تطرق خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر خلال خطبته أمس (الجمعة) إلى مرضى فقر الدم المنجلي (السكلر) وكيفية الوقوف إلى جانبهم وإعمال الشراكة المجتمعية في شأنهم.

وقال الجودر: «لنقف في هذا اليوم المبارك مع مرض يحتاج إلى شراكة مجتمعية لمعالجته والتخفيف عن المصابين به، إنه مرض فقر الدم المنجلي والمعروف بالسكلر، لا يخفى عليكم أن نسبة المصابين في البحرين تعتبر من أكبر النسب في المنطقة بسبب زواج الأقارب، فقد بلغت 15 في المئة من عدد السكان، لذلك لنقف عند هذا المرض ونشخص الحالة للبحث عن العلاج».

وأضاف أن «السكلر» هو أحد أنواع فقر الدم الذي يصيب كريات الدم الحمراء، وهو من أشهر أمراض الدم الوراثية الذي تسبب تكسر كريات الدم. يوجد في البحرين 18 ألف مريض بالسكلر يراجعون مركز السلمانية الطبي باستمرار، و65 ألف حامل للمرض، والنسبة بحسب إحدى الدراسات هي 26 في المئة من المرضى في المحافظة الشمالية، و23 في المئة في «الوسطى»، و21 في المئة بـ «الغربية»، و18 في المئة موزعة بين المحرق والمنامة.

وعن كيفية تخفيض هذه النسب العالية، والواجب الشرعي والوطني للمؤسسات والأفراد في هذا الجانب، أوضح الجود أنه يجب

«تعزيز ثقافة الفرد المريض بالسكلر، فالفرد المريض يجب أن يعرف درجة حالته، وأنواع الأغذية وأن يجعل له نظاماً يسير عليه بأن يعمل لنفسه مذكرة يومية يسجل فيها أطعمته وأنشطته، فالمريض مسئول عن نفسه قبل الوصول إلى المستشفى».

وبيّن أن من الحلول أيضاً «أن يكون هناك مركز صحي خاص لمرضى السكلر أسوة ببقية المرضى، وذلك بسبب أعدادهم الكبيرة، وللأمانة فإن الدولة ممثلة في وزارة الصحة قد خصصت الموازنات اللازمة ووضعت الدراسات الكفيلة لإنشاء مركز خاص ذو رعاية عالية ومستوى متقدم لمرضى السكلر».

وأوضح أن «على مديري المدارس وأصحاب الأعمال مراعاة ظروف المصابين بهذا المرض بتقليل المسئوليات، والاهتمام بحالتهم الصحية»، مؤكداً أهمية «الفحص قبل الزواج، وأن قانون الفحص قبل الزواج ساعد في خفض نسبة إصابة المواليد إلى أدنى مستوياته على أمل أن يكون العام 2012 عاماً خالياً من السكلر والثلاسيميا».

وتناول الجودر مسألة زواج المصابين بالسكلر من ناحية شرعية، مبيناً أنه جاءت الفتاوى الكثيرة في هذا الجانب «بين محرم ومجوّز وكاره، ولكل مدرسة فقهية أتباعها الذين لهم الحق الكامل بالتمسك بهذه الفتوى أو تلك، والخلاصة والتي نذهب إليها هي إذا كان هناك توافق للزواج بين شابين مصابين بالمرض نفسه (السكلر) مع علم كل منهما بدرجة ومستوى المرض عند الآخر فإنه لا يحرم عليهما الارتباط»، موضحاً «فقد جاءت النصوص المؤكدة على الزواج والعفاف، فالزواج أولى من الانحراف، فإذا كان هناك توافق بين الطرفين فإنه يجب أن يطلع كلٌ منهما على حالة الطرف الآخر من خلال الفحص الطبي الذي يجرى قبل الزواج، وأن يتناصحا حول آثار ونتائج المرض قبل الإقدام على هذا الارتباط، وليعلما بأن الزواج حق كفلته الشريعة الإسلامية لقول النبي (ص): (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلق فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)». وانتهى الجودر في حديثه إلى القول: إنه «ليس هناك حرج في الارتباط بين حاملي المرض مع مراعاة مسألة الإنجاب -بعد استشارة الأطباء- ليكلا يقع الضرر عليهما وعلى الأولاد للقاعدة الفقهية (لا ضرر ولا ضرار)».