لا يولي الفنان البحريني إبراهيم بوسعد أمر تسعير لوحاته الكثير، أسعار اللوحات لا تعنيه وكذلك لا يعنيه أن يكون هناك للوحاته أم لا. لكن ذلك لا يعني كما يقول «أن أخفض أسعار لوحاتي، هذا ما لا يمكن. اللوحات ليست علبة «تونة» تنتهي صلاحيتها. في واقع الأمر تزداد قيمة اللوحات المادية والمعنوية بتقادمها»
ربما لهذا السبب تراوحت أسعار لوحات معرض بوسعد الشخصي الأخير، المقام في جاليري البارح تحت عنوان «نهاية النقطة»، بين 800 دينار لأصغر اللوحات التي لا يتجاوز حجمها 40×40 وعشرة آلاف دينار للوحة التي يصل حجمها إلى 140× 120.
المعرض الذي افتتحته وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في الثالث من مارس/ آذار ضمن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة 2009 ويستمر حتى 15 من الشهر نفسه، ضم 16 لوحة زيتية جديدة مرسومة على الكانفاس إضافة إلى 3 لوحات اكريليك.
وبحسب كتيب المعرض، تتركز ثيمة معرض بوسعد على نهاية النقطة، وكما يشير الفنان في المقدمة الموقعة باسمه في صدر الكتيب فإنه «ليس للنقطة نهاية فالنقطة الرباعية ذات الزوايا القائمة والموزونة بدقة ليس لها نهاية. والنقطة الدائرية ليس لها نهاية فالبصر مستمر بالدوران في النقطتين. كذلك النقطة المجردة فهي مجردة من قيمها الهندسية وبالإمكان الدوران من حولها بشكل متعرج دون التوقف. وهذا نقيض الدورة الحياتية في هذا الكون التي تبدأ من شيء ومصيرها الانتهاء في شيء. إذن الدوران في الفراغ حول الأشياء وبدون منطق هو ضياع الزمن الافتراضي للحياة، والناتج فقدان كل ما هو إيجابي وفعال للتغيير».
بوسعد علّق على سؤال الصحافيين بشأن ارتفاع أسعار لوحات معرضه قائلا «يرتبط هذا الأمر بالجانب الاعتباري للفنان. حتى العام 2005 كنت أعطي لوحاتي أسعار أقل من قيمتها الحقيقية فما تستحق 2000 دينار أضع عليها سعر 1000 وما يصل سعرها إلى 1000 دينار أضع عليها 500. بعدها اكتشفت أن هذا تصور غير صحيح، وما يحدد قيمة الأعمال هو المجهود والبحث الذي يقوم به الفنان لينجزها فهناك بحث علمي وآخر تقني وهناك إرهاصات كثيرة»
وواصل «أنت لا تبيع قماشا ملونا هنا، أنت تبيع جزءا من مشاعرك وأحاسيسك، ولذا أريد أن أؤكد أنه لا مشكلة لدي في أسعار لوحاتي، ولا تعنيني الأسعار كثيرا، فقد أبيع لوحاتي بأقل من سعرها المطلوب أو الذي حددته أنا»
ثم عاد ليؤكد «لقضية قضية اعتبارية وأنت تبيع مشاعرك وأحاسيسك وهذا ما يحدد قيمة اللوحة. والموضوع أكبر من المادة، أنا أقدم خبرة تمتد لأكثر من 37 عاما»
في جميع لوحاته يستخدم بوسعد عناصر واحدة وهو يقول عن ذلك «تختلف طريقة توظيف هذه العناصر وعلاقتها بالعناصر الأخرى من لوحة لأخرى فيعطيك ذلك في كل مرة انطباعا مختلفا. ففي لوحة «سطوح المدينة» أسترجع قصة من أيام شبابي، وحين كانت هناك فتاة جميلة تسكن حينا. كنا جميعا نتمنى أن نحظى بنظرة من هذه الفتاة لكن لم يكن ذلك يحدث. أنا أجسد هذه الحالة في لوحتى هذه، أنت تجد الفتاة وتجد طيورا تتحلق حولها وهي ترمز لنا، أنا وأصدقائي حينها».
ويواصل «هناك وجه الفتاة أو جسدها، وهناك الطير والقط، وهناك العلاقة الحميمة بين هذه العناصر التي تختلف من لوحة لأخرى. حين تتأمل أي من لوحاتي ستجد علاقة الطير مثلا بعناصر اللوحة الأخرى، مختلفة من لوحة لأخرى. كل لوحة تعبر عن حالة إنسانية مختلفة»
«نعم المرأة مكررة في كل اللوحات، لكن هناك المرأة الحزينة وهناك المرأة في داخل المربع وأخرى خارج المربع. العنصر هو ذاته لكن الإسقاطات مختلفة في كل مرة. هناك عمل يعبر عن أسطح المدينة وعمل آخر يرمز للاغتصاب، العناصر ذاتها لكن العلاقة بينها مختلفة فتعطي انطباعات مختلفة». ولد بوسعد في المحرق العام 1954 ودرس الفن التشكيلي في جامعة بغداد العام 1978، وهو ينتمي إلى الجيل الثاني من فناني البحرين. خلال السنوات الثلاثين الماضية من عمره، أقام بوسعد العديد من المعارض الشخصية في البحرين، أما خارج البحرين فقد شارك في العديد من المعارض المشتركة في مصر والأردن وأسبانيا وفرسنا ولندن. تعرض أعماله بشكل دائم في متاحف البحرين، قطر، الشارقة والأردن.
العدد 2377 - الإثنين 09 مارس 2009م الموافق 12 ربيع الاول 1430هـ
بو سعد فنان كبير و الحقيقة انا عن نفسي لا اعرف كيف أقيم لوحاتي ماديا و هذا يسبب لي أزمة نفسية