قال عضو مجلس بلدي المنطقة الوسطى ممثل الدائرة السادسة صادق ربيع إن 4 مصابين أجروا يوم أمس (السبت) عمليات عظام وكسور طارئة في مستشفى السلمانية الطبي، وذلك عقب إصابتهم بطلقات مطاطية في الاعتصام الذي نفذ ضد دفان ساحل سترة يوم الجمعة الماضي.
وأضاف «أصيب ما لا يقل عن 12 شخصا بإصابات متفرقة في أنحاء مختلفة من أجسامهم إثر ضرب قوات مكافحة الشغب اعتصاما سلميا نظمه أهالي سترة بالقرب من الساحل الشرقي يوم الجمعة الماضي، احتجاجا على عمليات الدفان التي تطاله، كما أصيب عدد كبير من المواطنين باختناقات جرّاء استنشاقهم للغازات المسيلة للدموع، كنت من بينهم أنا». ولفت ربيع إلى أنه مازال حتى يوم أمس يعاني من آثار الطلقات المطاطية واستنشاق الغازات المسيلة للدموع.
وعن الخطوات والتوجه الذي سيتخذه المجلس البلدي إزاء ما حدث من تطورات لملف دفان ساحل سترة، بين ربيع أن «المجلس البلدي نأى بنفسه حاليا عن الدخول في مواجهات مع الجهة المنفذة للدفان، وهو ما ينبئ بموت الملف بيروقراطيا».
وأشار إلى أن «المسئولين المعنيين بملف الدفان بدأوا يتعرضون لضغوطات من جهات رسمية مجهولة للتراجع عن معارضة ملف الدفان».
ورفض ربيع الإفصاح عن معلومات أكثر بشأن الضغوطات التي تمارس، ولم يوضح الأشخاص الذي تعرضوا للضغط أو من يضغط عليهم.
وبشأن ما إن عقد المجلس البلدي اجتماعا عاجلا، قال: «الأعضاء لم يجتمعوا نهائيا عقب المواجهات التي حدثت يوم الجمعة، إلا أن هناك اجتماعا طارئا يجمع أعضاء كتلة الوفاق البلديين لاتخاذ موقف موحد تجاه ملف دفان سترة».
وأكد أن «ادعاء الحكومة ملكية الأرض للجهة التي تنفذ الدفان لا يبرر مطلقا المخالفات بردم البحر، إذ يتوافر في خليج توبلي كذلك ملكيات في البحر ودفنها ممنوع بأمر من القانون»، مستغربا من «عدم امتثال الجهات الرسمية للقانون، وخصوصا أن المخطط العام الهيكلي للبحرين يخالف هذه الأعمال العدائية للبيئة».
وشدد ربيع على أنه «لا يجوز الاستمرار في معاقبة هذه المنطقة المحرومة من الخدمات الحكومية أصلا وذلك بدفن البحر الذي يعتبر مصدر رزق أهلها ومكانا مفترضا لساحلها الذي يكاد أن يكون أشبه بالحلم مع هذه التجاوزات».
وقال ربيع إن «اختلاق الأزمات الأمنية والتعنت والعناد في مخالفة القانون للتغطية على ذلك غير مقبول ولا يخدم البلد ولا الاستقرار فيه، وهو بمثابة سحق القانون أولا ومن ثم إهانة كرامة المواطنين الذين عبروا بكل حضارية عن رفضهم لهذه المخالفات. فالمخالفات لا تعالج بالسلاح وعرض القوة وإنما بالامتثال للقانون والنظام».
وجدد العضو البلدي إصراره إلى جانب الممثل البرلماني للمنطقة ذاتها استمرارهم في رفض عمليات الدفان التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية، وذلك بالوسائل القانونية التي كفلها الدستور وميثاق العمل الوطني»،
وأشار ربيع في معرض حديثه إلى تدخل قوات مكافحة الشغب وتفريقها الاعتصام بالقوة أمس الأول إلى أن «الأهالي كانوا ينوون إيصال رسالة إلى وزارة الدفاع، ويسلمها الشباب الذين حملوا أعلام البحرين». وتابع «كانت هناك مفاجأة خططنا لإعلانها خلال الاعتصام، وهي شعار أن الشعب والجيش في خندق واحد، ولابد من القيادة السياسية أن تحمي الجيش والشعب معا، وذلك بالابتعاد عن الإضرار بمصالحهم».
يشار إلى أن المواجهات حدثت يوم امس الأول (الجمعة) عندما كانت هناك مفاوضات بين عضو مجلس بلدي الوسطى صادق ربيع وبعض مسئولي وزارة الداخلية، على أن يتم تغيير مكان الاعتصام الذي سبق وأن تم إخطار السلطات الأمنية عنه، والابتعاد أكثر عن منطقة الساحل، على اعتبار أنها منطقة عسكرية، الأمر الذي رفضه الأهالي، معبرين عن غضبهم من طلب المسئولين.
ولم تنجح المفاوضات التي قام بها ربيع والنائب سيدحيدر الستري الذي التحق بالاعتصام، إذ إن إصرار الأهالي على الاقتراب أكثر من منطقة الساحل، أدى إلى تدخل قوات مكافحة الشغب فجأة، إذ لم تكن الأخيرة موجودة بشكل مباشر، بل واقفة خلف جدار بالقرب من الساحل، وما إن اقترب المعتصمون من المنطقة حتى انتشروا أمامهم، مشكلين حائط صد أمامهم، لمنعهم من الاقتراب أكثر.
وتقدّم ربيع لقوات مكافحة الشغب، طالبا منهم التوقف، وعدم استفزاز الأهالي، حتى لا ينفلت الوضع، لكن بينما كان ربيع في نقاش مع المسئولين الأمنيين، الذين أعطوا مهلة دقيقتين لتفريق المعتصمين، بدأت قوات مكافحة الشغب بإطلاق الغازات المسيلة للدموع والطلقات المطاطية، إذ أصيب عدد من الأطفال والنساء، إلى جانب كبار السن والشباب الذين حضروا الاعتصام.
إلى ذلك دعا ربيع أهالي سترة إلى الهدوء وعدم التوجه إلى موقع الدفان منعا لوقوع مزيد من الإصابات جراء التدخل «غير المبرر» الذي تنتهجه قوات مكافحة الشغب مع المعتصمين، وقال: لازلنا نحمل وزارة الداخلية مسئولية ما حدث يوم أمس الأول (الجمعة) من تدخل غير مبرر وتفرقة اعتصام الأهالي بالقوة على رغم أن الاعتصام كان سلمياَ ومخطرا عنه، وتسببت القوة المفرطة التي استخدمتها وزارة الداخلية في وقوع إصابات بشرية كبيرة كان أبرزها فقدان أحد المواطنين لإحدى عينيه».
وقال ربيع: «نأمل من الأهالي مزيدا من الهدوء من أجل فتح المجال أمام خيارات التحرك السلمي خلال الأيام القليلة المقبلة للضغط باتجاه وقف الدفان على الساحل»
العدد 2375 - السبت 07 مارس 2009م الموافق 10 ربيع الاول 1430هـ