أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية سيكون مركزاً للمنح الدراسية في المنطقة، ولإجراء البحوث والتحليلات المستقلة وذات الجودة العالية، ناهيك عن دوره في إدارة المناقشات الصريحة مع كبار المسئولين والمفكرين ورجال الأعمال بشأن القضايا الاستراتيجية.
جاء ذلك خلال افتتاحه يوم أمس (الخميس) فرع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين.
وقال الوزير: «سيكون المعهد ذي قيمة كبيرة ليس لنا فقط في وزارة الخارجية من حيث المساعدة في الإثراء المعلوماتي لأفكارنا واستراتيجياتنا المستقبلية بشأن القضايا الاستراتيجية، ولكن أيضاً للعديد من الوزارات الأخرى، والهيئات الحكومية والمؤسسات وغيرها».
وأضاف: «لابد من التأكيد على أهمية الدور الذي يضطلع به المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في صياغة التفكير الاستراتيجي في العالم».
واعتبر الوزير أن وجود فرع للمعهد في البحرين من شأنه أن يسهم في العمل الذي يضطلع به مؤتمر حوار المنامة لمملكة البحرين الذي ينظمه المعهد كل عام في المنامة، والذي يعد ركيزة أساسية لدبلوماسية الأمن الإقليمي.
كما أكد أن المعهد سيكون بمثابة مركز مهم للشباب الدبلوماسيين وسفراء المستقبل وصناع القرار، من خلال توفير فرص التدريب وانخراطهم في مجالات متميزة من التخصص والخبرة ذات الدور المحوري، وخصوصاً في ظل الشروع في حقبة جديدة من الدبلوماسية التي يعيشها العالم في ظروف دولية جديدة من حيث السياسة الخارجية التي تتعاطى مع معطيات العولمة المتسارعة في ربوع العالم.
ونوه وزير الخارجية بأهمية أن يساعد عمل المكتب على فهم أكثر عمقاً لمواجهة التحديات لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة بأسرها مع الحفاظ على المبادئ الرئيسية للمجتمع وقيمه.
أما المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان فأشاد باستضافة البحرين لمقر المعهد في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن وجود المكتب في البحرين سيكون بمثابة آلية للتعاون مع الجهات المعنية لعمل دورات تدريبية للدبلوماسية ووضع الخطط الاستراتيجية.
وقال: «إن افتتاح مكتب للمعهد يأتي في إطار مبادرة جديدة تبناها المعهد لتوسيع برامجه البحثية في دراسات الشرق الأوسط وربط منطقة الشرق الأوسط بالعالم».
وأضاف: «علاقاتنا كبيرة على المستوى الحكومي، والمؤتمرات التي عقدناها جمعت رجال العالم لمناقشة الكثير من الموضوعات عن الأمن الإقليمي والتي يمكن أن تسهم بشكل إيجابي في تطوير وفهم السياسات».
وتابع: «في العام 2002 عقدنا لقاء شانغريلا في سنغافورة، وكنا حينها المنظمة الوحيدة القادرة على جمع وزراء الدفاع والأمن في مكان واحد. إذ كان لقاء شانغريلا من أهم اللقاءات التي عُقدت في شئون الدفاع في المنطقة، ومازال يعقد بشكل دوري ونتوقع أن يفتتحه في المرة المقبلة الرئيس الكوري. وبدعم من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نتوقع أن يكون لقاء المنامة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل ناجحاً ويتحدث عن الكثير من القضايا السياسية والعسكرية في المنطقة وجيرانها القريبة. كما أسعدنا أن نعلم بأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تنوي المشاركة في المؤتمر مع وفد على أعلى مستوى».
وأكد تشيبمان أهمية الدراسات الاستراتيجية إلى جانب أهمية الدراسات الاقتصادية والسياسية والتجارية، لافتاً إلى أنه استجابة لدعوة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد، فإن المعهد ينوي في هذا العام إقامة حوار المنامة على مستوى أعلى، وسيتم من خلاله عكس الأفكار في التغيرات السياسية والعسكرية وإشراك الدول العشرين الكبرى في العالم لتكون جزءاً من هذا المؤتمر.
وقال: «نأمل أن يصبح حوار المنامة عامل جذب كبير في المنطقة لأهم الاقتصاديين والمفكرين ورجال الأعمال، وفي مقرنا الجديد هذا، وبالتعاون مع مركزنا الرئيسي في لندن ومراكزنا في واشنطن وسنغافورة، نعمل على إثبات وجودنا في المنطقة، والتي ليست فقط منطقة جذب للأعمال التجارية، وإنما منطقة دبلوماسية راقية جداً».
وأضاف: «هذا الفرع للمعهد لن يكون مكتب خاص بالبحرين فقط، وإنما سيكون معنياً بشئون الشرق الأوسط وإنما يدير أعماله في البحرين».
وأكد تشيبمان أن المعهد يسعى لإشراك قادة التفكير الاستراتيجي في العالم للشرق الأوسط، كما سيحاول نقل وجهة النظر الشرق أوسطية للعالم، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المعهد سيقوم بالعديد من البحوث بشأن المشكلات في آسيا والإرهاب وتأثير الاقتصاد على العلاقات الدولية، إضافة إلى البحوث المتعلقة بأبعاد الاستقرار بالمنطقة على المستوى الدولي. وأضاف: «نريد أن نأخذ هذه المنطقة للبعد العالمي الذي يليق بها، وسنعمل على تقديم التحليلات المناسبة وإعطاء صانعي القرار المعلومات القيمة، كما سنجرب أفضل الخبرات من الخارج لإعطاء معلومات مختصرة لوزراء الخارجية في المنطقة».
كما أكد أنه سيتم تقديم برنامج تدريبي لرفع قدرات البحرينيين والخليجيين بشأن الاستراتيجية السياسية، مشيراً إلى أن المكتب سيكون نقطة التقاء لكل الدبلوماسية الاستراتيجية الهادئة، ويناقش أفضل طرق التفكير التي من شأنها أن تؤدي إلى الهدوء والنمو والاستقرار في المنطقة.
العدد 2807 - الخميس 13 مايو 2010م الموافق 28 جمادى الأولى 1431هـ