العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ

«جيش المهدي» السابق... التجهيز وتشكيلاته

تشكل «جيش المهدي» في يوليو/ تموز العام 2003 بعد اغتيال زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية السيدمحمد باقر الحكيم واستمد اسمه من المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر عند الشيعة، واستجاب آلاف المتطوعين للالتحاق بـ «جيش المهدي» منذ إعلان إنشائه، وهم ليسوا جيشا نظاميا تقليديا كما يوحي اسمه بالمصطلح العسكري. وليس معلوماً - حصراً - عدد أعضاء «جيش المهدي»، والتقديرات متفاوتة، بعضها تشير إلى تراوح عدده بين 10 - 12 ألفاً وبعضها ترفع عدده ما بين 20 ألفاً إلى 30 ألفاً معظمهم من شباب الأحياء الفقيرة البائسة في بغداد، ومن مدن الوسط والجنوب التي عانت القمع والقتل والإذلال عقوداً على يد النظام السابق، وخصوصاً المدن الشيعية المقدسة.

وتتركز قوات المهدي في مدينة الصدر وفي النجف والكوفة وكربلاء جنوب بغداد، وأظهرت المعارك العنيفة التي نشبت في مدينة الصدر والكوفة والنجف وكربلاء امتلاك «جيش المهدي» صواريخ وقنابل يدوية وأسلحة رشاشة.

وبحسب أحد قادة السرايا في «جيش المهدي» في النجف، فإن الجيش ينقسم إلى وحدات عسكرية تبدأ من المجموعات الصغيرة داخل الفصيل المؤلف من 50 مقاتلا، تليها السرية من 300 مقاتل، وكل سبع سرايا تشكل فوجا. ويضيف أنه في النجف وحدها توجد 45 سرية ثم ازدادت إلى 50 سرية، وهو ما يعني انتشار نحو 15 ألف مقاتل في المنطقة.

ويبدو واضحا أثناء التجوال في النجف والكوفة مشاهدة مقاتلي الصدر وهم يتوزعون في محيط الصحن الحيدري في مشهد الإمام علي بن أبي طالب (ع) وفي مقبرة دار السلام وحول ساحة ثورة العشرين وفي محيط مسجد الكوفة وعلى مداخل المدينة من جهة الشمال. ومعظم عناصر «جيش المهدي» هم عسكريون عراقيون سابقون، وبهذا فإن مقاتلي الجيش لا يتلقون تدريبا عسكريا، سيما وأن غالبية العراقيين تمرسوا على القتال والتعامل مع السلاح من خلال خدمتهم العسكرية الإلزامية فضلا عن الحروب التي خاضها العراق خلال العقدين الفائتين.

وفيما يتعلق بإمدادات «جيش المهدي» فإنها تأتي على شكل تبرعات من الأهالي وأصحاب المحلات التجارية أو بحسب قدرات المقاتلين الشرائية. ولا يوفر الجيش سكنا أو معسكرات للمبيت لمنتسبيه، فهم يفترشون أي مكان يحلون فيه. ولا يتكبد الجيش عناء توفير السلاح بحسب ما يقول قادته إنه متوافر في كل بيت وفي السوق من مخلفات الجيش العراقي السابق، ويدبر العضو المنتمي الجديد بنفسه السلاح، أو يشتريه بنفسه حتى مقابل أثاث بيته أو بمعونة إخوانه القادرين. وهم لا يتلقون أي مخصصات مالية، وأشار إلى أن الجيش يدفع مبلغا زهيدا إلى أهالي الشهيد.

وتشرف هيئة قيادية على إدارة «جيش المهدي». ويوصف أفراد «جيش المهدي» بالولاء المطلق لمؤسسه، ويقول أحد أفراد هذه الميليشيا إنه ليس على دراية بأهداف الجيش «ولكنني سأطيع الصدر». ولا يتردد بعض مقاتلي هذا الجيش من القول «بإذن الله سيطردون جيش الاحتلال الأميركي من العراق وسيحررون الأراضي الفلسطينية من العدوان الإسرائيلي». ويدعي قادة هذا الجيش بأن سياسة القتال التي يعتمدوها تقوم على عدم خوض معارك مفتوحة مع قوات الاحتلال وإنما حرب عصابات، أي عدم المبادرة بالهجوم وإنما الدفاع عن النفس والرد على الاستفزازات الأميركية

العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً