لم يكن في حسبان (ا. د) (فلبينية الأصل) زوجة (ف. د) (مغربي) اللذان تزوجا في العام 1992 بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن يحكم عليهما سوء القدر بأن يمنعا من السفر من مملكة البحرين ويبقيا فيها منذ شهر مارس/ آذار الماضي وحتى الآن.
تفاصيل القصة كما روتها أخت الزوج (فضلت عدم ذكر اسمها) لـ «الوسط» أن (د) اكتشفت في بداية العام 2004 إصابتها بورم خبيث في عنق الرحم، وأخبرها الأطباء بضرورة الخضوع لعملية إشعاع نووي لاستئصال الورم.
حينها قررت الزوجة التي كانت في زيارة إلى المغرب أن تسافر مع زوجها إلى دولة قطر لإجراء العملية، غير أن سوء الحظ لازمها منذ بداية الرحلة، إذ أصيبت وهي على متن الطائرة في طريقها إلى قطر بنزيف، وبمجرد وصولها إلى الدوحة أدخلت إلى مستشفى النساء والولادة في الدوحة وأخبرها الأطباء بأنها تعرضت لنزيف في المهبل.
وخلال وجودها بمستشفى الدوحة أجرى لها الأطباء تصويراً بالموجات فوق الصوتية، وتبين منه وجود كتلة ورمية كبيرة بعنق الرحم، وقد أشار عليها الأطباء في قطر بضرورة الخضوع لعلاج كيماوي، غير أن هذا العلاج غير متوافر في قطر، فاقترحوا عليها زيارة البحرين باعتبارها أقرب مكان يمكن أن تتلقى فيه العلاج.
وقد وصلت (د) إلى البحرين في شهر مارس الماضي، وأجريت لها جميع الفحوصات الطبية على نفقة احدى الجهات الرسمية التي دفعت لها مبلغ 2500 دينار لكلف العلاج، وانتهت من ذلك قبل نحو أربعة شهور، ولكنها لم تستطع العودة إلى قطر لاستكمال العلاج، فالزوج الذي رافق زوجته في رحلة علاجها أصبح عاطلاً عن العمل، وبالتالي تراكمت عليهما المصروفات، إذ كان يتوجب عليها دفع فواتير الفندق (الذي أقاما فيه بالبحرين) التي وصلت إلى أكثر من 1200 دينار، على رغم أنهما دفعا منذ وصولهم البحرين مبلغ 1150 ديناراً.
وبحسب (د) «اخترنا هذا الفندق بسبب انخفاض كلف الإقامة فيه، كما أنه أعطانا تخفيضا فقيمة الغرفة التي نقيم فيها لليلة الواحدة يبلغ 25 ديناراً، غير أنه أعطاها لنا بمبلغ 10 دنانير فقط». مضيفة «كما يجب علينا دفع مبلغ 800 دينار إلى إدارة الهجرة والجوازات».
العائلة لم تفقد الأمل إذ خاطبت السفارة المغربية والفلبينية في البحرين للتحرك في الموضوع، وبدوره زار السفير الفلبيني رئيس إدارة الهجرة والجوازات وعرض عليه المشكلة، وتعاطفا منه مع القضية دفع رئيس الإدارة من حسابه الخاص مبلغ 300 دينار.
وقالت (د): «خاطبنا الجهة الرسمية ذاتها مجدداً، وقد اتصل بنا المسئولون فيها وأخبرونا بأن الجهة ستتكفل بدفع فواتير الفندق والحجوزات، وعندما راجع الزوج الجهة قالوا له إنهم لا يستطيعون المساعدة بسبب عدم وجود الموازنة».
فترة الانتظار في البحرين ستؤثر على علاجها في الدوحة، إذ ستجرى لها عملية جراحية في مستشفى الدوحة وكلف إجراء العملية تكفل بها أمير قطر. كما أنها بحاجة إلى مراجعة الطبيب شهرياً من أجل إجراء كشف دوري، غير أنها لم تستطع مراجعة الطبيب منذ أربعة أشهر لعدم وجود المال لذلك.
الزوج توجه إلى قطر من أجل طلب المساعدة من الجمعيات والهيئات الخيرية هناك، إذ إن الجمعيات الخيرية في البحرين رفضت المساعدة متعذرة بوجود طلبات أخرى.
وذكرت أخت الزوج أن «المعاناة لم تقتصر على الزوج وزوجته المصابة بالسرطان، فأطفالها الثلاثة (زايد، ممدوح، سفيان) كانوا يقاسمونها الألم والمعاناة، ويرافقونها خلال رحلة علاجها، كما إن الأم تتألم برؤية أبنائها معها، فبقاؤهم في البحرين يضيع عليهم
العدد 804 - الأربعاء 17 نوفمبر 2004م الموافق 04 شوال 1425هـ