لنمارس النقد لسنا بحاجة لأن نكون فلاسفة أو أدباء أو نقاداً على أضعف الايمان، لنمارس النقد نحتاج لأن نكون مسئولين، لأن نحمل هماً أكبر، لأن نحمل وعياً يكفي، لأن نكون على قدر طموحاتنا فاعلين مؤثرين نملك نفوذا يتوافق مع ما نرفع من شعارات ومع ما نحمل من هموم حياتية.
أن ننتقد عملاً ما يعني أن نحمل عيوناً ثاقبة تتجاوز السطح لتغوص في الأعماق، يعني أن نذهب الى ما وراء الشكل والمضمون، يعني أن ندخل الى وعي مرسل أية رسالة نتلقاها، مكتوبة كانت ام مسموعة ام كما هو الحال على هذه الصفحة مرئية، ان ننتقد يعني ان نعبر عن وجهات نظرنا في ما هو جيد وما هو عكس ذلك، أن نكون قوة ضاغطة ذات نفوذ قد لا نعي أهميته اليوم، أن أنتقدك يعني ان أساهم في رصيدك الشعبي أو على العكس من ذلك أن أقضي على وجودك وان تم ذلك ببطء قد لا تشعره القلوب العمياء.
إن ننتقد يعني أن نرفض التلاعب بعقولنا ومصائرنا ومستقبل أجيالنا، أن ننتقد يعني أن نكتب، أن نسمع ونرى ونشاهد ثم نعلق.
وإن اكتب هنا اليوم فلأني على ثقة بإن هناك من ينتظر كتابتي، وان هناك من يؤمن بما أكتب، ويعتنق الرسالة ذاتها التي أحمل، ويعيش الهم الذي أعيش، ولذلك فأنا أدعو كل هؤلاء لأن يعبروا عن مشاركتهم اياي الهم الذي أعيش وان يتواصلوا معي عبر الايميل المدون ادناه لتتلاقح أفكارنا، ولنتشارك في طرح ما لدينا من رؤى بشأن كل ما يعرض علينا على الشاشات بمختلف اشكالها وانواعها واحجامها.
نعم اطلب منكم الكتابة اليّ والتعبير عن آرائكم فيما تشاهدون كما أعبر أنا وان كنت أكثر حظاً منكم لحصولي على مساحة التنفيس التي تفردها لي الصحيفة اسبوعياً، فلنختر فيلماً مختلفاً في كل اسبوع لنكتب عنه جميعاً على ان ننشر أقوى الآراء في ما يلي من أسابيع.
لنبدأ نقاشنا الفني اليوم بواحد من أحدث الأفلام التي تعرضها شركة البحرين للسينما في دور عرضها المختلفة وهو فيلم Godsend الذي بدأ عرضه في الاسبوع الماضي. لنتحاور معاً ولنستمع جميعاً الى ما نراه في هذا الفيلم، وان كنا نعتقد انه فيلم جيد أو ردئ، ما عوامل قوته وما عوامل ضعفه، والأهم من كل ذلك ما الرسالة التي يود الفيلم نقلها، وإلى من توجه هذه الرسالة، وان كانت مناسبة لجمهورنا أم انها لا تتوافق مع كثير من معتقداتنا وقيمنا، وأخيراً ان كنا نود المزيد من هذه الأفلام ام اننا لسبب أو لآخر نرفضها ونرفع أصواتنا عالياً للمسئولين لمنع عرضها لاحقاً.
يمكنكم كتابة ما تشاؤون لكنني اطلب منكم جميعاً التجرد حال كتابة آرائكم من كل حساسيات وتحيزات، ولنبدأ معاً رحلة الدفاع عن كل ما نحمل من تراث وقيم عبر هذه الكتابات، ولنعرف العدو من الصديق من الأفكار والرؤى.
مرحباً بكم جميعاً... وفي انتظار رؤاكم وتعليقاتكم على الفيلم
العدد 747 - الثلثاء 21 سبتمبر 2004م الموافق 06 شعبان 1425هـ