العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ

التعلم عن بعد عبر الإنترنت يتيح الفرصة للمهنيين وربات البيوت

أوفه شتاينهاور خباز يدير مشروعاً صغيراً تملكه أسرته بالقرب من بلدة باد كروزناش بجنوب غرب ألمانيا.

وتتعدى اهتمامات شتاينهاور (46 عاماً)، وله ولدان كبيران، مجرد إدارة المخبز، فهو شغوف أساساً بالأدب الألماني، ومنذ بضع سنوات بدأ في نشاط جديد تماماً عندما قرر أن يدرس للحصول على الشهادة الثانوية، ولأن المدرسة الليلية ليست مناسبة حقيقة لشخص يدير مخبزاً فقد قبل عرضاً للدراسة على شبكة الإنترنت من مدرسة «كيتيلر كوليدج» بمدينة ماينز الألمانية.

ويمكن للطلاب الذين يشتركون للحصول على شهادات دراسية عن طريق الإنترنت الحصول على جزء كبير من المواد العلمية عن طريق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم كما يمكنهم الدراسة وفقاً للجدول الزمني الذي يناسبهم.

ويقول الخباز شتاينهاور إنه كان يريد أساساً أن يحصل على شهادة إتمام المرحلة الثانوية بعد أربعة أسابيع من دخوله إلى هذا المجال، غير أن ذلك كان متعذراً في ذلك الوقت، وقد أنهى دراسته بقدر كافٍ من التعليم يؤهله لتولي إدارة مشروع العائلة التجاري، ثم أصبح أباً في مراحل عمره الأولى، غير أنه احتفظ باهتمامه بالأدب حتى وهو يعمل أثناء الليل في إعداد الدقيق والخميرة والعجين.

ويقول إنه كخباز يعمل عادة داخل مساحة تترواح بين 20 إلى 30 متراً مربعاً ودائماً مع نفس الأشخاص، وهو ما لا يخدم رغبته في توسيع آفاقه، والآن وجد نفسه عضواً في أول فصل دراسي على شبكة الإنترنت بمدرسة كيتيلر كوليدج ، ومن المقرر أن يدخل الامتحانات ويستلم شهادته في يونيو/ حزيران المقبل.

وينبغي على الطلاب الذين يريدون الاشتراك في برامج التعلم على الشبكة العنكبوتية أن ينفذوا نفس المتطلبات التي يقوم بها الطلاب الذين يحضرون دروس المدارس الليلية، وهؤلاء الطلاب هم عادة من المهنيين ولديهم الرغبة في التعلم في أوقات الفراغ وفي نفس الوقت الاستمرار في الإشراف على المنزل وإدارته ورعاية الأسرة وتربية الأطفال.

ويقول مدير المدرسة رولف يورجن رينارد إن هناك حصصاً صباحية مخصصة للآباء الذين يوصلون أطفالهم لرياض الأطفال، وإنه من الأسهل غالباً تنظيم رعاية الأطفال أثناء هذه الفترة الزمنية بأكثر من المساء. وينبغي على الطلاب الذين يدرسون عن طريق برامج التعليم على الإنترنت ترك حواسبهم الإلكترونية المنزلية مرتين في الأسبوع لحضور الحصص في مدرسة ماينز، ويمكن دراسة بقية المناهج الدراسية وفقاً للأوقات التي تناسبهم، ولكن يجب عليهم أيضاً الذهاب إلى المدرسة لدخول الامتحانات، ويعترف رينارد بأن التمتع بكل هذه الحرية الواسعة في الدراسة ليس متاحاً للجميع.

ويوضح أنه ينبغي عليك أن تكون شخصاً ذا طراز معي، وأن تكون متمتعاً بالانضباط والنظام ولديك موهبة تنظيم وقتك. وثمة العديد من المزايا لنظام التعلم على الإنترنت، فهو لا يمثل مشكلة بالنسبة للأشخاص الذين يستيقظون في الساعة السادسة صباحاً بينما لا يزال الصغار نائمون، وأيضاً الذين يمكنهم مواصلة الاستذكار حتى الساعة 11 مساء.

ويشعر شتاينهاور بالتفاؤل إزاء فرصه في الحصول على درجات عالية في الامتحان الذي يتعين عليه دخوله للحصول على الشهادة التي تؤهله لمواصلة تعليمه الجامعي في حالة نجاحه. ويقول إن لديه أفضل مستوى من المعلمين ويشيد بالتعاون الطيب في الحصص الدراسية، كما تلقى الكثير من المساندة من أفراد أسرته، وكان قضاء أمسيتين كل أسبوع في المدرسة حتى العاشرة مساء عملية صعبة لأنه كان يتعين عليه أن يستيقظ بعد بضع ساعات فقط في الساعة الثانية بعد منتصف الليل للذهاب لعمله في المخبز، وبعد انتهاء العمل يعود مرة أخرى إلى الفراش ثم يستيقظ بعد الظهر لمواصلة الاستذكار. ولا يعرف شتاينهاور ماذا سيفعل بشهادة الثانوية، ولا يزال ابناه (20 و 24 عاماً) في مراحل التعليم ويحتاجان إلى قدر من المال، ولذلك سيستمر شتاينهاور في ممارسة مهنته كخباز على الأقل ليلاً.

العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً