العدد 2378 - الثلثاء 10 مارس 2009م الموافق 13 ربيع الاول 1430هـ

مليونير سعودي يقود «رحلة التغيير» في «عمر أفندي»

اعتبر تقلُّص حجم الخسائر بداية مبشرة

تجربة صاحب الأعمال السعودي رئيس شركة أنوال المتحدة للتجارة، السعودية، جميل القنيبط، الذي اشترى من الحكومة المصرية أكبر سلسلة متاجر تجزئة في مصر وهي «عمر أفندي»، يتابعها عن كثب المستثمر العربي وتحديدا الخليجي، ويتساءل هل هي بالفعل مشجعة لأن يحذو حذوه أم أنها تجربة لم تتضح معالمها بعد.

وترصد «فوربس» العربية في عددها مارس/آذار 2009 من القاهرة هذه التجربة، فمنذ أن انطلق صاحب الأعمال السعودي جميل القنيبط، أثناء وجوده في مصر بسيارته «تويوتا لاند كروزر» التي اعتاد أن يقودها بنفسه، من منزله في منطقة المعادي في القاهرة، وقبل الذهاب إلى مكتبه في مقر الشركة المصرية «عمر أفندي» التي اشتراها في نوفمبر/تشرين الثاني 2006 والمتخصصة في تجارة التجزئة، قرر الذهاب إلى أحد فروعها الذي يبعد عن بيته 5 دقائق، لدى وصوله، أخذ يستحضر في مخيلته كيف كان هذا الفرع قبل عامين؛ إذ وصف المحال بأنها «كانت فقيرة»، ويشير بذلك إلى أن منتجاتها كانت محدودة، وطريقة عرضها لا تخضع لأي مقاييس، كما إنها مفتقدة إلى خدمة الزبائن.


نظافة وترتيب

لم يتفاجأ القنيبط بالنتائج المالية لـ «عمر أفندي» فقد كان يتوقع أن تحقق هذه الخسائر التي أعلنت في نهاية العام 2008، والتي بلغت 19 مليون دولار من مبيعات إجمالية بقيمة 41 مليون دولار، يقارن القنيبط هذه الأرقام بخسائر العام 2007، والتي بلغت 22 مليون دولار من مبيعات 46 مليون دولار، ثم يبرر قائلا: «انخفاض الخسائر يعني بداية التصحيح للشركة»، ويصمت قليلا ليضيف «فرص نمو كبيرة تنتظرني»، ما يريده هذا الرجل هو أخذ الفرصة المناسبة التي يصفها بـ «العادلة» لإعادة هيكلة الشركة والانتهاء من «إرث الماضي»، وإن بدت هذه الكلمة ثقيلة عليه وهو يقولها.

قبل أن يقدم القنيبط 49 عاما على شراء شركة «عمر أفندي» من «الشركة القابضة» المملوكة إلى الحكومة المصرية في إطار برنامج الخصخصة؛ إذ دفع 106 ملايين دولار تم سدادها بالكامل عبر البنك الأهلي المصري، مع الاحتفاظ بـ 10 في المئة من المبلغ في «حساب معلَّق» بحسب اتفاق الطرفين للجوء إليه في حال نشأ خلاف بينهما، لم تكن الأرباح المعلنة للشركة هي الدافع له للسعي وراء إتمام هذه الصفقة، فقد كانت على حدِّ وصفه «أرباحا بسيطة وغير حقيقية»، ففي العام 2006، بلغت أرباحها الصافية 454,000 دولار من مبيعاتها التي وصلت إلى 72 مليون دولار، لقد كان مهتما بشراء أقدم سلسلة متاجر تجزئة في مصر قائمة منذ العام 1856، ولديها 82 فرعا، و34 منها مملوكة إلى الشركة والباقي مستأجر؛ إذ تتوزع كلها على محافظات مصر كافة، بواقع 23 فرعا في القاهرة و7 فروع في الإسكندرية و17 فرعا في منطقة الصعيد، وأما الباقي فيتوزع على منطقة الدلتا.

الخبرة الكافية

القنيبط الذي عمل في قطاع التجزئة في السعودية لأكثر من 20 عاما، لديه خبرة كافية لمعرفة كيفية إدارة متاجر التجزئة في «عمر أفندي»، فهو صاحب شركة أنوال المتحدة للتجارة، المتخصصة في تجارة التجزئة، ووكلاء لأكثر من 15 علامة تجارية عالمية في مجالات الملابس ومستحضرات التجميل والأحذية والاكسسوارات والأثاث، ولديها 130 صالة عرض في المملكة.

يقول: «(عمر أفندي) واقع أعيشه كل يوم بأرقامه وخسائره وتحديثاته»، فهو رئيس مجلس الإدارة، ويمتلك وعائلته 85 في المئة من الشركة، في حين تمتلك الحكومة المصرية 10 في المئة، وتعود نسبة الـ 5 في المئة المتبقية إلى مؤسسة التمويل الدولية، التابعة إلى البنك الدولي، والتي قامت أيضا بدعم شركة عمر أفندي بإقراضها مبلغ 40 مليون دولار في يونيو/حزيران 2007 يتم تسديده بعد 7 سنوات مع فترة سماح لمدة عامين، وذلك بهدف المساهمة في تطوير الشركة؛ وفقا للعرض الفني الذي شمل خطة التطوير التي تقدم بها القنيبط إلى الحكومة المصرية وتستغرق 6 سنوات.

كلفة التطوير

خطة تطوير الشركة تبلغ 36 مليون دولار، خلال 6 سنوات وهي فترة التطوير، في حين أن حصة الحكومة المصرية المشاركة من هذه التكاليف هي 10 في المئة، كما هي نسبة ملكيتها في الشركة، ويبلغ إجمالي ما تم استثماره حتى اليوم ما يتجاوز 55 مليون دولار.

العدد 2378 - الثلثاء 10 مارس 2009م الموافق 13 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً