تعول اشهر وأعرق صحيفة بريطانية على تطوير موقعها الالكتروني على الانترنت لمواجهة الكساد الورقي والحصول على رسوم مالية مقابل محتوى متميز. وستفرض صحيفتا «التايمز» اليومية و»صندي تايمز» الاسبوعية رسوماً على زوار موقعيهما الالكتروني اعتباراً من يونيو/ حزيران.
واعلنت شركة «نيوز انترناشونال» المالكة للصحيفتين انها ستفرض اشتراكاً مقداره جنيهاً استرلينياً واحداً في اليوم وجنيهين في الأسبوع على قراء موقعي «التايمز» و»صندي تايمز».
وتأتي خطوة الصحيفة البريطانية بعد دعوة روبيرت مردوخ إلى فرض ضريبة على المحتوى المتميز الذي تقدمه الصحف على مواقعها الإلكترونية لمواجهة كساد الطبعات الورقية.
وستطلق الصحيفتان موقعين جديدين في أوائل مايو/ أيار تفصلان فيه وجودهما الرقمي للمرة الأولى وتستعيضان عنه بموقع مشترك يحمل اسم «تايمز أون لاين»، في تحرك من شأنه أن يفتح جبهة جديدة في المعركة التي تخوضها الصحف البريطانية على كسب أكبر عدد من القراء.
وستوفّر الشركة المالكة «نيوز إنترناشونال» موقعي الصحيفتين لفترة تجريبية مجانية للزبائن الذين يسجلون اسماءهم لديها قبل أن تفرض رسوم الاشتراك.
وعبر متابعون لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» عن خشيتهم من نجاح هذه الاستراتيجية ووصفوها بعالية الخطورة بسبب توافر مقدار كبير من الأخبار مجاناً على شبكة الانترنت.
وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة المالكة «نيوز إنترناشونال» ريبيكا بروكس: «إن الخطوة حاسمة لجعل الأعمال التجارية للأنباء اقتراحاً اقتصادياً مثيراً، وجاءت في لحظة حاسمة بالنسبة للصحافة وتمثل البداية على طريق الاستمرار في تطوير منتجاتنا الرقمية والاستثمار والابتكار من أجل قرائنا».
وكانت قمة أبوظبي للاعلام التي عقدت منتصف مارس/ آذار قد ناقشت في أغلب جلساتها توق شركات الوسائط لنشر ثقافة الدفع مقابل الحصول على محتوى من الإنترنت.
وبدأت فكرة دفع مقابل لقراءة محتوى على الإنترنت التي قادتها شركة «نيوزكورب» التي يرأسها روبرت مردوك، تثبت أقدامها ببطء وإن كان بثقة، بوصفها نموذج الأعمال التالي في الإعلام الغربي.
وفي الآونة الأخيرة قررت مجموعات نشر تقليدية مثل «نيوزكورب» و»نيويورك تايمز» و»أكسل سبرينجر» أن تخوض التجربة وتبدأ فرض رسوم مقابل الأخبار التي تنشر على الإنترنت مجازفة بتقليل حجم مستخدميها مقابل الحصول على مكاسب محتملة من خلال إيرادات الاشتراكات.
ولم تختبر بعد هذه القرارات - التي اتخذت بعد كثير من الجدل - على المستهلكين بدرجة كبيرة لكن هناك توافق متنامٍ على أنه لا يوجد بديل لأن عائدات الإعلانات التي تضررت بشدة اثناء الكساد لن تعود الى مستوياتها السابقة.
وقال رئيس قسم الوسائط الرقمية في نيوزكورب لوكالة رويترز جون ميل أثناء قمة أبوظبي للاعلام: «من المؤكد أننا نعتقد أن هناك حاجة الى أن تكون هناك نماذج أعمال مزدوجة الدخل من خلال الإعلانات والاشتراكات».
ويقول ناشرون إنهم بحاجة الى أن يعيد المستهلكون النظر في التسليم بأن المحتوى الموجود على الإنترنت يجب أن يكون مجانيا لتمويل توفير محتوى اخباري وترفيهي عالي الجودة.
واضاف أن مواصفات الإنترنت نفسها وليس احتياجات شركات الإعلام ستكون المحرك وراء كيفية توصيل المحتوى وسداد مقابل له. وخص بالذكر قدرة الشبكة على توفير التسويق وخدمات البيع بضغطة زر واحدة.
وكان رئيس تحرير صحيفة الغارديان البريطانية آلان روسبردجر قد دافع عن بقاء الصحافة الورقية تجاه تهميشها من قبل الصحافة الرقمية.
وقال روسبردجر الذي يشغل منصبه منذ 15 عاما في حوار مفتوح مع اعلاميين في العاصمة البريطانية لندن «ان الصحافة الورقية لن تدخل في غياهب النسيان».
ورد آلان روسبردجر على دعوات روبيرت مردوخ المطالبة بفرض تكلفة مالية على مطالعي الصحف على الانترنت بقوله «ان المستقبل للصحافة الورقية والرقمية جزء منه والاكثر تميز هو الذي يفرض نفسه ويوثق علاقته مع القارئ».
واشار الى قيام مردوخ من قبل بتسعير صحفه بمبالغ ضئيلة جدا تصل الى اقل من سعر التكلفة من أجل الاستحواذ على الجمهور، وهو مردوخ نفسه الذي يطالب اليوم بفرض رسوم على دخول القارئ على موقع الصحيفة على الانترنت.
وجاء رد روسبردجر بعد أيام من رمي رئيس مجموعة التلغراف البريطانية غريج هادفيلد «قنبلة الكترونية» على طاولة الصحافة الورقية معلناً استقالته بثقة المؤمن بالعمل الالكتروني
العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ