افتتحت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة بوزارة الصحة مريم الجلاهمة مؤخراً، ورشة عمل تحت عنوان «المرأة تقول لا للتدخين» في قاعة الشرطة بالقلعة بوزارة الداخلية، وهي بداية انطلاق حملة مكافحة التدخين لهذا العام، واليوم العالمي للتوقف عن التبغ في 31 مايو/ أيار المقبل، والتي حمل شعار «التبغ ضار لكلا الجنسين: سهام تسويقه تستهدف المرأة» بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة ووزارة التنمية واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين وجمعية مكافحة التدخين بحضور 50 شخصاً من مختلف الوزارات والمؤسسات والجمعيات النسائية.

وأكدت «الجلاهمة» في كلمتها أن شركات التبغ العالمية تجهد لمزيد من التسويق للحصول على مزيد من الضحايا عوضاً عن أولئك الذين تركوا التدخين أو توفوا نتيجته. وأشادت نائبة رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين بالقانون رقم (8) لسنة 2009 الصادر عن عاهل البلاد والذي أعطى دفعة قوية لجهود مكافحة التبغ، مشيرة إلى أن الإعلان عن التبغ أصبح محاصراً. وأضافت» تم حظر فتح مقاهي الشيشة في المتنزهات والحدائق». وتابعت» تأتي هذه الورشة كأحد أنشطة اللجنة في هذا المجال».

من جانبه طالب رئيس لجنة التوعية والإعلام باللجنة الوطنية لمكافحة التدخين كاظم الحلواج، بالتصدي للإعلان عن التدخين بجميع أشكاله على المستوى الوطني والاهلي وتطوير القوانين ومراقبتها. وتابع» أتمنى أن يعمل الجميع كل في مجال عمله إلى قلب صورة قبول المجتمع لتعاطي التبغ وجعله مادة غير مقبولة اجتماعياً حفاظاً على الصحة العامة للمجتمع وصحة الأجيال القادمة».

وحذر الحلواجي من زيادة نسبة النساء المدخنات في المجتمع البحريني، مشيراً إلى أن كثير منهن لا يفصحن عن إدمانهن على تدخين السجائر أو الشيشة. وقال الدكتور «الحلواجي» إن المدخنين في العالم يتجاوزون المليار تشكل النساء ما نسبته الثلث.

وكشف أن عدد مراجعي عيادة الإقلاع عن التدخين بلغ نحو 840 شخصاً، نجح 25 في المئة منهم في الإقلاع فعلاً عن التدخين.

وقالت استشارية طب العائلة مها المقلة في محاضرتها التي ألقتها نقلاً عن دراسات تخصصية أن أكثر من ثلثي المدخنين (نحو 68 في المئة) يرغبون في الإقلاع عن هذه العادة، لكن الدراسات تبين أن 3 في المئة فقط هم القادرون على ذلك باستخدام إرادتهن فحسب لأن أجسامهم مدمنة على النيكوتين، والإدمان على النيكوتين قد يكون في شدة الإدمان أقوى من المخدرات كالهروين والكوكايين. وحذرت الدكتورة «المقلة» من أن تأثير النيكوتين على الجسم يبدأ خلال عشر ثوان فقط من استنشاق الدخان من السيجارة فتدخل جرعة من النيكوتين مباشرة وبسرعة إلى المخ وهذا الاندفاع يؤدي إلى إفراز عدد من المواد في المخ، وتابعت» مع مرور الوقت يؤدي وجود هذه المواد في المخ -خاصة الدوبامين والنور أدرينالين- إلى أن يصبح المدخن مدمناً على النيكوتين وعندما يقلع المدخن عن التدخين، فإن مستوى هذه المواد يتغير، وهذا بدوره يؤدي إلى الإحساس بالحاجة إلى النيكوتين، والقلق، و التوتر».

ومن ضمن المعلومات التي عرضت بالورشة حقائق تبين بأن تدخين المرأة يؤدي إلى حدوث اضطرابات بالدورة الشهرية ويتسبب في انخفاض نسبة الخصوبة لديها ويزيد من نسبة العقم، وقد أثبتت الدراسات بأن التوقف عن التدخين يعد من عناصر النجاح في علاج العديد من حالات العقم. وتشير الدراسات التي أجريت على عدد من النساء المدخنات أن دقات قلب الجنين تتسارع وتقل نسبة الأوكسجين في دمه بالإضافة إلى نقص وزن المولود بحوالي 250-300 جرام بالمتوسط إلى جانب ولادة أجنة قبل الأوان، أو زيادة احتمالات الحمل خارج الرحم. وتحذر الدراسات من أن تدخين المرأة يؤدي إلى تأثر بشرتها إلى اللون الرمادي الشاحب بسبب النيكوتين. وتؤكد الدراسات أن المرأة معرضة أكثر لبروز عوامل الشيخوخة المبكرة وظهور التجاعيد على الوجه والرقبة ويؤدي إلى تقصف وهشاشة الأظافر واصفرار الأسنان.

وخرجت الورشة بأربع توصيات: إعداد الحضور لكي ينطلقوا للمجتمع لإيصال رسائل للمرأة في أماكن التجمعات مثل المساجد والمآتم وأماكن العمل والجمعيات وأماكن الترفيه ودور الحضانة والمدارس حيث يتم تزويدهم بقرص مدمج ومطويات للتوزيع على الفئات المستهدفة. وفي التوصية الثانية المساعدة في تسجيل المرضى الذين سيشاركون في حملة اقلع معنا واربح والتي سيعلن عنها قريباً في الصحف. وأشارت التوصية الثالثة إلى تعزيز شعور النفور من عادة التدخين وعدم تقبل سلوك المدخنين، فيما دعت التوصية الرابعة المجتمع إلى المساهمة في التبليغ عن الجهات التي تخالف قوانين حظر التبغ مثل الإعلانات وأماكن البيع وغيرها.

ودعت وزارة الصحة من يرغب في الإقلاع عن التدخين بالتوجه إلى عيادة الإقلاع عن التدخين في مركز الحورة الصحي على هاتف المواعيد: 17318999 أو البدالة: 17318888