العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ

مــوريـنـهــو وحــش ولــد بين يــدي غـــوارديـــولا

موقعة بلباو 1996 شهدت ولادة «الوحش»

دخل مدرب برشلونة الشاب بيب غوارديولا اللقاء الذي شهد خروج فريقه الكاتالوني من دوري أبطال أوروبا على يد ضيفه إنتر ميلان الإيطالي الأربعاء الماضي على رغم فوزه بهدف في على ملعب «كامب نو»، وهو يعرف تماماً أن خصمه الداهية جوزيه مورينهو يتحرق لإلحاق الهزيمة بصاحب السداسية التاريخية، سيما بعدما شهد اللاعب الإسباني السابق أول انفجار حقيقي لخصمه البرتغالي.

وكان غوارديولا لاعباً محورياً في برشلونة عندما قدم مورينهو إلى كاتالونيا كمترجم للمدير الفني الإنجليزي آنذاك بوبي روبسون، فكان شاهداً على مولد «الوحش التدريبي» لاحقاً خلال العقد الماضي، والمعروف بأنه «المتخصص» في تسخين الأجواء قبل أية مباراة.

ويجمع المراقبون على أن مورينهو حجز موقعه كواحد من المدربين القلائل الذين بمقدورهم المزج في تصريحاته بين الحدة والحسم والسخرية في آن واحد، إلا أن القليلين فقط يعلمون أن «الداهية» لم يكن سوى نموذج حي للخجل قبل نحو 15 عاماً.

ويتذكر المعاصرون لبدايات مورينهو في برشلونة رفقة روبسون أنه كان خجولاً متواضعاً يفضل الانطواء على نفسه، إذ لم يكن يرفع صوته أثناء حديثه بل يفضل دوماً البقاء في خلفية الصورة، تاركاً دور البطولة للآخرين طيلة فترة عمله بين 1996-2000.

موقعة بلباو شهدت ولادة «الوحش»

إلا أن واقعة واحدة خلال تلك الفترة أظهرت جانباً أكثر إثارة للاهتمام عن ابن مدينة سيتوبال البرتغالية، ففي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1996 حل برشلونة ضيفاً على اتليتك بلباو بملعب «سان ماميس» وتولى المدير الفني للفريق الباسكي آنذاك الفرنسي لويس فيرنانديز مهمة تسخين الأجواء بمهاجمة «البارسا» في تصريحاته الساخرة طيلة الأسبوع السابق للمقابلة.

وانتقلت حالة السخونة التي بدأت خارج الملعب إلى داخله في مباراة ملتهبة بين الطرفين انتهت بفوز أصحاب الأرض 2/1، وتوجها فيرنانديز بالتوجه إلى مقاعد بدلاء برشلونة للاحتفال بطريقته الخاصة، ليتطور الموقف إلى حد التناطح بالرأس مع مورينهو في مشادة بين الطرفين حاول فيها الفرنسي إرهاب التلميذ الجديد مورينهو.

ولم ينقذ الموقف سوى لاعب برشلونة آنذاك بيب غوارديولا، إذ توجه للفصل بين الرجلين، لينتهي الموقف بعتاب إلى فيرنانديز من اللاعب بقوله: «لا يمكنك السخرية من المنافس سيدي، ما فعلته لا يمكن أن يفعله مدرب محترف أبداً». فما كان من المدرب الفرنسي الذي نجح في تحقيق هدفه بإدخال الرعب في قلب غريمه سوى تجاهل ما قاله غوارديولا.

لدغة مورينهو الإعلامية الأولى

ولم يستغرق البرتغالي وقتاً طويلاً للرد على فيرنانديز بطريقته الخاصة، إذ جمع الصحافيين الكاتالونيين في مؤتمر مصغر في ممر ملعب «سان ماميس» ليشن حملة من نوع خاص ضد المدرب الفرنسي.

وقال مورينهو في تصريحات نارية: «حاول فيرنانديز أن يجعل من المباراة حرباً بين كلبين شرسين، لكني في حقيقة الأمر مهتم بالحديث عن كبار ناضجين، وليس عن أطفال عديمي التربية».

ويبدو أن واقعة «سان ماميس» أطلقت العنان للمدرب البرتغالي الذي تحول إلى مصدر لإثارة الجدل دائماً، حتى عند عودته الآن إلى بيته القديم «كامب نو» وكتب تاريخاً جديداً بالعودة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ فوزه باللقب رفقة بورتو البرتغالي في 2004.

تصريحات متبادلة

وبالعودة إلى لقاء الأربعاء، فقد تحقق حلم مورينهو بقيادة إنتر ميلان إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1972 وتفوق على نظيره غوارديولا الذي قال في المؤتمر الصحافي عشية هذه المواجهة بان لا يهمه إنتر ميلان أو قميصه أو مدربه، كل ما يهمه هو أن يقدم فريقه مستواه المعهود وهذا الأمر سيكون كافياً لكي يتأهل إلى النهائي ويتوج باللقب.

ورد عليه مورينهو قائلا بان برشلونة «مهووس» بالنهائي واللقب في حين أن فريقه يملك «حلما» وهو الوصول إلى النهائي، ثم ازدادت حدة التصريحات قبل ساعات معدودة على انطلاق المباراة عندما وصف رئيس برشلونة جوان لابورتا المدرب البرتغالي بـ»طبيب نفساني من الدرجة الثانية بإمكانه أن يقول ما يشاء».

وقال مورينهو بالفعل ما يشاء ونجح بتبنيه أسلوب الـ «كاتيناتشو» الإيطالي في تجريد برشلونة من اللقب على رغم النقص العددي في صفوف فريقه وقاد «النيراتزوري» إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1972 عندما خسر أمام أياكس أمستردام الهولندي صفر/2، والخامسة في تاريخه بعد 1964 و1965 حين أصبح أول فريق يتوج باللقب مرتين على التوالي (على حساب ريال مدريد الإسباني وبنفيكا البرتغالي)، و1967 (خسر أمام سلتيك الاسكتلندي).

ونجح مورينهو في فك عقدة الدور نصف النهائي التي لازمته عندما كان يشرف على تشلسي الانجليزي وبلغ النهائي الثاني له بعد 2004 حين توج باللقب مع بورتو.

وسيكون مورينهو أمام فرصة أن يصبح ثالث مدرب فقط يتوج باللقب الأوروبي المرموق مع فريقين مختلفين بعد النمسوي أرنست هابل الذي أحرز اللقب العام 1970 مع فيينورد روتردام الهولندي و1983 مع هامبورغ الألماني، والألماني اوتمار هيتسفيلد الذي توج به مع بوروسيا دورتموند العام 1997 وبايرن ميونيخ العام 2001.

وفي حال فشل مورينهو في تحقيق هذا الأمر، فسيكون هذا الشرف من نصيب مدرب بايرن فان غال الذي أحرز اللقب سابقا مع أياكس أمستردام العام 1995.

وعلق مورينهو على المباراة النهائية قائلا: «من الواضح أنه عندما تصل إلى النهائي فتريد الفوز باللقب. إن واقع تواجهنا مع برشلونة في 4 مناسبات في طريقنا إلى هنا إضافة إلى تشلسي أيضاً (في ثمن النهائي)، يعني الكثير. اكرر مجدداً ان إنتر أصبح الأقوى أوروبيا، بالتالي إذا لم يفز باللقب هذه المرة، فسينجح في العام التالي أو الذي يتبعه».

العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً