في الوقت الذي يلتزم فيه فلورنتينو بيريز الرئيس السابق لنادي ريال مدريد الأسباني لكرة القدم الصمت يترك الآخرين يتحدثون عنه وعن أحقيته برئاسة النادي في الفترة المقبلة مع إجراء الانتخابات الجديدة للنادي في منتصف العام الحالي.
ومع أي تصريحات يطلقها أنصار بيريز يبدو الوضع وكأن «حاشية» الملك بيريز بدأت بالفعل حملته الانتخابية لرئاسة النادي على رغم أنه لم يعلن رسميا ترشيحه لرئاسة النادي.
واستقال رامون كالديرون من رئاسة النادي في 16 يناير/ كانون الثاني الماضي ليفتح بذلك الطريق أمام عملية ومرحلة انتخابية جديدة في ريال مدريد.
وسيكون الرئيس الجديد للنادي هو الرابع في غضون أقل من ثلاث سنوات إذ استقال بيريز نفسه من رئاسة النادي في العام 2006 بعد ست سنوات قضاها في المنصب.
ويعلن بيريز، القطب الكبير في مجال العقارات، عن نفسه في هدوء تام إذ يبدو بيريز حاليا مثل الظل فهو ليس حاضرا بشكل فعلي ولكن وجوده يبدو ملموسا ويشعر به الجميع.
والجدير بالذكر أن وجوده الملموس ليس نتيجة أي تحركات أو تصريحات منه وإنما ينتج عن كثرة حديث الآخرين عنه وإشادتهم بمميزاته.
وقال نائب رئيس نادي ميلان الإيطالي لكرة القدم أدريانو غالياني هذا الأسبوع: «لن أتحدث عن كاكا. لكنني أستطيع أن أقول إنه مع وجود أصدقاء مثل فلورنتينو (بيريز) يمكن أن يحدث أي شيء. فلورنتينو بيريز رجل أعمال رائع وصديق جيد، وأقول ذلك عن القليل من مسئولي كرة القدم».
وتنتشر الشائعات بشدة عن إمكانية انتقال النجم البرازيلي كاكا إلى صفوف ريال مدريد إذا تولى بيريز رئاسة النادي وجاءت تصريحات غالياني لتشعل هذه الشائعات.
وألمح غالياني إلى أن بيريز يعتزم الترشح لمنصب رئيس نادي ريال مدريد وأنه سيفوز في الانتخابات.
ويتفق معه في ذلك لاعب خط وسط ريال مدريد سابقا وانتر ميلان الإيطالي حاليا النجم البرتغالي المخضرم لويس فيغو إذ سبق لبيريز أن تعاقد معه من برشلونة المنافس التقليدي والعنيد لريال مدريد.
وقال فيغو في مقابلة نشرتها صحيفة «إل بايس» الأسبانية يوم الاثنين الماضي: «سيخوض (بيريز) الانتخابات. وسيعود لرئاسة النادي لأنه يحب هذا المنصب. إنه يحب هذا المنصب وربما ينال بعض الفوائد منه».
ويبدو الرئيس الحالي المؤقت لريال مدريد فيسنتي بولودا من أنصار بيريز أيضا حتى وإن كان بيريز هو السبب في الإطاحة بكالديرون وأنصاره من قيادة النادي. وقال بولودا: «إدارة فلورنتينو كانت براقة».
كما لن يكون لدى قائد الفريق راؤول غونزاليس أي اعتراض على عودة بيريز لرئاسة النادي العريق.
وقال راؤول: «قدم (بيريز) بعض الأشياء الرائعة للنادي. ومع خبرته الكبيرة سيطور بعض الأشياء التي يعتقد أنه يستطيع تطويرها».
ووصل الحال إلى أن الشخصيات التي سبق وأن انتقدت بيريز وهاجمته ترحب بعودته حاليا. ومن هذه الشخصيات يبرز فيرناندو هييرو نجم خط الدفاع وقائد الفريق سابقا الذي ترك ريال مدريد في العام 2003 بسبب خلافه مع بيريز.
وقال هييرو حديثا: «لا أحمل أي ضغائن لبيريز. لقد قضى ثلاث أو أربع سنوات رائعة في رئاسة النادي».
كما أعرب رئيس نادي خيتافي آنخل توريس والذي يحظى بعضوية نادي ريال مدريد أيضا عن مساندته لبيريز قائلا: «إذا تقدم (بيريز) بالترشح لرئاسة النادي سيتغلب على أي منافس. سيهدئ الموقف في النادي وسيحقق فوزا ساحقا في الانتخابات».
ويتفق مع توريس في ذلك أيضا رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا إذ يقول «لقد فعل الكثير لريال مدريد».
ويحظى بيريز بالمساندة أيضا من المجال السياسي الذي أخفق فيه قبل نحو ربع قرن من الزمان.
وقال رئيس الوزراء الأسباني الأسبق خوسيه ماريا أثنار وهو عضو أيضا بنادي ريال مدريد «إلى جانب كونه شخصا رائعا فإنه (بيريز) يمثل رئيسا عظيما لريال مدريد. لقد ترك علامة مهمة للغاية. لا أعلم ما إذا كان يريد العودة أم لا. لكنني أثق في أن الناس سترحب به للغاية إذا عاد».
وفي الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عنه يواظب بيريز على الذهاب يوميا إلى مكتبه في شركة «إيه سي إس» العملاقة للإنشاءات. ويقول البعض إنه يرتب لحملته الانتخابية ولرئاسة النادي بينما يقول آخرون إنه يفكر في الأمر بينما يرجح عدد قليل فقط أنه سيفضل البقاء كما هو بعيدا عن رئاسة النادي الملكي.
ولكن الطريف والغريب أن يثير شخص مثل هذه الضجة الدائرة من دون أن يدلي بأية كلمة
العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ