الثقافة الاستهلاكية وتأثيرها على الشخصية الإنسانية كانت الفكرة الرئيسة التي انطلق منها معرض التجربة المثالية الذي أقيم يوم أمس في صالة الرواق بمجمع العالي ضمن إطار فعاليات مهرجان ربيع الثقافة.
وحظي المعرض بمشاركة عدد من الفنانين متعددي التخصصات تناولوا في أعمالهم الرسائل الإعلانية وتأثيرها في السلوك الاستهلاكي، كما قدم مجموعة من طلاب الهندسة المعمارية وتخطيط المدن تفسيرا افتراضيا مبدعا لأثر ذلك على المجتمع من خلال استفتاءات ومناقشات عامة تطرقت لمدى فعالية الأسواق الشعبية في مقابل انتشار المراكز التجارية التي يعتبر وجودها رمزا للنموذج الأميركي في التسوق والاستهلاك.
إلى ذلك قدم نحو 15 فنانا ممن شاركوا في ورشة عمل عن الموضة تصميمات لأزياء مبتكرة استوحيت أفكار تصميمها من إعادة تدوير المواد الاستهلاكية كالعملات الورقية والمناديل ومصابيح الإضاءة.
وعن أبرز أهداف المعرض أفادت القائمة على صالة الرواق بيان كانو بأن الهدف هو تسليط الضوء على واقع الثقافة الاستهلاكية في مجتمعاتنا ومدى تأثيرها على التفاعلات المجتمعية لأفراد المجتمع، وأضافت أنه سبق تنظيم المعرض تنفيذ ورشتي عمل بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية لعدة فنانين من داخل وخارج المملكة تمت دعوتهم للمشاركة وتقديم ابتكاراتهم في سياق العنوان الرئيس للمعرض، وقد اثمرت نتاجاتهم الإبداعية عن تنظيم عرض للتصميمات الفريدة والمبتكرة في عالم الموضة ترمز في مجملها عن الفكر الاستهلاكي وقد تم الإعداد لهذا العرض بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني وتحت إشراف مصمم الأزياء المصري محمد خفاجي.
يشار إلى أن صالة الرواق هي مؤسسة غير ربحية لممارسة الفن المعاصر، تأسست العام 1998. وتأتي رؤية الصالة منذ البداية للعمل بمثابة منصة للفن المعاصر لعرض الأعمال المحلية والدولية على حد سواء، فضلا عن إنشاء مركز لتبادل الأفكار.
ومن خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمعارض وحلقات العمل واستضافة الفنانين وشاشات العرض تسعى صالة الرواق إلى تعزيز الإبداع والفكر النقدي والإنتاج وتقديم كل من الفنانين المحليين والإقليميين والعالميين لمساحة غير خاضعة للرقابة للخطاب المعاصر.
العدد 2380 - الخميس 12 مارس 2009م الموافق 15 ربيع الاول 1430هـ
