عقد وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق اجتماعاً مساء أمس في شرم الشيخ تمهيداً للمؤتمر الدولي بشأن العراق الذي يفتتح اليوم. ووصف وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط الاجتماع بأنه «غير رسمي ولن يصدر عنه أي بيان». وأعلن أبوالغيط أن دول الجوار أقرت مشروع البيان الختامي للمؤتمر من دون إدخال أي تعديلات عليه.
واقترح الوزير أن تتم مناقشة التطورات السياسية والعسكرية في العراق، مشيراً إلى «تطورات على الأرض خصوصا إعلان الحكومة وتحديد موعد الانتخابات في 30 يناير/ كانون الثاني المقبل». وأعرب رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن نتائج مادية ملموسة تجعل الدول المجاورة تساعد في إحلال السلام في العراق. كما أعرب عن أمله في أن تحذو الدول العربية حذو نادي باريس وتشطب الجزء الأكبر من الديون العراقية. من جهته أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عبدالله رمضان زادة أن طهران تؤيد أية مبادرة تهدف إلى وضع حد في أسرع وقت لاحتلال العراق. كما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن إيران ستستضيف في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري اجتماعاً لوزراء داخلية الدول المجاورة. وصرح بأن الهجوم على الفلوجة شكل نجاحاً لكن المقاتلين توزعوا في العراق، الأردن وسورية.
على صعيد متصل، طلب وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب من البرلمان إمهاله أياماً قليلة للقضاء على بؤرة التوتر في «مثلث الموت». وأعلن أن أجهزة الأمن قتلت ثلاثين مسلحاً في اللطيفية أمس الأول.
شرم الشيخ - بنا
اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بعد ظهر أمس على هامش أعمال المؤتمر الدولي لدول جوار العراق ومجموعة الثماني والصين المزمع عقده اليوم في مدينة شرم الشيخ مع وزير خارجية جمهورية مصر العربية أحمد أبو الغيط. وتم خلال الاجتماع استعراض آخر التطورات في العراق ونتائج المباحثات التحضيرية للبيان الختامي للمؤتمر. وأكد الجانبان عزمهما على العمل على تحقيق وحدة وسلامة العراق وبناء مستقبله السياسي. كما أكدت البحرين استعدادها لتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة للعراق في كافة المجالات.
وأكد وزير الخارجية لوزير الخارجية المصري مبادرة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بشأن استعداد مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر يعقد على أراضيها لجميع فئات وأطياف الشعب العراقي السياسية للتوصل لتوافق حول إقامة الوحدة الوطنية التي تسبق الانتخابات المقبلة.
واجتمع الوزير أيضاً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، حيث تم بحث آخر المستجدات على الساحة العراقية وتأكيد أهمية دور الجامعة العربية في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق.
عواصم - وكالات
تعرض وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب أمس لمحاولة اغتيال في حي الجادرية وسط بغداد قتل خلالها احد حراسه وتم اعتقال اثنين من الأجانب احدهما بريطاني عقب الهجوم. وقال مصدر رفيع في الشرطة إن اثنين من المدنيين الأجانب احدهما على الأقل بريطاني اعتقلا بعد حادث إطلاق النار الذي قتل خلاله احد الحراس الشخصيين لوزير الداخلية. وذكر المصدر أن إطلاق النار بدأ حين رصدت قوة متقدمة لأمن الوزير سيارة مدنية قالوا إن ركابها كانوا يتصرفون بطريقة تثير الشبهات.
وذكرت الشرطة انه يبدو أن أفرادا من رجال الأمن التابعين للداخلية تورطوا في معركة بالأسلحة مع اثنين من البريطانيين كانا في سيارة مدنية لا تحمل أية علامات. وعرض على الصحافيين في مكان الحادث جواز سفر خاص برجل بريطاني يحمل أيضا تصريحا أمنيا لدخول السفارة الأميركية في بغداد.
وذكر شهود في مكان الحادث أنهم شاهدوا سيارة كورية الصنع وقد اخترقها الرصاص وقالوا إن امرأة من المارة قتلت أيضا فيما يبدو لكن الشرطة لم تؤكد ذلك. وصرح النقيب أن أحد أفراد الشرطة المكلفين بحمايته الشخصية قتل وأصيب آخر بجروح خطيرة. وقال في كلمة أمام المجلس الوطني إن الحادث وقع «بنيران مسلحين» ولم يعط مزيدا من التفاصيل لكنه قال «إن هؤلاء هم جزء من نحو 1000 من أفراد الشرطة بينهم ضباط قتلوا على يد مسلحين خلال المرحلة الماضية». وأوضح أن لدى وزارته «قوة كافية لضرب المسلحين الخارجين على القانون أينما كانوا». كما أعلن وزير الداخلية أن حكومة بلاده أعدت خططاً أمنية لملاحقة المسلحين الفارين من الفلوجة بعد العمليات في المدينة. وقال «لدينا معلومات وافية عن فرار الإرهابيين من الفلوجة إذ توجهوا إلى مدن أخرى بينها بغداد والموصل والبصرة للقيام بأعمال مسلحة».
إلى ذلك قال شهود إن شخصين قتلا عندما حاولت جماعة مسلحة اقتحام مكتب تابع لحزب كردي في الموصل. ونشب قتال عنيف بين المسلحين وحراس مكتب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ما أسفر أيضا عن إصابة اثنين من المسلحين. وقال شهود إن المقاتلين الأكراد هاجموا حاجز تفتيش للحرس الوطني.
في غضون ذلك لقي العضو القيادي في هيئة علماء المسلمين في الموصل ومدير مدرسة «الحدباء» الدينية الشيخ فيضي الفيضي حتفه برصاص مسلحين أمام منزله وسط المدينة. وقال شهود إن مسلحين هاجموا الفيضي عند خروجه من منزله في حي الحدباء ولاذوا بالفرار. كما أعلن ضابط في الجيش الأميركي أنه تم العثور على أربع جثث جديدة الأحد في الموصل، وثلاث منها على الأقل تعود لجنود عراقيين. وأعلن الجيش أيضا مقتل جندي متأثرا بجروح أصيب بها أمس الأول غرب بغداد. ووقعت اشتباكات بين مقاتلين والقوات الأميركية الأحد وسط بيجي وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وثمانية قتلى. وصرح النقيب محمد الجبوري من شرطة بعقوبة انه جرى القبض على ثمانية من العرب أثناء اعتقال 35 من المشتبه في أن لهم علاقة بالأعمال الإرهابية التي شهدتها المدينة. وأكد قائد السلاح البري البريطاني الجنرال مايك جاكسون انه سيتم إرسال جنود بريطانيين لمساعدة القوات الأميركية في أي مكان داخل العراق، مضيفا أن القوات البريطانية قد تبقى إلى ما بعد المدة المقررة لها العام 2005. وأفاد شهود أن المقاتلات الحربية والمدفعية الأميركية قصفت الليلة قبل الماضية وفجر أمس معاقل المسلحين في الأحياء الشمالية والجنوبية للفلوجة. وقال الشهود إن «الأحياء الشمالية للمدينة التي تضم حي المعلمين ونواب الضباط والجمهورية والجولان والأحياء الجنوبية التي تضم الشهداء والعسكري والجبيل شهدت قصفا جويا وبالمدفعية». وأوضح الشهود أن الأحياء الشمالية تشهد حرب شوارع بين المسلحين والجيش الأميركي وخصوصاً في حي المعلمين ونواب الضباط والجمهورية والجولان». وهز انفجار عنيف الليلة قبل الماضية محطة قطار الفلوجة وشوهدت سحب الدخان تتصاعد لمدة وأعلن الجيش الأميركي أن قوات مشاة البحرية احتجزت ما يعتقد انه قائد بارز في المقاومة بالفلوجة. وجاء في بيان عسكري أن مشاة البحرية احتجزت الأحد ستة مقاتلين مشتبه فيهم في الحقلانية بمحافظة الانبار التي تضم الفلوجة والرمادي. وأضاف البيان «يعتقد أن احد المحتجزين هو قائد خلية رفيع المستوى في المقاومة التي تعمل داخل محافظة الانبار وحولها.» وأعلن الجيش الأميركي الأحد أن دورية تابعة لمشاة البحرية قتلت في الفلوجة متمردا أطلق عليها النار بعد أن تظاهر انه ميت. وقال الجيش في بيان إن «عناصر من المارينز قتلوا متمردا فتح النار على الجنود الذين كانوا يقومون بدورية بعد أن تظاهر انه ميت».
اكتشاف 20 قبو تعذيب في الفلوجة
كما أعلن ضابط أميركي مساء الأحد أن الجيش الأميركي اكتشف نحو عشرين «قبوا للتعذيب» في الفلوجة منذ بدء هجومه. وقال ضابط الاستخبارات القومندان جيم ويست في تصريح صحافي بينما كان على مقربة من الفلوجة «يبدو أننا عثرنا على عدد من أقبية التعذيب». وتعتقد المارينز أنها عثرت على بعض المنازل التي كان يحتجز فيها الرهينة البريطاني كينيث بيغلي وكذلك المواطنان الاميركيان جاك هانسلاي ويوجين ارمسترونغ. وقال الضابط الأميركي «هؤلاء الأوغاد لجأوا إلى التعذيب والإذلال» موضحا أن الجنود عثروا «في بعض الحالات على رهائن موثوقين بالسلاسل على الجدران». سياسيا، أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش بالإعلان عن انتخابات العراق في 30 يناير/ كانون الثاني المقبل وأكد أن التاريخ سينصفه لإطاحته بصدام. كما رحب بقرار نادي باريس تخفيف الديون العراقية بمعدل 80 في المئة ودعا الدائنين الاخرين كي يحذو حذوهم. وقبيل افتتاح مؤتمر شرم الشيخ قال وزير خارجية العراق هوشيار زيباري إن حكومته ستطالب إيران وتركيا وضع ترتيبات أمنية حدودية لمنع تسلل المقاتلين تماثل الإجراءات المتبعة على الحدود السورية. كما قال ممثل العراق في الأمم المتحدة سمير صميدعي إن الوقت لم يحن بعد لانسحاب القوات الأجنبية.
بلغاريا تتحفظ على إلغاء الديون
إلى ذلك قال وزير المالية البلغاري إن بلاده لن تلتزم بالدعوة التي أطلقها نادي باريس بشأن شطب معظم ديون العراق التي تبلغ لصوفيا وحدها 1,75 مليار دولار. في حين وصف وزير المالية العراقي عادل عبدالمهدي الاتفاق بـ «التاريخي» واعتبر هذا الأمر «ضروريا للاستقرار» في العراق.
بغداد - أ ش أ
طالبت اللجنة الاقتصادية والمالية بالمجلس الوطني العراقي المؤقت بإلغاء التعويضات المستحقة على العراق نتيجة حروب النظام السابق والتي تقدر بنحو 400 مليار دولار تم اعتماد 5
العدد 809 - الإثنين 22 نوفمبر 2004م الموافق 09 شوال 1425هـ