العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ

معارك طاحنة في النجف الاشرف

بوش يبحث الوضع مع مستشاريه وعلاوي يدعو لحل سلمي

واشنطن، بغداد- محمد دلبح، وكالات 

23 أغسطس 2004

وقعت معارك شرسة حول مرقد الإمام علي بمدينة النجف الاشرف أمس اعتبرت الأعنف منذ اندلاع القتال قبل 20 يوما، ووقع 15 انفجارا على الأقل بدا بعضها وكأنه أصوات قذائف مدفعية وتردد دوي إطلاق النار في الشوارع الضيقة المحيطة بالمرقد فيما أحكمت الدبابات الأميركية طوقها حول قلب المدينة. وقال المتحدث بإسم التيار الصدري لشيخ احمد الشيباني «أن قصف القوات الأميركية للمنطقة القديمة أسفر عن إصابة القبة الذهبية الكبرى التي تعلو الضريح... وإحداث تشقق في جزء من الجدار الخارجي للضريح». ولا يعرف بعد مكان الزعيم الديني مقتدي الصدر.

وقالت شرطة النجف أن لديها معلومات تفيد بأنه «هرب» إلى السليمانية ولكن مساعدي الزعيم ومسئولين محليين في السليمانية نفوا ذلك. من جهته دعا رئيس الوزراء العراقي أياد علاوى المؤتمر الوطني إلى مواصلة الجهود لحل أزمة النجف سلميا وشكل لجنة برئاسة حسين الصدر. وأشار إلى أن مباحثاته أمس مع ممثل الأمين العام الأمم المتحدة أشرف غازى تناولت الأزمة.


نفي خروج الصدر من النجف واتهام الاحتلال باستخدام قنابل انشطارية

قصف أميركي يصيب القبة الذهبية وجدار ضريح الإمام علي

عواصم - وكالات

قصف الجيش الأميركي أمس مقبرة النجف إذ يتحصن المسلحون التابعون للزعيم الديني مقتدى الصدر. وارتفع عمود من الدخان الأسود فوق المقبرة بعد ثوان من انفجار قوي بينما كانت طائرة أميركية تحلق فوق المنطقة.

وأعلن المتحدث باسم الصدر أن إحدى القباب الذهبية التي تعلو ضريح الأمام علي أصيبت بأضرار جراء القصف الأميركي. وقال الشيخ أحمد الشيباني «ان القوات الأميركية قامت بقصف شديد للمنطقة القديمة أسفر عن إصابة القبة الذهبية الكبرى التي تعلو الضريح... وإحداث تشقق في جزء من الجدار الخارجي للضريح».

وأضاف «إن الجيش الأميركي بدأ يستخدم أسلحة وقذائف انشطارية محرمة دوليا في قصفه المتواصل بالطائرات والدبابات لضواحي المدينة القديمة». ودعا الشيباني الجامعة العربية والأمم المتحدة والعالم الإسلامي إلى التدخل لإنهاء القتال.

وأعلن الشيباني «انها ليست المرة الأولى التي يهاجمون فيها الضريح. ليس لديهم أي احترام للمرقد». لكن ناطقا باسم الجيش الأميركي نفى هذه المعلومات. وقال إن «القوات الأميركية ردت على نيران معادية لكنها لم تستهدف الضريح ولا أصابت جدارا أو أي موقع آخر مقدس».

وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» انه شاهد فجوة مساحتها متر مربع تقريبا وعمقها ثلاثين سنتيمترا في الجدار وحوله شظايا صواريخ على الأرض الرخامية. وأوضح علي حسين علي القريب من الصدر أن «مروحية أباتشي أطلقت صاروخين أصاب احدهما الجدار الغربي للضريح فيما أصاب آخر فندقا مجاورا». وهذا الفندق معروف بأنه يؤوي مسئولين من ميليشيا الصدر.

وأكد الناطق باسم «جيش المهدي» أبو ذر الكناني أن الحوادث في النجف مازالت دامية ودموية... مشيرا إلى أن المدينة شهدت الليلة قبل الماضية قصفا همجيا عشوائيا من قبل القوات الأميركية. وأضاف لقناة «الجزيرة» أن القوات الأميركية قامت بمساندة عناصر من منظمة «خلق» الإيرانية المعارضة بالهجوم واستهداف مرقد الإمام علي.

وقال طبيب في مستشفى «جيش المهدي» ان احد العناصر المسلحة قتل فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح منذ مساء الأحد. ومن جهته أفاد المدير العام لصحة النجف أمس أن 15 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 23 خلال المعارك التي تشهدها المدينة منذ ليلة أمس الأول حتى صباح أمس.

من جهة أخرى انسحبت الدبابات الأميركية ليلا من مواقعها ولم تكن ظاهرة صباح الاثنين في محيط الضريح. وكانت اقتربت منه أمس الأول حتى مسافة مئتي متر. ويمكن أن تؤدي هذه المواجهات إلى تعقيد إضافي في تسليم مفاتيح الصحن الحيدري في النجف إلى المرجع الديني السيدعلي السيستاني الذي علق الأحد بسبب خلاف عن جرد الممتلكات النفيسة الموجودة فيه.

وفي الإطار ذاته زعم وزير شئون المحافظات وائل عبداللطيف أن الصحن الحيدرى يتعرض لعمليات نهب منظمة. وأضاف لراديو لندن انه استقى تلك المعلومات من أهالي النجف أنفسهم، مشيرا إلى أن بعضهم زاروا إحدى الدول المجاورة وشاهدوا على شريط فيديو مجموعة من الآثار والتحف التي سرقت.

ونفى الشيخ عبدالهادي الدراجي الناطق الرسمي باسم مكتب الصدر في بغداد صحة ما أعلن بشأن مغادرة الزعيم الديني النجف وقال «لقد أجريت منذ فترة قصيرة اتصالات مع الصدر وإخوانه وهو موجود ولن يترك النجف أبدا». وكان محافظ النجف عدنان الزرفي قال إن الصدر وقادة «جيش المهدي» غادروا المدينة إلى محافظة السليمانية. ودعا عبر مكبرات الصوت الميليشيا إلى إلقاء السلاح ومغادرة الصحن الحيدرى وجميع المواقع في النجف والكوفة.

ويقسم كثير من أعضاء «جيش المهدي» أنهم «يرون» زعيمهم في كل مكان على الجبهة يحث المقاتلين ويشجعهم على مقارعة القوات الأميركية في النجف. ويؤكد المقاتلون الشبان الذين امضوا ليال بطولها ساهرين على حراسة مواقعهم أن زعيمهم يظهر ملثما لمقاتلة رجال المارينز.

في تطور متصل لقي خمسة عراقيين على الأقل مصرعهم في مدينة الصدر فيما جرح سبعة آخرون في قصف شنته أمس طائرات الاحتلال على المدينة.

وفي غضون ذلك ينتظر وفد المؤتمر الوطني الذي توجه الأسبوع الماضي إلى النجف للقاء الصدر، تعهدا خطيا من الزعيم الديني بشأن نزع اسلحة ميليشياته والانسحاب من الضريح قبل العودة إلى المدينة المقدسة.

وقال عضو الوفد الشيخ محمد محمد علي «لقد وجهنا إليه نداء الأربعاء الماضي لنطلب منه التعهد خطيا بتوقيعه على النقاط الثلاث التي تم التصويت عليها خلال المؤتمر الوطني، أي الانسحاب من الضريح ونزع اسلحة ميليشياته وتحويلها إلى حزب سياسي».

وأضاف الشيخ محمد الذي ينتمي إلى المؤتمر الوطني (بزعامة احمد جلبي) «ننتظر رده وحين نتسلمه، سنتوجه مجددا إلى هناك». وأكد رئيس الوفد حسين الصدر في مقابلة نشرتها صحيفة «الفرات» أمس انه سيقوم بكل ما بوسعه لحل الأزمة إذا حصل على هذه الرسالة من الصدر.

وقال إنه إذا كان يتعذر عليه الحديث إلى التلفزيون أو وكالات أنباء «اطلب منه بإلحاح توجيه رسالة إلينا» يقول فيها بوضوح انه يقبل الشروط و«سأقوم بكل ما بوسعي لحل الأزمة».

وفي النجف، أعلن الشيخ علي سميسم المقرب من الصدر انه يتوقع «زيارة جديدة للوفد» مضيفا، «ليس على اتصال معنا لكننا نتوقع ذلك من خلال قراءتنا للبيانات التي ينشرها».

ونفى مكتب السيستاني في النجف أنباء قيام مسلحين من جيش المهدي باختطاف ثلاثة من ابرز المراجع في المدينة. ودعت ماليزيا التي ترأس حاليا منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى تدخل الأمم المتحدة بهدف وضع حد للمعارك. وصرح رئيس الوزراء عبدالله بدوي بأن عدم وضع حد للمواجهات في النجف سيغذي الأحقاد ويتسبب بوضع لا يمكن التكهن بنتائجه. كما قال الرئيس الإيراني محمد خاتمي إن الحكومة العراقية تجازف بفقدان المساندة الشعبية لأنها تساند عمليات عسكرية ضد المقاتلين في النجف.


الحكومة ترسل وفداً إلى السيستاني لبحث الموقف في النجف

بغداد - وكالات

في محاولة لوقف القتال المتصاعدة حدته في النجف بعثت الحكومة العراقية أمس وفدا إلى لندن لمقابلة المرجع الديني علي السيستاني الذي يقضي فترة نقاهة في أعقاب الجراحة التي خضع لها.

ونقل تلفزيون الحكومي عن مصدر مسئول في مجلس الوزراء قوله إن الوفد الذي يرأسه الأمين العام لمجلس الوزراء زهير عبدالغني نقل إلى السيستاني تمنيات رئيس الوزراء أياد علاوي بالشفاء العاجل، موضحا أن إرسال هذا الوفد إلى لندن جاء تعبيرا عن تقدير الحكومة للسيستاني باعتباره اكبر مرجع شيعي قي العراق. وأشار إلى أن السيستاني عبر خلال استقباله الوفد المذكور عن أمله في عودة السلام إلى العراق عموما والى النجف بشكل خاص

العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً