارته إلى الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا وقيادته داخل الملعب إلى النجم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي.
وقال سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة الفهيم: «لا أعرف ما إذا كان بإمكان مارادونا أن يصبح مدربا جيدا. أعتقد أنه يجب أن يكون رئيسا للنادي وله الحق في اختيار وشراء اللاعبين».
وأوضح الفهيم (31 عاما) في مقابلة جرت بمكتبه في دبي مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) «بدأ (مارادونا) من الصفر في نابولي وبنى ناديا. لديه القدرة على تغيير فرق كرة القدم».
وتمكن الفهيم، الذي حقق نجاحا كبيرا من خلال شركته العقارية (هيدرا)، من تحقيق طفرة هائلة في ازدهار الحركة العمرانية في دبى، على رغم أنه يعترف الآن بوجود حالة ركود شديد في المدينة.
ونجح رئيس الاتحاد الإماراتي للشطرنج الفهيم في شراء حق استضافة الإمارات لبطولة ليناريس العريقة للشطرنج والتي يطلق عليها أحيانا «ويمبلدون الشطرنج».
كما نجح قبلها في تفجير مفاجأة كبيرة للعالم كله بشراء نادي مانشستر سيتي العريق في سبتمبر/ أيلول 2008.
واشترى الفهيم النادي الإنجليزي لصالح صديقه نجل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. ولكن الفهيم وجد نفسه بعيدا عن النادي بعد عدة تعليقات وانتقادات غير صحيحة .
وأعرب الفهيم عن استيائه وشكواه من هذه التعليقات قائلا: «وسائل الإعلام البريطانية تحب كثيرا أن تنسب لي كلاما وتذكر كلمات لم أقلها».
وأوضح الفهيم «البعض طالبوني بأن أشتري ناديا جديدا. دار الحديث قبل أسابيع قليلة عن نادي تشلسي لكنني لا أريد شراء أي ناد جديد. لأن ناديا واحدا يكفي. لم أكن مهتما بشراء ليفربول».
وأضاف «أحب التحدي من خلال البدء بشيء صغير وتطويره والنهوض به. عندما يكون الشيء كبيرا أتركه وأعود للعمل».
ويظهر الوميض في عيني الفهيم المبتسم خصوصا كلما تحدث عن أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا المدير الفني لمنتخب بلاده.
وقال الفهيم: «أشجع مارادونا دائما. كنت أشجعه عندما قاد المنتخب الأرجنتيني كلاعب في العام 1986 وكنت مشجعا له عندما كان لاعبا في صفوف نابولي الإيطالي».
ويحظى الفهيم الذي فقد والديه وشقيقه الأصغر في حادث مروري عندما كان في الحادية والعشرين من عمره بشخصية فريدة ذات معرفة كبيرة في العديد من المجالات يصعب معها أن يتخيل أي شخص عشقه الكبير لكرة القدم.
وربما يكون ذلك هو السبب في إعجابه الشديد بمارادونا أحد أبرز المواهب في تاريخ كرة القدم.
وقال الفهيم: «لم ألتقه (مارادونا) من قبل ولكنني أتمنى ذلك في اقرب وقت».
أما أبرز اللاعبين المفضلين للفهيم حاليا فهما مهاجم برشلونة الأسباني الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي ونجم مانشستر يونايتد الإنجليزي البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وقال الفهيم: «ميسي لاعب يجعلني أحب المنتخب الأرجنتيني مجددا. إنني أحب المنتخب الأرجنتيني مجددا».
ويعتقد الفهيم أن أي ناد أوروبي يرغب في تطوير نفسه يجب أن يشتري «أندية صغيرة في أميركا اللاتينية». وقال: «يمكنك الحصول على لاعبين رائعين بأسعار هزيلة» في إشارة إلى فائدة شراء هذه الأندية.
ويسافر الفهيم دائما إلى كوستاريكا في رحلات سياحية واقترب بشكل كبير من شراء ناد صغير لكرة القدم في هذه الدولة الواقعة بأميركا الوسطى.
وتظهر ابتسامة الفهيم عندما يذكره أحد بتعليقات رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الفرنسي ميشيل بلاتيني في رد فعله على بيع نادي مانشستر سيتي والتي دعا فيها بلاتيني إلى القضاء على ضخ الاستثمارات الأجنبية في الدوري الإنجليزي.
وقال الفهيم: «ما هو الفارق بين وجود مالك عربي أو روسي أو تايلندي؟ معظم مالكي أندية الدوري الإنجليزي ليسوا من المملكة المتحدة».
ولكن هذه الابتسامة تتحول إلى ضحك لدى سؤاله عن السبب وراء فشل تعاقد مانشستر سيتي مع البرازيلي كاكا في وقت سابق من العام الحالي على رغم تقدم مانشستر سيتي بعرض مالي بلغ 160 مليون دولار لميلان و22 مليون دولار سنويا للاعب. وقال الفهيم مبتسما: «يجب أن تسألوا الإدارة. لم أشارك في هذا العرض».
ولدى سؤاله عما إذا كان الشيخ منصور يحاول إبرام إحدى الصفقات الكبيرة في مجال التعاقد مع اللاعبين قال الفهيم: «بكل صدق، لا أعرف».
ويشعر الفهيم بالأسف من إبعاده عن مانشستر سيتي بهذه السرعة ولكنه يستطيع التغلب على هذا الإحباط بتحقيق حلمه وهو شراء ناد آخر. وأكد الفهيم على أن النادي الجديد سيكون «ناديا أوروبيا، صغيرا. أصغر من مانشستر سيتي». واعترف الفهيم بأن مساعديه يعملون على ذلك، وربما من خلال ذلك يحقق حلمه بناد صغير يديره مارادونا ويقوده ميسي.
العدد 2372 - الأربعاء 04 مارس 2009م الموافق 07 ربيع الاول 1430هـ