العدد 796 - الثلثاء 09 نوفمبر 2004م الموافق 26 رمضان 1425هـ

مدرسو التعليم الصناعي في مواجهة الغزو الخارجي!

نافسوهم في وظائفهم وفُضلوا عليهم

سأتحدث هنا نيابة عن مجموعة من مدرسي التعليم الصناعي لكشف الخطوط العريضة التي تعوق بحرنة التعليم في هذا القطاع، والحديث عن هذه المشكلة يستوجب منا أن نتكلم عنها من جهات مختلفة وهي:

- في مملكة البحرين توجد أربع مدارس صناعية تتبع التعليم الصناعي التابع لإدارة التعليم الإعدادي والثانوي، التي يرأسها رئيس بحريني الجنسية، ويبلغ عدد مجموع المعلمين في المدارس الأربع نحو 600 مدرس، منهم نحو 180 بحرينيا فقط، أي ما يعادل 30 في المئة، فأين هي خطط إعداد الخريجين لتأهيل مهندسين تربويين للتعليم الصناعي؟

- تعيينات الاختصاصيين في التعليم الصناعي: إذ يوجد أربعة من أصل عشرة اختصاصيين لإدارة التعليم الصناعي هم من العرب، تعاقدت معهم الوزارة كمعلمين في ورش مدارس التعليم الصناعي، وتم بعد ذلك تفريغهم للعمل كاختصاصيين، ما يشكل نقصا في أعداد المدرسين في المدارس في خضم الزيادة المطردة في أعداد الطلاب!

أما الاختصاصيون البحرينيون فهم قسمان: مجموعة منهم من ذوي الخبرة تم تعيينهم بشهادة الدبلوم في الهندسة، والمجموعة الثانية هم (مدرسون) لم تتجاوز خدمة أقدمهم أربع سنوات، ولم يمارسوا التدريس الفعلي إلا سنة واحدة فقط، ولا يخفى أن هناك الكثير والكثير من حملة الماجستير والبكالوريوس من ذوي الخبرة الطويلة من المعلمين هم أولى وأحق بهذه المناصب من كلتا المجموعتين. والملاحظ أنه لا توجد خطة مدروسة في كثير من تعيينات التعليم الصناعي بل هناك تخبط وعشوائية وتعيين شخص واحد لعدة مناصب، وكأنه قد أعطي جميع تلك المؤهلات التي تؤهله لإدارة هذه المناصب وبجدارة.

- تعيينات الاختصاصيين في إدارة المناهج - شعبة التعليم الصناعي - يوجد ثلاثة من أصل سبعة اختصاصيي مناهج (موجهين) هم من العرب! على رغم أنه يوجد مدرس بحريني يحمل شهادة الدكتوراه من اليابان، بالإضافة إلى أربعة مدرسين من حملة الماجستير من ذوي الخبرة، أحدهم لديه من الخبرة 25 سنة في التعليم وحاصل على الماجستير سنة 1988م، ومازال يقبع بين جدران ورشة التبريد في المدرسة، والآخر مبتعث من قبل إدارة التعليم ولديه خبرة 13 سنة، فما الذي يميز الاختصاصي العربي على هؤلاء البحرينيين؟! ناهيك عن وجود مدرس بحريني من ذوي الخبرة ويحمل بكالوريوس في الهندسة الكهربائية وماجستير في التربية (مبتعث من التعليم الصناعي) بالإضافة إلى الكثير من المعلمين البحرينيين من حملة البكالوريوس من ذوي الخبرة منهم مدرسان في قسم اللحام من ذوي الخبرة الطويلة (23 سنة - 18 سنة)، فلماذا لا يتم تأهيل أحدهما وتعيينه لبحرنة هذا القطاع.

- التعيينات في قسم صيانة المدارس الصناعية إذ يحتوي على موظف بحريني وثلاثة من المدرسين العرب، تعاقدت معهم الوزارة للعمل كمدرسين في المدارس الصناعية وقامت إدارة التعليم الصناعي بتفريغهم وتحويلهم إلى قسم الصيانة، ما شكل عبئا على المدارس ونقصا في أعداد المدرسين ما يدعو الوزارة إلى جلب مدرسين عرب آخرين!

- لجنة الضبط المركزي في التعليم الصناعي: وهي اللجنة الخاصة بطباعة وتغليف وتوزيع الامتحانات النهائية للمدارس الأربع، إذ كان يرأس هذه اللجنة معلم عربي مفرغ تماما من كامل نصابه، مع العلم أن عمل اللجنة يكون أثناء الامتحانات أو قبلها بأيام، مع العلم أن رئيس اللجنة هذا استقال فعين نائبه البحريني ولم يفرغ من دروسه وقام بالعمل على خير وجه، إذاً لا حاجة للمدرس العربي كما لا حاجة للتفريغ أصلا، ونود أن نشير إلى أن عدد أعضاء لجنة الضبط المركزية من العرب هم ستة مدرسين من أصل أربعة عشر، يقومون بمهماتهم أثناء الامتحانات من دون تفريغ، فلماذا هذا الإصرار على تعيين العرب حتى في الأمور الفنية التي لا تحتاج إلى أية مؤهلات؟

- تعيينات مديري المدارس والمديرين المساعدين إذ في المدارس الأربع اثنان من حملة الماجستير واثنان من حملة الدبلوم، إلا أنهم جميعا من الكفاءات المشهود لها إداريا وتربويا، ومن ذوي الخبرة الطويلة في التعليم الصناعي في وقت انحسرت فيه الشهادات العليا، ونحن إذ نضع كامل ثقتنا في المديرين الأربعة، فإننا نتساءل عن وضع بعض المديرين المساعدين المعينين في العام الماضي، وهل تم اختيارهم طبقا للمعايير القانونية؟ وهل من المعقول أن اثنين منهم من حملة الدبلوم في الهندسة هم أكفأ من كثير من المدرسين الأوائل من حملة الماجستير؟ واذا كانت هذه تعيينات داخلية فهل يحق لهم تحت هذا الإطار عدم الإنصاف؟ وفي خضم التخبط في تعيينات المديرين المساعدين لاتزال المدارس الأربع بحاجة إلى أربعة مديرين مساعدين، ويوجد الكثير ممن تقدم لهذه المناصب إلا أن إدارة التعليم آثرت أن تبقى المدارس من دون مديرين مساعدين على رغم بدء الدراسة.

- تعيينات رؤساء الأقسام فمن مجموع أربعة وثلاثين رئيس قسم عملي لا يوجد سوى ستة مدرسين أوائل بحرينيين مثبتين، وأحد عشر مدرسا بحرينيا قائما بأعمال رئيس قسم، بعضهم قائم بأعمال منذ عشر سنوات، والباقي من هؤلاء غير بحرينيين وهم سبعة عشر مدرسا!

- التعيينات في قسم الإرشاد المهني إذ تم في السنتين الماضيتين إدخال اثني عشر معلما في دورات الإرشاد المهني لإعدادهم لتولي مهمات المرشدين المهنيين للمدارس الصناعية الأربع، خمسة منهم من جنسية عربية، تم إخراجهم من المعامل لتولي هذه المهمات، ما سبب قصورا في معلمي الورش واستجلاب آخرين، وتم استبعاد اثنين من البحرينين من العمل في مكاتب الإرشاد بعد إكمالهم PDA في الإرشاد المهني والتوجيه، ولا يخفى أن هذه الدورة كلفت الوزارة الشيء الكثير من استجلاب المدربين من الخارج والصرف على إقامتهم، ناهيك عن الرسوم الباهظة لهذه الدورة!

- التعيينات في قسم التسجيل: من مجموع 16 موظفا في أقسام التسجيل بالمدارس الصناعية الأربع يوجد سبعة من غير البحرينيين، بعضهم أخرجوا من أقسامهم للعمل في هذا المجال، والبعض الآخر أعطي نص نصاب، ألا يوجد خريجو حاسوب لشغل هذه المناصب؟ مع العلم بأن مؤهل بعض هؤلاء العرب ليس في الحاسوب بل في تخصصات مختلفة، والوزارة قد استجلبتهم لحاجتها إليهم للعمل في أقسامهم وإبعادهم يشكل قصورا ويؤدي إلى استجلاب غيرهم.

- التعيينات في مكتب الإشراف الإداري إذ يوجد في مدارس التعليم الصناعي الأربع خمسة من المشرفين الإداريين غير البحرينيين مفرغين لتولي مهمات الإشراف الإداري، مع العلم أنه تم استجلابهم لتولي التدريس في أقسامهم، والتساؤل مرة أخرى هو: ألا يستطيع المدرس البحريني تولي هذه المهمة؟

- التعيينات في مكاتب ضمان الجودة ففي الوقت الذي تشد على أيدي الإدارات في المدارس الصناعية على ترشيحها للمدرسين البحرينيين وعددهم أربعة لتولي مهمات اختصاصيي ضمان الجودة لكل مدرسة صناعية، فإنه لا يفوتنا أن نتساءل عن معايير اختيارهم دون غيرهم في ظل وجود الكثير من حملة الماجستير؟

- التوظيف لحملة الدبلوم إذ يوجد في المدارس الأربع عدد 17 مدرسا غير بحريني من حملة الدبلوم في الهندسة ويعملون تحت مسمى (مدرب)، فبغض النظر عن ظروف تعيينهم آنذاك لماذا لا يتم استبدالهم اليوم بآخرين بحرينيين من حملة البكالوريوس أو حتى الدبلوم ماداموا يقبلون بهذا المؤهل؟ أو على الأقل يتم وضع خطة تأهيل البحرينيين حملة الدبلوم بدلا من استجلاب معلمين عرب من حملة الدبلوم، كما أن السؤال قائم: ألا يرقى دبلوم جامعة البحرين ومعهد البحرين للتدريب لمساواته بدبلوم الجامعات العربية الأخرى؟

وأخيرا نطرح بعض الأسئلة ونود أن يجيب عليها التعليم الصناعي بشفافية ووضوح: هل هناك خطة مدروسة لبحرنة جميع وظائف التعليم الصناعي؟ هل هناك توجه لبحرنة منصب الاختصاصي الأول للتعليم الصناعي؟ ألا يوجد بحرينيون مؤهلون للعمل كاختصاصيين في التعليم الصناعي؟ لماذا لا يتم الإعلان عن وظائف الاختصاصيين ليتقدم من يرغب في ذلك من الكفاءات؟ لماذا لا يستبدل اختصاصيو المناهج العرب بآخرين بحرينيين مادامت الكفاءات موجودة؟ لماذا لا تتاح الفرصة للمهندسين البحرينيين للعمل في قسم صيانة المدارس الصناعية؟ أين البحرنة في لجنة الضبط المركزية؟ متى سيكون تعيين المديرين المساعدين منصفا مطابقا لمعايير الوزارة؟ إلى متى ستبقى الأقسام برئاسة العرب مع العلم بوجود الكثير الكثير من البحرينيين المؤهلين؟ كيف يؤهل غير البحريني لمهمات الإرشاد المهني ويستبعد البحريني المؤهل؟ ألا يوجد بحرينيون خريجو حاسوب أو نظم معلومات للعمل في أقسام التسجيل؟ ألا يوجد إعلان لوظيفة اختصاصي ضمان الجودة؟ لِمَ يوظف العرب بشهادة الدبلوم وترفض الوزارة توظيف البحرينيين حملة الدبلوم والدبلوم العالي؟ ما السبب في الإصرار على تفريغ العرب لأعمال إدارية على رغم وجود بحرينيين مؤهلين لذلك؟

(الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 796 - الثلثاء 09 نوفمبر 2004م الموافق 26 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً