فحتى يومنا هذا، تفتقر دول مجموعتي «بريك» و«إيبسا» إلى قنوات ذاتية للتواصل مع العالم. وكمثال على ذلك شكلت مجموعة «إيبسا» 16 مجموعة عمل داخلية، لا يعنى أي منها بالإتصال والإعلام.
لقد احتضنت البرازيل في منتصف شهر أبريل/ نيسان الماضي اجتماعات قمة لمجموعتي «بريك» و»إيبسا». وتقرر تنظيم لقاء بين رؤساء تحرير كبرى وسائل الإعلام في دول «إيبسا» بتنسيق من وكالة إنتر بريس سيرفس.
وأجمع المشاركون في هذا اللقاء الإعلامي على الاعتراف بتخلف دور الإعلام في مسارات التكامل في الجنوب، وكذلك على شح وجزئية التغطية الإعلامية في كل من دول المجموعة عن دولها الأخرى، على رغم تعزيز العلاقات السياسية بينها.
كما خلص المشاركون إلى أن عليهم هم أنفسهم - وليس الحكومات - تولي تدفق المعلومات بين دولهم ومع العالم الخارجي.
ومن بين الأدوات الرئيسية لتسيير هذا التدفق الإعلامي، تأسيس شبكة من محرري دول «إيبسا» (الهند، البرازيل، جنوب إفريقيا) تتولي توفير تيار مستمر من المعلومات والأخبار فيما بينهم وفيما يخص مسار التكامل بين هذه البلدان.
كذلك الأمر بالنسبة إلى الحاجة إلى تشكيل فريق عمل جديد يضم وسائل الإعلام الخاصة والعامة في دول «إيبسا» بغية الترويج للإعلام الأفقي بينها من خلال الأدوات التكنولوجية التقليدية والحديثة، بما فيها المواقع الشبكية والمدونات والهواتف الخلوية والإعلام الإلكتروني.
هذا القرار هو قرار استراتيجي لسد جانب من الثغرة الإعلامية القائمة لا بين دول مجموعة «إيبسا» فحسب؛ بل وبين دول الجنوب عموماً.
وبالفعل، فقد أجمع المشاركون في هذا اللقاء الإعلامي على إتاحة المجال لأخبار دول الجنوب وعبر وسائل الإعلام في الجنوب، مع إعطاء الأولوية لهذه الوسائل على وكالات أنباء الشمال التي تختار وتسلط الأخبار من منظور دول الشمال.
هذا، ويتطلب النظام العالمي الجديد الناشيء والدور التي تلعبه دول الجنوب فيه وكذلك الحاجة إلى خلق أدوات وروابط جديدة لتكثيف التواصل والإعلام الأفقي، يتطلب إدماج هذه العناصر في تأهيل الصحافيين مهنياً وفي المقررات الجامعية لأجيال الشباب.
العدد 2807 - الخميس 13 مايو 2010م الموافق 28 جمادى الأولى 1431هـ
