قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس أحد قادة «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين بعد أن اعتقلته حياً، في وقت أعلن فيه أمس استعداد حركة «حماس» لمناقشة وقف إطلاق النار مع «إسرائيل»، وكشف عن استخدام جيش الاحتلال للفلفل ضد الأسرى الفلسطينيين.
وفي مقابل ذلك بادرت هيئة رئاسة الأركان الإسرائيلية إلى القيام بحملة توعية كبرى في المدارس وإقناع التلاميذ بأهمية الخدمة عموماً وتشجيعهم على الانضمام إلى الوحدات العسكرية القتالية، وذلك في أعقاب تدهور مكانة الجيش والخدمة العسكرية في نظر تلاميذ المدارس الثانوية في «إسرائيل».
وتقرر الانطلاق بالحملة رسمياً بعد ثلاثة أسابيع وبموجبها سينتشر ضباط كبار برتبة عقيد إلى جميع المدارس الثانوية في «إسرائيل» وعقد لقاءات معمقة مع التلاميذ في الصفوف الثلاثة (الأول ثانوي والثاني والثالث) بشأن كل شيء يتعلق بالجيش وعملياته وما ينشر عنه من انتقادات في «إسرائيل» والخارج وعن المشكلات التي يسمعها الشباب من جنود قريبين عليهم في البيت أو الحارة أو النادي، وخصوصاً من الناحية السلبية وسيتم تكرار هذه اللقاءات لتصبح جزءاً أساسياً من عمل الضباط من جهة، وجزءاً أساسياً أيضاً من المنهج الدراسي في الثانويات.
وفي موضوع آخر، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس إن سلطات الاحتلال بدأت باستخدام الفلفل الحار لمعالجة ما يسمى أعمال خرق النظام التي يقوم بها الأسرى الفلسطينيين باستخدام رصاصات فلفل حار بحق الأسرى وأن وحدة الانقضاض التابعة لمصلحة السجون «متسادا»، ستستخدم هذا الرصاص لشل فعالية السجناء الجنائيين، وهي تعد سلاحاً ناجعاً في مجال السلاح غير القاتل.
وقبل أشهر عدة تشكلت في مصلحة السجون الإسرائيلية وحدة انقضاض مختارة مهمتها إنقاذ سجانين محتجزين رهائناً لدى السجناء وتفريق أعمال خرق للنظام في السجون وفي حجراتهم وبسبب المدى القصير جداً الذي يعمل فيه رجال الوحدة، فإنهم يحتاجون إلى أسلحة تسمح بإطلاق الذخيرة على السجناء وإذهالهم من دون المس بهم.
وقالت انه في هذه الأيام يجرى فحص عيارات من أنواع عدة: عيارات نار حية بما في ذلك مسحوق الفلفل، وعيارات تدريب تتضمن مسحوق وهمي أو سائل وهمي، وعيار إشارة لون وعيار مخصص لتحطيم النوافذ والوحيد الخطير في حال المس بالأشخاص وفي السنوات الأخيرة دخل الفلفل في مجال تفريق المظاهرات قيد الاستخدام بالتوازي مع الوسائل الأخرى مثل الغاز المسيل للدموع.
اجتماع عباس و«حماس»
وفلسطينياً، عقد في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية اجتماع مفاجئ بين وفد من «حماس» ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس.
وأشار أحد قادة الحركة محمود الزهار للصحافيين عقب اللقاء إلى أن الحركة مستعدة للتفكير في مناقشة وقف الهجمات ضد «إسرائيل» من أجل السماح بإجراء انتخابات فلسطينية سلسة متمسكاً في الوقت ذاته بشروط «حماس» لوقف إطلاق النار والمتمثلة في أن توقف «إسرائيل» كل الغارات العسكرية على الأراضي الفلسطينية.
وقال: «إذا أوقف الإسرائيليون هجماتهم ضد الشعب الفلسطيني فإنه يعتقد أنه من خلال التفاوض ستبحث «حماس» مسألة وقف إطلاق النار ويمكن أن تصل في النهاية إلى اتفاق».
إلى ذلك، توعد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عباس زكي باتخاذ إجراءات بحق مروان البرغوثي بعد استكمال المعلومات بشأن الكيفية التي تغير بها موقفه المثير للاستهجان وقراره بالترشح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية. وقال زكي في تصريح للإذاعة الفلسطينية إن اللجنة المركزية للحركة توقفت أمام موضوع إعلان البرغوثي لترشحه، وقررت استكمال المعلومات الخاصة بقراره قبل اتخاذ أي إجراء وان حالاً من الاستغراب والاستهجان سيطرت على أعضاء اللجنة بعد هذا الإعلان وخصوصا ان البرغوثي سبق أن أعلن مبايعته لمرشح الحركة الرسمي للانتخابات محمود عباس وأعلن انه أحد جنوده وامتدحه كمناضل كبير في حركة «فتح».
بيريز والائتلاف
كشفت مصادر مطلعة في حزبي الليكود والعمل الإسرائيليين أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ورئيس حزب العمل شمعون بيريز اتفقا بشكل مبدئي على انه في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية، فإنها ينبغي أن تبقى حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 وهو الموعد المقرر لإجراء الانتخابات.
وميدانياً، قصفت ثلاث فصائل من المقاومة أربع مستوطنات، في قطاع غزة، بالصواريخ المصنعة محلياً وبقذائف الهاون، رداً على العدوان وجرائم الاحتلال في الأراضي والمخيمات الفلسطينية.
وفي جنين، استشهد أحد قادة «سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد الإسلامي محمود عبدالرحمن كميل، من قباطية في رابا في اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال إذ تمكنت قوات الاحتلال من محاصرة احد المنازل التي كان فيها الشهيد، ورفض تسليم نفسه، وان اشتباكاً مساحاً حدث أدى إلى استشهاده.
وتقول سلطات الاحتلال إن الشهيد مطلوب منذ عام، إذ تمكن من الفرار من سجن أريحا وانه يقف وراء الكثير من العمليات الاستشهادية.
برلين - د ب أ
قالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية أمس إن وزير الخارجية يوشكا فيشر سيجري مباحثات في مطلع الأسبوع الجاري مع المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وسيتوجه فيشر لزيارة «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية اليوم وغدا لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ووزير الخارجية سيلفان شالوم ومع رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع
العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ