أعلن الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم أمس أن القيادة والهيئات الفلسطينية قررت أن يتولى رئيس المجلس التشريعي روحي فتوح رئاسة السلطة الفلسطينية 60 يوماً في حال وفاة ياسر عرفات. وقال عبدالرحيم في رام الله، إذ عقد اجتماع الهيئات الفلسطينية: ان «رئيس المجلس التشريعي روحي فتوح سيتولى رئاسة السلطة الفلسطينية ستين يوماً طبقاً للقانون الأساسي» حتى إجراء انتخابات.
من جانبها قالت ممثلة منظمة التحرير الفلسطينية لدى باريس ليلى شهيد إن الرئيس الفلسطيني في «آخر مرحلة من حياته». وأضافت أن عرفات «في غيبوبة عميقة تصاحبها مضاعفات في جميع أعضائه الحيوية وبالتالي فهو في حال حرجة للغاية». وقال وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث أمس إن عرفات يعاني من فشل كبدي وكلوي. من جانبه نفى رئيس المحكمة الشرعية في قطاع غزة والضفة الغربية تيسير التميمي التقارير التي وردت بشأن قدومه إلى فرنسا لإصدار حكم شرعي بجواز نزع الأجهزة الطبية التي تبقي عرفات على قيد الحياة. وقال للصحافيين: إن «مسألة نزع الأجهزة غير مطروحة للنقاش». وأضاف أن «هذا غير شرعي في الإسلام وكل الأديان». في غضون ذلك أعلن عضو اللجنة التنفيذية لـ «فتح» صلاح رأفت أن القيادة الفلسطينية لن تعلن وفاة عرفات في حال حدوثها، قبل أن يتم إعلانها من قبل السلطات الفرنسية في باريس، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون انه لن يقدم أية تنازلات إلى السلطة الفلسطينية الجديدة بعد وفاة الزعيم الفلسطيني إذا لم تتحرك «لوضع حد للإرهاب».
الأراضي المحتلة، عواصم - محمد أبوفياض، وكالات
أعلن الأمين العام للرئاسة في السلطة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم أمس، أن القيادة الفلسطينية وافقت بالإجماع على أن تكون جنازة الرئيس ياسر عرفات في حال وفاته في القاهرة ثم يدفن في رام الله. في غضون، ذلك قال قاضي القضاة الشرعيين الفلسطينيين إن الأجهزة التي تغذي عرفات الآن لن تسحب.
ميدانياً، استشهد أمس فلسطينيان أحدهما في غزة والآخر في نابلس بالضفة.
وأوضح أمين الرئاسة الفلسطينية أن «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح وافقتا على أن تكون جنازة عرفات في حال وفاته في القاهرة على أن يدفن بعد ذلك في مقر المقاطعة في رام الله بالضفة الغربية».
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير ماجد عبدالفتاح، إن فكرة إقامة جنازة للرئيس الفلسطيني في مصر في حال وفاته فكرة قائمة، وان الجنازة ستكون محدودة في إطار رسمي قبل نقله إلى الأراضي المحتلة. وقال في تصريح للصحافيين أمس، إن الترتيبات لاتزال في طور الإعداد، ولكنه أعرب عن أمنيته بحدوث معجزة وأن يتم شفاؤه. من جهة أخرى ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن «إسرائيل» أبلغت السلطة الفلسطينية بموافقتها رسمياً على دفن عرفات في رام الله، في وقت ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن الحكومة الإسرائيلية أعدت بياناً رسمياً خالياً من الإشارة إلى ماضي عرفات أو «دعمه للإرهاب» سيتم اعتماده فور الإعلان الرسمي عن وفاته.
وبدأت جرافات وشاحنات فلسطينية العمل أمس في باحة المقاطعة مقر القيادة الفلسطينية تمهيداً لدفن الرئيس الفلسطيني الذي يتوقع الإعلان خلال فترة قصيرة عن وفاته بعد أن بات في مرحلة حرجة في المستشفى الفرنسي.
وقررت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، تنظيم جنازة رمزية لعرفات في مدينة غزة وإقامة بيت عزاء له في مقر الرئاسة بالمدينة. وعقد ممثلون عن 13 فصيلاً وطنياً وإسلامياً اجتماعاً طويلاً قرروا خلاله جملة من الفعاليات في حال إعلان الوفاة رسمياً.
إلى ذلك أكد قاضي القضاة الشرعيين في الأراضي الفلسطينية الشيخ تيسير التميمي الذي زار صباح أمس عرفات في المستشفى، أنه لن يتم سحب الأجهزة التي تساعد عرفات «طالما كان في جسمه دفء وحياة، وأن سحبها حرام شرعاً».
من جانبها قالت مفوّضة فلسطين العامة في فرنسا ليلى شهيد إن الرئيس الفلسطيني «لايزال على قيد الحياة» صباح أمس لكنه في وضع «حرج جداً».
فتوح رئيساً لـ 60 يوماً
قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة «فتح»، ومجلس الأمن القومي أمس، أن يخلف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح عرفات في رئاسة السلطة الفلسطينية بعد وفاته. ويأتي هذا القرار مطابقاً للقانون الفلسطيني الذي ينص على ترؤس رئيس المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية في حال وفاة أو غياب الرئيس الفلسطيني.
«إسرائيل» قد تطلق بعض السجناء
أفادت تقارير إخبارية امس بأن «إسرائيل» قد تطلق سراح بعد السجناء الفلسطينيين في أعقاب وفاة رئيس السلطة الفلسطينية كبادرة لتعزيز القيادة الفلسطينية. وقالت «هآرتس» إن وزيري الخارجية والدفاع يؤيدون هذه البادرة، ولكن القرار النهائي يرجع لرئيس الحكومة أرييل شارون. وأضافت الصحيفة أن مسئولين أميركيين دعوا إلى هذه البادرة، لتعزيز القيادة الفلسطينية في مرحلة ما بعد عرفات. ولكن شارون أبدى تحفظه بشأنها.
وأفادت التقارير بأن السياسيين الإسرائيليين المعارضين بدأوا ممارسة ضغوط على شارون لوقف تطبيق خطة الفصل الأحادي، بانتظار جلاء الوضع الفلسطيني بعد رحيل عرفات. وأوضحت أن وزير المالية بنيامين نتنياهو أبلغ شارون الثلثاء سحب تهديده بالاستقالة، مشيراً إلى أن رحيل عرفات «يخلق فرصة إعادة تقييم خطة الفصل»، وأعرب عن رغبته البقاء في الحكومة، متوقعاً أن تتم عملية إعادة التقييم.
ميدانياً، استشهد فلسطينيان في ساعة مبكرة من صباح أمس بنيران قوات الاحتلال، أحدهما في شمال قطاع غزة والثاني في نابلس وسط الضفة. ونعت كتائب «القسام» أحد عناصرها الذي استشهد على ساحل البحر قرب مستوطنة «دوجيت» شمال غرب القطاع. وقال بيان للكتائب إن الشهيد فتحى عيسى التل «30 عاماً»، حاول التسلل إلى المستوطنة وقنصته الزوارق الحربية الإسرائيلية. وفي نابلس، استشهد شاب يدعى قدري فايز عاشور البالغ من العمر «20 عاماً» خلال عملية توغل للاحتلال في المدينة. واعتقلت قوات الاحتلال سبعة مواطنين فلسطينيين بينهم مواطنة. واعتدى جنود الاحتلال صباح أمس، على عشرات المصلين بالشتائم والضرب على حاجز الرام شمال القدس المحتلة، أثناء عودتهم من المسجد الأقصى المبارك وأداء التراويح في ليلة القدر.
تل أبيب - يو بي آي
زعمت صحيفة «هآرتس» أمس أن عقيلة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رفضت عرضاً بقيمة مليوني دولار من وفد السلطة الفلسطينية لقاء موافقتها على استكمال الفحوص التي تحدد وفاة الزعيم الفلسطيني. ونقل موقع الصحيفة الإلكتروني عن مصادر فرنسية لم يذكرها بالاسم، أن «التسوية هدفت إلى إقناع قرينة عرفات بالموافقة على استكمال الفحوص التي تحدد في النهاية وفاة الرئيس». وأشارت إلى أن الاتصالات مع سهى، بدأت بعدما اتضح أنه يجب نقل عرفات إلى فرنسا للعلاج. وأضافت أن الفرنسيين «غضبوا» عندما رفضت سهى السماح لأعضاء الوفد بالدخول إلى غرفة الرئيس الفلسطيني في المستشفى. وإثر مفاوضات متعبة - وفقاً للصحيفة - وافقت عرفات على السماح لرئيس الوزراء أحمد قريع، بدخول الغرفة. وتمت الزيارة بعد ظهر الثلثاء الماضي
العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ