العدد 748 - الأربعاء 22 سبتمبر 2004م الموافق 07 شعبان 1425هـ

نواتج التعلم تقتصر على الحفظ... والحاجة إلى اختصاصي نفسي في المدارس

في ندوة «قراءات في واقع التحصيل الطلابي»:

اكد رئيس قسم المناهج في جامعة البحرين عبدعلي محمد حسن ان ما يقاس من نواتج التعلم يقتصر على جانب المعلومات ويركز على حفظها وعملية استظهارها، مبينا أنه لا توجد اختبارات صادقة لقياس أي نوع من أنواع التعلم، معتبرا ما هو موجود عبارة عن اجتهاد مجموعة من المدرسين والموجهين، مؤكدا أن كثيرا مما يطلب من الطالب عادة ليتعلمه لا يقاس.

فيما أكد رئيس جمعية دعم الطالب محمد البقالي ان العلاقات القوية المفقودة عند الفاشلين دراسيا بسبب عدم قدرتهم على تكوين علاقات قوية مع أسرهم ومدرسيهم، معتبرا إن ذلك من شأنه أن يتسبب في انحراف الطالب، منوها إلى أن الفشل الدراسي من شأنه أن يؤثر سلبا على نفسيته، مؤكدا على دور الاختصاصي الاجتماعي في المدرسة، لافتا إلى الحاجة إلى اختصاصي نفسي إلى جانب الاجتماعي، مشيرا إلى أن اهتمام ادارات المدارس بالمتفوقين أكثر تركيزا من اهتمامهم بضعيفي المستوى.

جاء ذلك خلال ندوة «قراءات في واقع التحصيل الطلابي» التي نظمها كل من مركز البحرين الشبابي وجمعية دعم الطالب مساء أمس الأول في مدرسة البلاد القديم الإعدادية للبنين برعاية وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي وحضور الوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات التربوية في الوزارة محمد الجودر.

وأضاف: «إن مجالات التحصيل الدراسي تتمثل في مجال المعرفة الذي يتضمن المفاهيم والمصطلحات والآراء والقواعد والقوانين، ومجال التفكير ومعالجة المعلومات يتناول عمليات التفكير التي تبدأ من تعريف المعلومات وتذكرها، إضافة إلى مجالي التعلم القيمي وتعلم المهارات».

وأوضح ان أكثر من ألف طالب وطالبة من بين أقل من 4 آلاف تقدموا لاختبارات الثانوية العامة أحرزوا أكثر من 90 في المئة من بينهم أكثر من 450 أحرزوا 95 في المئة فأكثر، مبينا أن كثيرا من الطلاب الذين لم يحرزوا معدلات عالية جدا يحققون نجاحات عالية في تعليمهم الجامعي، مشيرا إلى أن معظم الطلاب الذين يحرزون 90 في المئة فأكثر يوفقون في دراساتهم الجامعية وعدد ضئيل منهم من يفشل في ذلك.

وأكد أيضا أن أنظمة القبول في الجامعات وأنظمة البعثات الدراسية ترتبط بالمعدلات التراكمية التي يحرزها الطالب، متسائلا عن مدى اتقان المدرسين والموجهين وغيرهم لعملية وضع الاختبارات، منوها إلى أن اعتماد المعدل التراكمي لايزال المعيار الأوفر موضوعية في القبول في الجامعات والحصول على البعثات إلا أنه - بحسب قوله - لا يمكن أن يكون الوحيد.

من جهته اعتبر البقالي الأسرة الركيزة الأساسية في المجتمع، وان الأسر البحرينية تعيش في واقع من بدء العام الدراسي حتى نهايته في حال طوارئ وهو شبيه بالصداع المتجدد، مرجعا ذلك إلى اختلال اقتصادات الأسرة بسبب مصروفات المدارس والجامعات واضطراب واختلال البرامج اليومية. إلى جانب المسئولية التي تشعر بها الأسرة منذ بدء العام وحتى نهايته وخصوصا حين تكتشف الأسرة ضعف المستوى الدراسي لأحد أبنائها وإن ذلك يؤدي إلى زيادة الاضطراب النفسي يوميا.

وأرجع مشكلة ضعف التحصيل الدراسي إلى المشكلات التي يواجهها بعض الطلاب، معتبرا اخطرها التي تبدأ من داخل الأسرة ثم التغيرات التي تحدث في المجتمع والمناهج والمعلم والنظام المتبع في الامتحانات.

أما عن آثار الفشل الدراسي فأرجعها إلى اختلال توازن المجتمع وعدم انسجام أفراده واختلال البنية الاجتماعية، وعدم التكافؤ في الأعمال التي يقوم بها أفراد المجتمع، وتباين طبقات المجتمع، والتفكك في المجتمع إلى أجزاء متفاوتة، وأشار إلى أن الفشل الدراسي يتسبب في فجوات تخلق في المجتمع.

وقال: «إن عوامل ضعف التحصيل تتمثل في عامل ذاتي منه انخفاض مستوى الذكاء لدى الطالب وعدم قدرته على مسايرة زملائه، وضعف المستوى الصحي للطالب وعدم رغبة الطالب في العلوم التي يتلقاها في المدرسة، وانتشار ظاهرة تسرب الطلاب من المدرسة، وطريقة التعامل الخاطئة من الآباء إلى الأبناء، وفقدان الطالب الدافع الشخصي للدراسة بسبب الظروف التي يمر فيها المجتمع نفسه، إضافة إلى صعوبة المناهج الدراسية»، أما العامل البيئي فأوضح أنه يتمثل في المشكلات الاجتماعية والخلافات المستمرة بين الوالدين والتفريق بين الأبناء في المعاملة، والمشكلات الاقتصادية وانخفاض مستوى المعيشة، وأصدقاء السوء، والمبالغة في تلبية جميع رغبات الطالب، وارتفاع مستوى المعيشة للأسرة التي تنتج عنها عدم شعور الطالب بأهمية التعليم، منوها إلى وجود حلقة مفقودة بين الطالب والمعلم

العدد 748 - الأربعاء 22 سبتمبر 2004م الموافق 07 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً